
(د ب أ)- توووفه
رغم خروج الفريق من الدور الأول (دور المجموعات) ببطولة كأس العالم 2018 بروسيا ، استقبل مسؤولو كرة القدم في ألمانيا قرار المدرب يواخيم لوف المدير الفني للفريق بالبقاء في منصبه بارتياح شديد.
وقرر لوف مواصلة العمل مع الفريق حتى كأس العالم 2022 في قطر علما بأنه بدأ عمله مع الفريق في 2006 وقدم معه أنجح الفترات في تاريخ المانشافت على مدار 12 عاما في المسؤولية.
وكان إيجاد البديل بمثابة صداع كبير لمسؤولي الكرة الألمانية لاسيما وأن الفريق ، الذي فاز مع لوف بلقب كأس العالم 2014 بالبرازيل ، يستهل مسيرته في النسخة الأولى من بطولة دوري أمم أوروبا مطلع سبتمبر المقبل.
ولم يكن لدى مسؤولي الاتحاد الألماني للعبة خطة بديلة جاهزة في حال قرر لوف الرحيل عن تدريب الفريق خاصة وأن خروج الفريق المبكر من المونديال الروسي لم يكن متوقعا قبل سفر الفريق إلى روسيا.
ولم يجد الاتحاد الألماني بالطبع البديل الجاهز لخلافة لوف على عكس ما كان عليه الحال في 2006 عندما تولى لوف المسؤولية دون أي انتظار بعدما عمل لعامين مساعدا للمدرب يورجن كلينسمان الذي تولى مسؤولية الفريق منذ 2004 حتى 2006 وقاد الفريق للمركز الثالث في مونديال 2006 بألمانيا.
وأدرك لوف /58 عاما/ هذا بنفسه وأظهر أن الكبوة التي تعرض لها الفريق في روسيا لم تفسد تعطشه لقيادة الفريق إلى بطولة كأس الأمم الأوروبية القادمة (يورو 2020) وكأس العالم 2022 بقطر.
والآن ، سيكون لوف مطالبا بفحص دقيق لهذا الفريق الذي فاز معه هو نفسه بلقب كأس العالم 2014 وكأس القارات 2017 .
ويحتاج لوف حاليا إلى الإطاحة ببعض اللاعبين الذي حققوا معه هذا النجاح الهائل على مدار نحو عقد كامل.
وذكر لوف في بيان للاتحاد الألماني للعبة إنه “يمتن للغاية لهذه الثقة” التي أظهرها الاتحاد تجاهه وأنه يشعر “رغم الانتقادات المبررة لخروج الفريق من كأس العالم ، بوجود كم هائل من المساندة والتشجيع بشكل عام”.
وأوضح لوف : “سأدرس مع فريقي وأجري محادثات وأتوصل للنتائج السليمة في بداية الموسم الجديد… كل هذا يستغرق وقتا ولكنه سيتم بشكل دقيق مع بداية الموسم الدولي الجديد في سبتمبر المقبل”.
وبعد 12 عاما في قيادة الفريق ، يقترب لوف الآن من أن يصبح أكثر المدربين استمرارا مع المنتخب الألماني حيث يتفوق عليه مدربان فقط هما سيب هيربرجر (من 1950 إلى 1964) وهيلموت شون (من 1964 إلى 1978) .
كما ستكون الفرصة سانحة أمام لوف للفوز بلقب جديد في المونديال والتفوق على هيربرجر الذي أحرز اللقب مع الفريق في 1954 وشون الذي توج باللقب مع الفريق في 1974 وكذلك التفوق على الأسطورة فرانز بيكنباور الذي قاد الفريق للقب المونديال في 1990 بإيطاليا.
كما يمتلك لوف الآن الفرصة للفوز بلقب يورو 2020 علما بأن الفريق الألماني توج باللقب الأوروبي ثلاث مرات سابقة مع شون (1972) ويوب ديرفال (1980) وبيرتي فوجتس (1996) .
وقدم لوف سجلا رائعا مع الفريق في البطولات التي خاضها معه على مدار 12 عاما حيث توج بالمركز الثاني في يورو 2008 والثالث في مونديال 2010 وبلغ المربع الذهبي في يورو 2012 و2016 وتوج بلقب مونديال 2014 ولقب كأس القارات 2017 .
وعلى مدار 12 عاما ، قاد لوف الفريق في 165 مباراة فاز في 108 منها وتعادل في 30 مباراة وخسر 27 لتكون نسبة انتصارات أفضل من المدربين الثلاثة السابقين الذين فازوا مع الفريق بألقاب كأس العالم.
ولم يتردد الاتحاد كثيرا في تمديد عقد لوف قبل المونديال الروسي كما أشار بعد خروج الفريق من الدور الأول للمونديال أن مستقبل لوف مع الفريق بين يديه هو نفسه وأنه هو من سيحدد موقفه من البقاء أو الرحيل عن صفوف الفريق.
ورغم هذا ، كشف راينهارد جريندل رئيس الاتحاد الألماني للعبة عن دعمه لفكرة استمرار لوف مع الفريق. وقال جريندل إن لوف وأوليفر بيرهوف مدير الفريق يجب أن يقدما لمجلس إدارة الاتحاد تفسيرا وتحليلا كاملا عن أسباب الخروج المبكر من كأس العالم وذلك قبل مباراة الفريق أمام المنتخب الفرنسي مطلع سبتمبر المقبل في بداية مسيرته بدوري أمم أوروبا.
وقال بيرهوف : “اجتمعنا سويا لفترة طويلة أمس. وشعرت من حديث لوف بحماسه التام نحو الاستمرار مع الفريق… بعد 14 عاما من العمل الناجح، علينا الآن بدء إعادة بناء الفريق. سنفكر في هذا وفي إجراء مزيد من التغييرات الهيكلية بالفريق”.
وكان لوف مساعدا لكلينسمان من 2004 إلى 2006 وقادا الفريق للمركز الثالث في مونديال 2006 حيث توليا المسؤولية عقب خروج المانشافت من دور المجموعات في يورو 2004 بالبرتغال.
وعندما استقال كلينسمان من تدريب الفريق ، تولى لوف المسؤولية خلفا له. وقال كلينسمان : “لديه نظرة جيدة ويعلم دائما كيف يتحدث إلى اللاعبين”.
وعلى عكس كلينسمان ، لم يحظ لوف بمسيرة دولية هائلة كلاعب. وكان لوف مهاجما لكنه قضى معظم مسيرته كلاعب في فريق فرايبورج بدوري الدرجة الثانية في ذلك الوقت.
وبخلاف هذا ، خاض لوف 57 مباراة فقط في الدوري الألماني (بوندسليجا) مع إنتراخت فرانكفورت وشتوتجارت وكارلسروه.
وبدأ لوف مسيرته التدريبية مع فريق فرونفيلد السويسري قبل توليه منصب المدرب المساعد لفريق شتوتجارت ثم المدير الفني للفريق ، وفاز معه في 1997 بلقب كأس ألمانيا.
وبعدها ، قاد لوف فريق تيرول إنسبروك للفوز بلقب الدوري النمساوي ولكنه لم يستمر طويلا مع بعض الأندية الأخرى مثل فناربخشة التركي وأوستريا فيينا النمساوي.
وتسلم لوف المهمة في 2006 عندما كان الفريق بضم بين صفوفه لاعبين بارزين ومؤثرين مثل مايكل بالاك قائد الفريق في ذلك الوقت وباستيان شفاينشتيجر نجم خط وسط الفريق والمهاجم ميروسلاف كلوزه.
ولكنه قدم للفريق جيلا جديدا من اللاعبين الذين نشأوا في أكاديميات الكرة الألمانية وسطعوا خلال فوز ألمانيا بلقب كأس أمم أوروبا للشباب (تحت 21 عاما) في 2009 .
وكان من بين هؤلاء اللاعبين كل من مسعود أوزيل وحارس المرمى مانويل نيوير وماتس هوملز وسامي خضيرة وجيروم بواتينج وإضافة لوافد جديد آخر هو توماس مولر الذي ترك بصمة رائعة مع الفريق في مونديال 2010 حيث توج هدافا للبطولة علما بأن جميع لاعبي هذه المجموعة سطعوا أيضا مع المانشافت على مدار السنوات الماضية.
وبعد الفوز بلقب المونديال البرازيلي ، كان هذا هو الوقت المناسب للتغيير خاصة مع اعتزال لاعبين مثل فيليب لام وشفاينشتيجر.
والآن ، سيكون الفريق بحاجة لموجة تغيير أخرى بعد الإخفاق في المونديال الروسي.