كتب- د. محمد السيد يوسف لاشين
عُمان تكسر قيود النقص وتُسقط الأخضر السعودي في ليلة تاريخية من ليالي كرة القدم الخليجية، حيث أظهر المنتخب العُماني وجهه الحقيقي تحت قيادة المهندس العبقري رشيد جابر، ليطيح بالمنتخب السعودي من نصف نهائي كأس الخليج العربي “خليجي 26″، مؤكدًا أن الكبار يظهرون في اللحظات الحرجة.
المباراة التي احتضنها ملعب جابر بن مبارك في الكويت، كانت مزيجًا من الإثارة والتوتر، حيث بدأ المنتخبان بحذر، ولكن طرد اللاعب العُماني المنذر العلوي في الدقيقة 34 كان نقطة التحول حيث قلب الأمور رأسًا على عقب، وأجبر “المحاربين الحمر” على اللعب بعشرة لاعبين لأكثر من نصف اللقاء، ورغم ذلك، لم تهتز الروح القتالية للأحمر، بل زادت عزيمته لتكتب هذه الليلة بحروف من ذهب.
كان للمخضرم رشيد جابر دور كبير في تحقيق هذا الإنجاز التاريخي، حيث تعامل مع الموقف بذكاء تكتيكي خارق، وأعاد تنظيم الفريق ليحافظ على التوازن الدفاعي، مع استغلال الفرص الهجومية القليلة، مدرب يعرف متى يهاجم وكيف يصمد، أثبت أنه أحد أبرز العقول التدريبية في البطولة، التي كان فيها الخليجي والعربي الوحيد بين مدربين أجانب.
وكانت لحظة الإثارة الحقيقية والفرحة الكبيرة للأحمر في الدقيقة 74 مع صاروخية أرشد العلوي من الركلة الحرة، هزت شباك محمد العويس وسط ذهول الجماهير، لم تكتفِ عُمان بذلك، فجاء الهدف الثاني في الدقيقة 85 عبر علي البوسعيدي، الذي استغل تمريرة حريرية من عبدالرحمن المشيفري ليضع الكرة داخل المرمى، ورغم محاولة السعودية العودة بتسجيل هدف تقليص الفارق عن طريق محمد كنو في الدقيقة 87، إلا أن التنظيم العُماني وذكاء جابر أجهضا محاولات التعادل.
هذا الانتصار لم يكن مجرد تأهل إلى النهائي، بل رسالة واضحة أن عُمان قادمة لتحقيق اللقب، فرغم الظروف الصعبة، ظهر معدن اللاعب العماني وقدم درسًا في الإصرار، وأثبت أن النقص العددي ليس عذرًا، بل فرصة لإظهار المعدن الحقيقي للأبطال.
تاريخ 31 ديسمبر 2024 سيبقى محفورًا في قلوب العُمانيين كرمز للإنجاز والإرادة، لقد أظهر رشيد جابر وفريقه أن كرة القدم ليست مجرد لعبة، بل معركة عقلية وروحية لا ينتصر فيها إلا من يؤمن بقدراته.
عُمان الآن على بعد خطوة واحدة من اللقب، والجماهير تنتظر بفارغ الصبر المباراة النهائية لمعرفة ما إذا كان “المحاربون الحمر” سيواصلون كتابة التاريخ، أم يفرطون في فرصة ذهبية للقب ثالث في المتناول.