خلاصة القول

كتبت- ترياء البنا

تيارات جارفة من الهجوم على لاعبي منتخبنا الوطني من جهة والجهاز الفني من جهة ثانية، واتحاد الكرة من جهة ثالثة، بعد الابتعاد عن المنافسة على إحدى بطاقتي التأهل إلى نهائيات كأس العالم، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، لماذا كل هذا اللغط الآن؟، وهل كان أحد يتوقع عكس ما حدث؟، كلنا كنا نمني النفس ونحلم بالتأهل إلى نهائيات كأس العالم، ولكننا أيضا بداخلنا نوقن أن هذا لن يحدث، لأنه وببساطة شديدة العمل الذي نقوم به لا يؤدي بأية حال من الأحوال إلى درب المونديال.

تحدثت مرارا وتكرارا بأن واقع رياضتنا لا يبشر بأي تطور أو إنجاز قريب، فنحن لم نغير شيئا ولم نضع خطة طريق للقادم، فقط ننظم معسكرا خارجيا قبل أية مشاركة أو بطولة إقليمية أو قارية، أو حتى المنافسات الأهم للتأهل للمونديال.

إن مسؤولية الظهور الباهت للأحمر في كأس آسيا والتصفيات الحالية للمونديال، لا يتحملها اللاعبون وحدهم( رغم أن اللوم الكبير عليهم في فقدان الحمية والغيرة على قميص الوطن)، ولكنهم إحدى حلقات منظومة متكاملة، أو بالأحرى خلية نحل لا يمكن لأي عنصر منها أن يتقاعس ولو لبرهة، حتى يتحقق المنشود، ورغم ذلك علينا الاعتراف بأن اللاعب العماني الهاوي لكرة القدم لا يمكن أن يجاري لاعبين محترفين، أو حتى المحليين الذين ينشطون في دوريات تطبق الاحتراف، الفارق شاسع بين لاعب موظف حكومة يمارس كرة القدم، وآخر يمتهن كرة القدم ويحصل منها على الملايين، وعلينا أيضا ألا نغفل متوسط أعمار لاعبينا الذي تخطى 29 عاما، وهو من أكبر معدلات الأعمار في المنتخبات الآسيوية.

على الجانب الآخر، أتذكر أن رئيس مجلس إدارة الاتحاد العماني لكرة القدم الشيخ سالم الوهيبي، أعلن عقب فوزه بالانتخابات أن مجلس الإدارة سيتخذ من التجربة اليابانية نموذجا لتطوير كرتنا، وقتها استبشرنا خيرا، فاليابان قدمت أفضل تجربة لجعل كرة القدم صناعة واستثمار إلى جانب الظهور الفني المبهر للاعبيها الذين أصبحوا متواجدين في الدوريات الكبرى، وأصبحت اليابان أحد الضيوف الدائمين بالعرس العالمي ليس فقط على مستوى المشاركة ولكن على مستوى الأداء والنتائج، ولكننا على أرض الواقع لم نتحرك قيد أنملة ولم نر أي جديد، سوى أن الاتحاد سعى بقوة لتكون مسابقات الفرق الأهلية تحت مظلته، فهل هذا ما سيؤهلنا لكأس العالم؟، في الوقت نفسه لا يمكننا أن نغفل الميزانية الموضوعة للاتحاد، فهل قيمتها توازي حجم العمل المطلوب؟ واستقطاب أصحاب خبرة في مراكز الإدارة الفنية والإدارة التنفيذية؟.

أما بالنسبة للأجهزة الفنية، فلم يختلف الوضع بينها رغم التغييرات، برانكو إيفانكوفيتش أعلن صراحة أن الدوري العماني ضعيف وأن القائمة التي اختارها هي الأفضل، ومضى، وجاء يورسلاف شيلهافي وقال ذات الكلام ولكن بطريقة دبلوماسية( وقد فندت حواره منذ أذيع، وقلت إن الرجل يؤكد على كلام برانكو)، ثم جاء المدرب الوطني رشيد جابر الذي نادى به الشارع الرياضي، وحينها قلت إن الرجل لا يمتلك عصا سحرية، فهو يعمل في نفس المناخ وبنفس الإمكانيات التي لا تساعد أبدا على تلبية طموحنا كجمهور، ولكن على ما يبدو أن الرجل كان ذكيا في قبوله للمهمة، وجاء بمشروع تطوير للمنتخبات الوطنية، ليؤكد على ما قاله من سبقاه، ولكن لأنه ابن هذا البلد وضع خطة للعمل على مدى 3 سنوات، وهذا أمر صحي، ولكن ما يدعو للغرابة أن الاتفاق بين الاتحاد وجابر بمشروعه وخططه لم يعلن للجمهور، عكس ما يحدث في البلدان الأخرى، ولكن رشيد جابر بدأ محور مشروعه الأول واختار قائمة من لاعبي الناشئين والأولمبي للمعسكر القادم، في خطوة جادة نحو عمل صحيح بالاهتمام بقاعدة الهرم التي افتقدناها لسنوات رغم أنها هي الأساس الذي يبنى عليه، وكلما كان الأساس متينا تستطيع البناء عليه كيفما شئت، فهو من سيوصلك إلى مبتغاك، ويبدو أننا سنرى منتخبا جديدا في كأس الخليج الشهر القادم.

أخيرا.. التأهل إلى كأس العالم 2026، كان حلما نوقن أننا لن نحققه، رغم أنها أسهل وأثمن فرصة للتأهل، ولكننا للأسف نفتقد إلى أبسط شروط تحقيق الهدف، وعلينا أن نبدأ من الآن العمل من الصفر ووضع استراتيجية معلنة للجماهير بمدى زمني محدد، لنضع كل مسؤول أمام مسؤوليته، حتى نستطيع محاسبته، ونرى ما أنجزه وما أخفق في تحقيقه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى