لماذا خسر الأحمر رهان التصفيات؟

كتب- محمد السيد يوسف لاشين

شهد المنتخب العُماني لكرة القدم مستوىً مخيباً للآمال في تصفيات كأس العالم الأخيرة، مما أثار حفيظة جماهيره ومحبيه الذين كانوا يتطلعون إلى أداء أفضل يعكس تطور كرة القدم في سلطنة عمان خلال السنوات الماضية، النتائج الضعيفة، والمستوى المتذبذب، والخروج المبكر من المنافسة، أمور تركت تساؤلات عدة حول أسباب هذا التراجع وسبل معالجة الوضع.

إن الأسباب الكامنة وراء الأداء السيئ،هي ضعف الإعداد الفني والتكتيكي، وغياب رؤية واضحة وخطط استراتيجية طويلة الأمد لتطوير المنتخب، وأيضا ضعف التخطيط التكتيكي، كما افتقد الأحمر المباريات الودية القوية التي تساعد اللاعبين على اكتساب الخبرة في مواجهة منتخبات كبيرة خلال تصفيات شرسة، يهدف الجميع منها إلى إثبات ذاته والتأهل إلى العرس العالمي، كذلك ومن وجهة نظري فإن الأحمر يعاني مشاكل داخلية في الجهاز الفني، فتكرار تغيير المدربين أدى إلى غياب الاستقرار الفني، وصعوبة التكيف مع أساليب لعب كل مدرب، وقلة الاستفادة من المدربين في تطوير اللاعبين الشباب.

والمحور الأهم كان الضعف البدني والذهني للاعبين، فافتقار بعض اللاعبين للياقة البدنية المطلوبة لمواكبة نسق المباريات الدولية وضعف التركيز في اللحظات الحاسمة من المباريات، أدى إلى استقبال أهداف في أوقات حرجة، وهذا ما شاهدناه في مواجهات كوريا الجنوبية والعراق والأردن، ولعل النقطة الغائبة عن الجميع، هي قلة الخبرة في المواجهات الكبرى، وغياب اللاعبين الذين يمتلكون خبرة اللعب في دوريات أوروبية أو منافسات كبرى، الاعتماد على اللاعبين المحليين دون إعطاء فرصة كافية للمواهب العمانية المحترفة خارجياً، حتى ولو في دوريات قريبة، ولا يمكننا بأية حال من الأحوال أن نغفل إدارة المسابقات المحلية، وضعف مستوى الدوري العُماني مقارنةً بالدوريات الإقليمية الأخرى، وقلة الاستثمارات في تطوير الأندية والبنية التحتية الرياضية.

إن الأداء المتواضع للمنتخب العُماني في التصفيات لا يؤثر فقط على الروح المعنوية للجماهير، بل يمتد تأثيره ليشمل مستقبل كرة القدم في البلاد، غياب المنتخب عن المحافل العالمية يضعف من فرص جذب المواهب والاستثمارات، كما يعيد الكرة العُمانية إلى الوراء مقارنةً بجيرانها في الخليج الذين يحققون تطوراً ملحوظاً، ولكن نعود إلى المنافسة على المستويين الإقليمي والعالمي، يجب اتخاذ خطوات جذرية، وأهمها وضع خطة استراتيجية طويلة الأمد لتطوير كرة القدم، الاستثمار في مراكز تدريب الناشئين، تعزيز برامج اكتشاف المواهب في المدارس والأندية المحلية، دعم اللاعبين المحليين للاحتراف في الخارج، وتحسين مستوى الدوري المحلي وزيادة التنافسية، والأهم للمنتخب اختيار مدرب ذي كفاءة عالية ومنحه وقتاً كافياً لتنفيذ خططه، وتوفير الدعم الفني والمادي للمنتخب والجهاز التدريبي.

وفيما يخص اللاعبين فلا بد من توفير برامج خاصة لتطوير اللياقة البدنية والمهارات التكتيكية، وتعزيز الجانب النفسي للاعبين لمواجهة الضغوط.

وأخيرا وليس آخرا: المستوى السيئ للمنتخب العُماني في التصفيات يعد جرس إنذار للاتحاد العُماني لكرة القدم والجهات المعنية. فالمنتخب يمتلك قاعدة جماهيرية واسعة وإرثاً رياضياً مهماً، إلا أن ذلك وحده لا يكفي. المطلوب الآن هو العمل الجاد والمستمر لإعادة المنتخب إلى المكانة التي يستحقها، وتحقيق تطلعات الجماهير التي تنتظر بفارغ الصبر رؤية علم السلطنة يرفرف في المحافل الدولية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى