توووفه- عيسى سعيد
في عرض كروي خارق للعادة، قدم الهلال السعودي واحدة من أقوى مبارياته في السنوات الأخيرة، بعدما سحق غوانغجو الكوري الجنوبي بسبعة أهداف دون رد، في قمة آسيوية تحولت إلى مهرجان أهداف أزرق شهدته مدرجات ملعب الجوهرة المشعة في جدة.
بداية صاروخية وأهداف متدفقة
لم ينتظر الهلال طويلًا ليعلن عن نواياه الهجومية، إذ افتتح النجم الصربي ميلينكوفيتش سافيتش التسجيل في الدقيقة 6 بعد تمريرة ساحرة من سالم الدوسري.
واستمر الضغط الهلالي وسط ارتباك واضح في دفاعات غوانغجو، ليضيف ماركوس ليوناردو الهدف الثاني في الدقيقة 25 بعد تمريرة متقنة من مالكوم.
وبعد دقائق، عاد سالم الدوسري ليسجل الهدف الثالث (33’) بصناعة من ليوناردو، ليُنهِي الهلال الشوط الأول بثلاثية نظيفة. لكنّ الضربة الوحيدة التي تلقاها الفريق كانت بإصابة الظهير الأيمن جواو كانسيلو وخروجه اضطراريًا قبل نهاية الشوط، ليدخل بديله ياسر الشهراني الذي قدم أداءً رائعًا.
شوط ثانٍ.. وسيناريو الإعصار
في الشوط الثاني، لم يتراجع الهلال بل استمر في نهجه الهجومي، فأحرز ميتروفيتش الهدف الرابع في الدقيقة 55 بعد تمريرة من سافيتش، قبل أن يسجل مالكوم دي أوليفيرا الهدف الخامس (79’) بتمريرة ثالثة من ميتروفيتش الذي قدم مباراة مذهلة.
وبعد ذلك بدقائق، واصل الهلال استعراضه، فأحرز البديل ناصر الدوسري الهدف السادس (84’) بصناعة من محمد كنو، واختتم البديل الآخر عبدالله الحمدان السباعية في الدقيقة 88 بعد تمريرة جديدة من ميتروفيتش الذي ساهم بتمريرتين حاسمتين وهدف.
أداء جماعي يُدرّس
لم يكن الهلال فريقًا يلعب فقط من أجل الفوز، بل بدا كمن يبعث برسالة قوية لجميع المنافسين في القارة: “نحن هنا من أجل اللقب”.
كل خط من خطوط الفريق كان يعمل بانسجام مطلق، من الحارس إلى المهاجم، وسط تألق لافت لنجوم مثل سالم الدوسري، سافيتش، ميتروفيتش، مالكوم، وليوناردو.
واختار الاتحاد الآسيوي نجم خط الوسط الصربي سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش رجل المباراة.
لحظة فارقة
رغم الفوز الكاسح، كانت لحظة خروج جواو كانسيلو مصحوبة بقلق من الجماهير، بانتظار التقارير الطبية حول حالته، خصوصًا مع اقتراب مراحل الحسم في البطولة.
ماذا بعد؟
بهذا الانتصار التاريخي، وضع الهلال منافسًا قويًا في الدور نصف النهائي من البطولة، ويثبت للجميع أن طموحه لا يقتصر على التأهل، بل هو ذاهب للمنافسة على اللقب بكل قوة وهيبة.
في ليلة جدة.. حضر الزعيم، وتحدثت الأرقام، وتكلمت الأقدام.
