احتفالية وطنية

كتبت: ترياء البنا

لم يعد نهائي كأس جلالة السلطان المعظم لكرة القدم مجرد مباراة تنافسية على لقب أغلى البطولات، وإنما أصبح احتفالية محلية استثنائية تترقبها جماهير الكرة كل عام. فبعد قرار الحكومة باستضافة محافظات سلطنة عمان لهذا اللقاء، دعمًا لجهود التنمية والتطوير، ومشاركة مؤسسات من القطاعين الحكومي والخاص في تنظيم هذه الاحتفالية، وكذلك تنظيم العديد من الفعاليات المصاحبة، أصبح الأمر أكثر من مجرد مباراة تحدد بطل النسخة.

لقد أصبح نهائي الكأس مهرجانًا وطنيًا من خلال تجسيده لهويات وتراث وتاريخ المحافظات التي تستضيفه، ليكون خير سفير لترويج الثقافة المحلية والإرث الحضاري لمختلف ولايات عمان، ويتجلى ذلك في الجهود الكبيرة التي تقوم بها اللجنة المنظمة لكل نسخة، حيث لا يتم السير فقط على نهج التنظيم السابق، وإنما تتضافر الجهود من أجل التطوير والإبداع في نسج احتفالية تتناسب مع حجم الحدث.

ومع الجهود الكبيرة لمحافظة شمال الشرقية لنسخة هذا الموسم، والتي بدأت قبل المباراة بفترة كبيرة، أرى أننا سنكون على موعد مع احتفالية دسمة ومشبعة للمتابعين. حيث حرصت الجهات الراعية للنهائي، مثل مكتب محافظ شمال الشرقية، وزارة الثقافة والرياضة والشباب، اتحاد كرة القدم، وبعض مؤسسات القطاع الخاص، على استحداث فعاليات مصاحبة مثل طواف الكأس، حيث يمر كأس جلالته على ولايات المحافظة بدءًا من الجمعة الماضية من ولاية القابل، وانتهاءً بيوم المباراة في ولاية إبراء.

كذلك تم تجهيز قرية المشجعين، وهي من وجهة نظري أحد أهم الفعاليات المصاحبة، لأنها دائمًا ما تستحوذ على اهتمام الجماهير، خاصة حين تستعرض الفنون الشعبية التقليدية. أضف إلى ذلك، السحوبات على الجوائز للجماهير، وغيرها من الاستعدادات الكبيرة للجنة المنظمة للمباراة.

استضافة محافظات سلطنة عمان لنهائي الكأس قرار أتى بثماره، لأنه يمنح جميع ولايات عمان الحق في معايشة جماهيرها متنفسها الأبرز: كرة القدم. لا سيما إذا كان الحدث نهائي أغلى الكؤوس، وما يضفي نكهة أخرى على اللقاء هو تطلع الشباب لحصد أول ألقابه في بطولة الكأس، والرغبة الكبيرة لدى نادي السيب في تحقيق لقب يصالح به جماهيره بعد خسارة مباراة السوبر أمام ظفار، والتعثرات الأخيرة في بطولة الدوري التي يتصدر جدول ترتيبها، حيث يطمح في الجمع بين اللقبين. لذا فإننا سنكون على موعد مع أفضل مباريات الموسم بين أحد مدربينا الكبار، حسن رستم، في مواجهة الصربي نيكولا دوروفيتش، فلمن يبتسم مجمع إبراء يوم الخميس؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى