صناعة الرياضة في الاقتصاديات الوطنية للدول

 

كتب- المر بن محمد الهاشمي

كان الاقتصاد ولم يزل المحرك الأساسي لسياسات الدول لدوره في مناحي الحياة، ومما لا شك فيه ولا يخفى على أحد أن الاستثمار في الرياضة إحدى الآليات الأساسية لنهوض المجتمع .

إن صناعة الرياضة احتلت مكانا هاما في الاقتصاديات الوطنية للدول، والعلاقة بين الرياضة والاقتصاد أصبحت تشكل أحد دعائم الاقتصاد الوطني.

غدت المؤسسات ومختلف القطاعات مطالبة بانتهاج إطار الشفافية والوضوح في الإفصاح عن نتائج أعمالها، للجماهير والمعنيين وصناع القرار وأيضا الممولين-إن وجدوا- والباحثين والدارسين بالإحصائيات والحقائق الرقمية المتعلقة بذلك القطاع، وذلك للوقوف وبيان الواقع وحجم الجهود المبذولة والأموال المنفقة للنهوض وتطوير ذلك القطاع .

وببحث بسيط وفي سياق الموضوع مثلا نجد أن تقرير الأثر الاقتصادي للرياضة في إمارة دبي بدولة الامارات العربية المتحدة الصادر عن مجلس دبي الرياضي يشير إلى أن أكثر من 1.7 مليار دولار سنويا إجمالي الانفاق فيما يتعلق بالرياضة ، وأن 670 مليون دولار إجمالي التأثير الاقتصادي للرياضة في دبي .

وأكثر من 85000 عدد المشاركين في المشاركات الجماهيرية ، وأكثر من 13 مليون دولار حجم الإنفاق على المعدات الرياضية سنويا، وأن حوالي 14500 شخص إجمالي التوظيف في قلب صناعة الرياضة .

وأكثر من مليون شخص إجمالي الحضور في الفعاليات الرياضية سنويا، وأن أكثر من 400 جمنازيوم في دبي ، وتم تنظيم أكثر من 300 فعالية سنويا.

وأيضا ببحث بسيط لبيان دور الرياضة بالاقتصاد الوطني تشير الأرقام إلى أن حجم صناعة الرياضة في الاقتصاد الإنجليزي يقدر بأكثر من 145 مليار دولار حسب إعلان جامعة UCFB المتخصصة في صناعة الرياضة والاستثمار الرياضي.

 

كما أن الرياضة في إنجلترا خلقت فرص عمل جعلتها الأكثر توظيفا وخلقا لفرص العمل في كل دول أوروبا أو اليورو ف(26%) من إجمالي وظائف القطاع الرياضي في دول أوروبا بسبب البريمر ليج(الدوري الإنجليزي) .

وساهم الدوري الإنجليزي بأنديته العملاقة والعريقة ب 3036 مليار باوند في الاقتصاد البريطاني، كما أن قيمة الدوري الإنجليزي والرياضة البريطانية ككل تساوي أكثر من 20 مليار باوند وهو يتعدى بمرة ونصف قيمة دوري أبطال أوروبا(13 مليون يورو).

وصل عدد الأشخاص الذين تم توظيفهم بقطاع الرياضة أي فرص العمل التي خلقتها كرة القدم فقط (417 ألف وظيفة) ناهيك عن باقي الألعاب الرياضية الأخرى.

وفي عام 2016 تم بيع 70 مليون تذكرة تقريبا في المباريات والفعاليات الرياضية داخل بريطانيا، أما عن الوظائف الخاصة بالقطاع التدريبي والفني والاستشاري فعددها 63 ألفا و793 مدربا ومحاضر في مجال الرياضة منهم 20 مدربا الذين نراهم في الدوري الإنجليزي.

إضافة للضرائب التي تجنيها الدول من لاعبي دورياتها والتي تذهب لخزينة الدولة وكذلك بعضا منها يتم توجيهها لتطوير النادي ومنشآته وأكاديميته وشراء لاعبين أي أنه مصدر آخر من مصادر الدخل.

من العرض السابق يتضح أن الرياضة غدت مصدرا مهما وحيويا لدعم الاقتصاد الوطني للدول، وفي السنوات الأخيرة أصبح لا يخفى على أحد المشاكل والصعوبات المالية التي تواجه قطاع الرياضة بسلطنة عمان.

وأصبحت بعض الأندية تحت وطأة الديون وتعاني كثيرا من الضائقة المالية، وكذلك باقي المؤسسات المعنية بالشأن الرياضي بالسلطنة.

في عام (2015) تم الانتهاء من دراسة علمية محكمة حول الصعوبات التي تواجه الأندية الرياضية بسلطنة عمان نشرت بمجلة دراسات الخليج والجزيرة العربية، شملت عينة بلغ عددها (231) شخصا من المعنيين والقائمين على الرياضة بمختلف المؤسسات وكذلك الإعلاميين.

وخرجت بالعديد من المقترحات والحلول للنهوض برياضتنا العمانية ومنها إعادة النظر في سياسات الرياضة بسلطنة عمان، وقيام الحكومة بإنشاء شركات استثمارية لدعم القطاع الرياضي، والبدء بدراسة خصخصة الأندية الرياضية وتحويلها لشركات.

وكذلك إصدار تشريع للاستثمار بالأندية، وإلزام الأندية بالاهتمام بالتسويق الرياضي، وإصدار قرارات وتسهيلات من الحكومة لجذب المستثمرين، وخلق بيئة عمل محفزة للاستثمار بالقطاع الرياضي، وتم إيصال هذه الدارسة للمعنيين بالسلطنة.

ولا شك أن حكومة السلطنة لعبت ولا تزال تلعب الدور المهم في القيام بدعم وتطوير الرياضة في وتمويلها من خلال بنود الانفاق على الرياضة العمانية .

ومع اقتراب إعلان رؤية عمان 20/40 هل تم عقد ورشات عمل ومنتديات حوار فيما يخص الرياضة العمانية وماذا نريد منها مستقبلا بما يخدم الاقتصاد الوطني وبما يحقق أمال وتطلعات مجتمع السلطنة رياضيا ؟.

وهل لدينا دراسة أو تقرير بشأن الأثر الاقتصادي للرياضة بالسلطنة؟، وهل لدينا إحصائيات وأرقام عن قيمة الدوري العماني لكرة القدم مثلا؟

وكم العائد من الرياضة للاقتصاد العماني بوضعها الحالي؟ وهل هناك تغيير قادم لواقعنا الرياضي يصحبه إرادة وعزيمة قوية ورغبة مشتعلة للنهوض به؟.

وهل قطاع الرياضة سيصبح أولوية مثل التعليم والصحة وغيره برؤية عمان 20/40؟ هل هناك تغيير بواقعنا الرياضي ليصبح جاذبا لرجال الأعمال والمستثمرين والمتخصصين وذوي الإمكانيات والقدرات الجيدة بتطويره والنهوض به؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى