✍️ د. محمد السيد يوسف لاشين
إن مقال الكاتبة ترياء البنا والذي يحمل عنوان خلاصة القول، هو تحليل يضع اليد على الجرح العميق في المنظومة الرياضية العمانية، ومع ذلك دعونا نتناول المقال من زوايا مختلفة ونناقش النقاط التي أثارتها الكاتبة: أولا: الواقع الرياضي لا يتماشى مع الأحلام، صحيح أن الأحلام لا تتحقق دون تخطيط وعمل، ولكن هذه الحقيقة يجب أن ترافقها خطوات ملموسة من قبل الجهات المسؤولة عن الرياضة، الكاتبة أشارت إلى نقص الاحترافية في الدوري العماني، وهي مشكلة حقيقية تعوق تطور اللاعبين، لكن ما يحتاجه الوضع ليس فقط نقد الواقع، بل تقديم حلول واقعية، مثل: إنشاء أكاديميات رياضية على مستوى الهدف تركز على تطوير المواهب منذ الصغر، وتخصيص ميزانيات كافية لتطوير البنية التحتية الرياضية، تبني برامج تبادل مع دول متقدمة كروياً مثل اليابان وكوريا الجنوبية.
ثانيا :تجربة اليابان كمرجع، الكاتبة تناولت وعود الاتحاد بمحاكاة النموذج الياباني، وهو أمر يستحق التوقف عنده. إذا كان الاتحاد قد وعد بالسير على هذا الطريق، فلماذا لم نرَ خطوات فعلية؟ اليابان حققت نجاحاتها من خلال: استثمارات طويلة الأجل، واستقدام خبراء في تطوير الشباب، وبناء دوري محترف يتسم بالتنافسية، يمكن للاتحاد العماني الاستفادة من هذا النموذج عبر خطوات مدروسة، لكن يجب أن تكون الأولوية للإرادة الفعلية قبل التصريحات الإعلامية.
ثالثا :ضعف التخطيط للمستقبل: تسليط الضوء على متوسط أعمار اللاعبين (29 عامًا) يعكس تقصيرًا كبيرًا في تجديد الدماء، وهو ما يبدو أن المدرب الوطني رشيد جابر قد أدركه، خطته بالتركيز على اللاعبين الناشئين هي خطوة في الاتجاه الصحيح، لكنها بحاجة إلى دعم كامل من الاتحاد، وشفافية مع الجماهير لخلق ثقة طويلة الأمد.
رابعا مسؤولية اللاعبين والجهاز الفني، رغم الإشارة إلى تقصير اللاعبين وفقدانهم للحمية الوطنية، يجب أن نتساءل: كيف يمكن للاعبين أن يقدموا أفضل ما لديهم في ظل بيئة تفتقر إلى الاحترافية؟ يجب دعمهم نفسيًا ومهنيًا، بدلاً من توجيه اللوم وحده.
خامسا :غياب الاستراتيجية المعلنة، الاتفاق مع رشيد جابر على مشروع تطوير المنتخبات دون إعلان تفاصيله للجمهور يثير تساؤلات حول الشفافية. الجمهور العماني يحتاج إلى أن يكون شريكًا في رحلة الإصلاح، وهذا لن يحدث دون مشاركة واضحة ومحددة للأهداف والخطط.
سادسا: كأس العالم 2026.. الفرصة الضائعة؟، قد يكون التأهل حلمًا ضائعًا، لكن الأهم هو الاستفادة من الدروس، يجب أن يكون التركيز على إعداد قاعدة قوية للمستقبل، على أن تشمل الخطط:
استثمارات في الفئات السنية، تطوير نظام الاحتراف الداخلي، استقطاب خبراء فنيين متخصصين في بناء المنتخبات الوطنية.
خلاصة الرد
مقال الأستاذة ترياء البنا يلفت الانتباه إلى أزمة حقيقية في كرة القدم العمانية، لكنه يعكس في الوقت ذاته الإحباط الذي يشعر به الكثيرون، الحل لا يكمن فقط في النقد، بل في المطالبة باتخاذ خطوات فعلية، والعمل على بناء الثقة بين الجماهير والاتحاد، وتحويل الأحلام إلى أهداف قابلة للتحقيق.