خليجي الكويت وزعامة الكويت

✍🏻 محمد بن عبدات

بعد أيام قليلة تنطلق منافسات بطولة كأس الخليج لكرة القدم في الكويت الحبيبة، ومعها يعود الصخب الجماهيري والإعلامي الكبير لها وهو أمر تعود الجميع على مشاهدته والتفاعل معه وسط زخم هذه البطولة الكروية الخليجية التي أصبحت لها نكهة وطابع مميز خاص ربما يفوق اهتمامها لدى جماهير المنطقة والدول المشاركة أكثر من أية بطولة قارية أو دولية أخرى.

لذلك فالكلام عن هذه البطولة التي بدأت من مملكة البحرين عام ١٩٧٠ وتؤج الأزرق الكويتي كأول منتخب خليجي ينال شرف الفوز بها.

ليواصل بعدها أبناء الكويت تربعهم بل وزعامتهم لهذه البطولة بعد أن حصد منتخبهم عشرة ألقاب كان آخرها في بطولة خليجي ٢٠ التي استضافتها مدينة عدن ثغر اليمن الباسم في العام ٢٠١٠ وهي البطولة التي حظيت ربما بأكبر حضور جماهيري على الإطلاق.

وعلى مر العقود الماضية شهدت بطولة كأس الخليج كثيرا من الإثارة والتشويق والمتعة في مبارياتها ولعل الكثير يتذكر إلى اليوم المباراة النهائية الفاصلة التي جمعت المنتخبين الكويتي والعراقي على استاد خليفة الاولمبي بالعاصمة القطرية الدوحة بعد أن فرض على إقامتها التعادل في مجموع النقاط بين المنتخبين وكانت في (خليجي٤) عام ١٩٧٦ وفيها تفوق المنتخب الكويتي ونجومه الكبار جاسم يعقوب وفيصل الدخيل والعنبري وغيرهم على المنتخب العراقي المثخن هو الآخر بألمع النجوم أمثال علي كاظم وفلاح حسن والحارس العملاق رعد حمودي الذي يذكرني هنا بإبداع شيخ المعلقين العرب خالد الحربان حين وصف هدف العنبري الحاسم في لحظات المباراة الأخيرة أنه برق من فوق الرعد ؤذلك حين انفرد عبدالعزيز العنبري من نصف الملعب تقريبا في لحظة اندفاع المنتخب العراقي ليواجه رعد حمودي ويضع الكرة بكل فن وروعة من فوقه لتعانق الشباك، وهو وصف لا يستطيع أحد أن يأتي به لحظتها غير الحربان وكانت تلك البطولة شهدت أول مشاركة للمنتخب العراقي في دورات كأس الخليج.

وللحقيقة وللتاريخ فإن منتخب أسود الرافدين الذي توج باللقب أربع مرات كان دائما شريك في الإثارة والمتعة في المباريات النهائية الفاصلة حيث كان طرف النهائي مع العنابي القطري في خليجي ٧ عام ١٩٨٤في سلطنة عمان بلاد اللبان والتاريخ التليد، ودخل المنتخبان المباراة بكل قوتهما التي تتمثل في جيل كروي ذهبي لهما ونجوم لن تتكرر أمثال حسين سعيد وناظم شاكر وعدنان درجال والحارس فتاح نصيف في الشاكلة العراقية فيما يظهر في الشاكلة القطرية الثعلب منصور مفتاح وإبراهيم خلفان وعلي زيد والمدافع الرائع عادل مال الله الذي أطاح بأحلام القطريين في نيل أول كأس بطولة خليجية تسجل للعنابي بعد أن أضاع ركلة ترجيح كادت تحسم اللقب للمنتخب القطري إثر إضاعة المنتخب العراقي قبلها لركلات ترجيح احتكم لها المنتخبان، إثر تعادلهما في الوقت الأصلي بهدف لمثله ليعود الأمل من جديد لأسود الرافدين في مباراة دارماتيكية وخاصة في ركلات الحظ الترجيحية التي ابتسمت في الأخير للعراق الذي توج باللقب الثاني له عقب حصده لقب البطولة الخامسة في ملعب الشعب بالعاصمة العراقية بغداد عام ١٩٧٩، الذي توج هدافا لها نجم الكرة السعودية والعربية السهم الملتهب ماجد أحمد عبدالله.

لهذا يكون لبطولات الخليج دائما طابع واهتمام خاص مثل ما أشرنا ولروح التنافس الشريف التي تشهدها بين لاعبي المنتخبات المشاركة ومعها الزخم الجماهيري والإعلامي مثل ما أشرنا بعاليه مما يعطي كل ذلك رونق خاص عن بقية البطولات الكروية الأخرى.

أخيرا أتمنى أن تواصل البطولة التي شارفت على افتتاحها وانطلاق منافساتها ألا وهي (خليجي زين ٢٦ ) في ديرة المحبة والسلام دولة الكويت ذلك الألق والتألق والإثارة ومعها التظيم المبهر وهذا هو المتوقع وهي تقام على أرض الكويت وأهل الكويت دائما عزومهم قوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى