
حاورها – لؤي الكيومي
أصبحت المرأة العمانية شريكة أساسية في جميع المجالات العملية وذات تأثير واضح بالإضافة لإبداعها وبصمتها في شتى الميادين وخصوصا في المجال الرياضي، ومن بينها الاسم الذي يلمع بريقه في سماء التحكيم الرياضي وتحديداً في لعبة تنس الطاولة، إذ نجحت مؤخراً في الحصول على الشارة الدولية بعد العديد من التجارب الاختبارية والتي تجاوزتها بنجاح وأثبتت قدرة المرأة العمانية على التأقلم والإبداع وقابليتها للتطور المستمر .
صحيفة توووفه سلطت الضوء على الحكم الدولي عائشة السعيدية وكشفت الكثير من الأسرار حول تجاربها في المجال الرياضي.
في البداية تحدثت السعيدية حول بدايتها في المجال الرياضي وقالت: “بدأت كلاعبة لتنس الطاولة في فريق جامعة صحار وكنت شغوفة جداً بهذه اللعبة، وشاركت في بطولات مختلفة خارج الجامعة والحمدلله كانت جميعها إيجابية، بعد ذلك تم ترشيحي لدخول دورة التحكيم لكرة الطاولة بتنظيم الاتحاد العربي ونجحت في تجاوز الاختبارات التي تم إجراؤها لقياس مدى قدرتي على خوض هذا المجال”.
وأضافت: “بدايتي كانت في بطولات الأشبال، ثم الناشئين قبل قيادة مباريات فئة العموم، وفي البطولة العربية المفتوحة كانت بداية المشوار الحقيقي في هذا المجال، وكنت الحكم الوحيد من فئة الإناث والحمدلله، وبشكل تدريجي بدأت أكسب الخبرة نظير الاطلاع والاحتكاك بالحكام الدوليين والخبراء في اللعبة حتى وصلت ولله الحمد للعالمية من خلال الحصول على الشارة الدولية في هذا المجال وأنا جداً فخورة بما حققت وما زال لدي الكثير لتحقيقه”.
وعن خوضها لمجال التحكيم رغم الصعوبات، ذكرت عائشة السعيدية: “الحمدلله لقيت دعما كبيرا من الأسرة وكانوا كالقنديل الذي أستنير به مع إيمانهم الكبير بشغفي بهذه اللعبة، ومدى قدرتي على النجاح في إدارة مبارياتها من الجانب التحكيمي , الصعوبات كثيرة ومن أهمها عدم تقبل المجتمع بانخراط المرأة في هذا المجال بالتحديد وكان هاجساً بالنسبة لي”.
وأردفت: “إدارة المباريات في بطولات مهمة مثل بطولة كأس العالم للأشبال والناشئين بالإضافة للبطولات المفتوحة لفئة العموم، هذه البطولات وغيرها أضافت لي الكثير وأكسبتني الخبرات والتجارب لاحتكاكي بنخبة من الحكام الدوليين بالإضافة للحكم العام في السلطنة، كما لا أنسى دعم اللجنة العمانية لكرة تنس الطاولة بقيادة محمد بامخالف ورئيس لجنة الحكام محمد الجساسي وأعضاء اللجنة”.
عوائق..
وعن العوائق التي تعارض إبداعات المرأة في مجال الرياضة قالت: “أتمنى أن تجد الفتاة العمانية الدعم الأكبر والاهتمام المستمر في مختلف الرياضات، وأن تعطى المرأة المساحات الواسعة لتحقيق الأحلام وتطبيق الطموحات على أرض الواقع ، هنالك اهتمام واستجابة وهذه حقيقة وواقع يجب ذكره إلا أننا نتطلع للأفضل دائماً”.
وعن بطئ انتشار اللعبة في السلطنة قالت: “الإعلام يتحمل الجزء الأكبر في عدم انتشار اللعبة نظراً لقلة الاهتمام وعدم نقل الأحداث المتعلقة باللعبة مثل ما يحدث في بقية الألعاب خصوصا في كرة القدم، وبالتالي لا نجد شعبية كرة الطاولة بنفس الشعبية التي تحظى بها الألعاب الأخرى، ونأمل من الإعلام تغيير الصورة الحالية إلى الأفضل وأن نجد التغطيات وإبراز اللعبة للجماهير بالشكل المطلوب”.
وبعد حصولها على الشارة الدولية عبّرت عن سعادتها البالغة مشيرةً إلى صعوبة الاختبارات التي استطاعت وبكل جدارة تجاوزها وتحقيق هدفها، وأضافت: “الاختبار كان منوعاً وصعباً في الوقت نفسه، أود أن أشكر محمد الجساسي على وقفته الصادقة وتشجيعه المستمر، الشارة الدولية تعني لي الكثير وكنت أنتظرها بفارغ الصبر وسأعمل على الوصول إلى الشارة الزرقاء والتي ستخوّل لي تحكيم مباريات خارج السلطنة وفي البطولة العالمية”.
وعن طموحاتها المستقبلية في كرة الطاولة، تحدثت قائلة: أتمنى أن أحصل على الشارة الزرقاء وتحكيم مباريات كبيرة وعلى مستوى عالِ خارج السلطنة، والاستمرار بنفس المستوى وأفضل هو الهدف الذي أعمل عليه كما أتمنى التوفيق لجميع الحكام وأن نكون على قدر الطموح والمسؤولية”.