منتخب إيران.. نتائج لا تعكس مستوى الفريق 

(د ب أ)-توووفه

ربما لم يتخلص المنتخب الإيراني لكرة القدم من المشاكل التي حاصرته على مدار سنوات طويلة، ولكن الفريق يبدو الآن أفضل حالا مما كان عليه خلال مشاركاته السابقة في البطولات الكبيرة مع نجاح البرتغالي كارلوس كيروش المدير الفني للفريق في إضفاء بعض الاستقرار على الفريق عبر السنوات القليلة الماضية.

ورغم هذا، لم يسلم كيروش نفسه من الانتقادات قبل أيام من خوض النسخة السابعة عشر من بطولة كأس آسيا، والتي تستضيفها الإمارات من الخامس من كانون ثان/يناير إلى أول شباط/فبراير المقبلين، خاصة بعدما صرح بأن الفريق يحتاج لتقديم المزيد والتفكير بشكل أعلى من أجل بلوغ المربع الذهبي للبطولة.

ومع المسيرة الرائعة التي قدمها الفريق في التصفيات المشتركة المؤهلة لكأس العالم 2018 بروسيا وكأس آسيا 2019 بالإمارات، تضاعفت طموحات جماهيره في المنافسة على استعادة اللقب الأسيوي الذي أحرزه الفريق من قبل في ثلاث نسخ متتالية.

وربما تبدو تصريحات كيروش صادمة لكنها تتفق مع الواقع الذي يعيشه الفريق منذ سنوات طويلة، حيث يتمتع المنتخب الإيراني دائما بوجود لاعبين بارزين يتمتعون بالحماس لكنه يفتقد للإعداد الجيد المناسب لهذه البطولات الكبيرة بسبب المشاكل الاقتصادية في أغلب الأحيان.

ولهذا، لم يترجم الفريق مسيرته الرائعة في التصفيات إلى واقع جيد في نهائيات كأس العالم بروسيا، وودع البطولة من الدور الأول مجددا بعدما حقق انتصارا واحدا وتعادلا واحدا ومني بهزيمة واحدة.

ورغم الحماس الشديد لدى الفريق ولاعبيه لاستعادة أمجاده الأسيوية الغائبة منذ عقود طويلة وبالتحديد منذ فوزه باللقب القاري ثلاث مرات متتالية في 1968 و1972 و1976 ، يعاني الفريق من المشاكل التي تحاصره بشكل شبه دائم قبل مشاركاته في البطولات الكبيرة.

وقبل مشاركته في بطولة كأس العالم 2018 بروسيا، عانى الفريق أيضا من التشتت بين الحماس التام والإحباط الشديد وساهم هذا في عدم عبوره للدور الثاني (دور الستة عشر) للبطولة، بعدما خاض الدور الأول للبطولة ضمن المجموعة الثانية التي ضمت معه منتخبات إسبانيا والبرتغال والمغرب، وإن قدم الفريق عروضا جيدة ضاعفت من طموحات جماهيره.

والآن، وبعد شهور من خروجه المبكر من المونديال، سيكون المنتخب الإيراني مطالبا بالدفاع عن صورته على الساحة الأسيوية والتأكيد على أن مسيرته في التصفيات لم تكن نتائج مصادفة أو ضربة حظ وإنما كانت معبرة عن تطور ملموس في مستوى الفريق.

وكان الفريق حسم تأهله مبكرا لبطولة كأس آسيا بالنجاح في الجزء الأول من التصفيات المشتركة، حيث تصدر المجموعة الرابعة برصيد 20 نقطة من ستة انتصارات وتعادلين ولم يتعرض لأي هزيمة كما سجل لاعبوه 26 هدفا واهتزت شباكه ثلاث مرات فقط.

وفي الجزء الثاني من التصفيات، كان المنتخب الإيراني أول المتأهلين من القارة الأسيوية للمونديال الروسي بل إنه كان ثالث فريق يضمن مقعده في المونديال الروسي، حيث لحق بالمنتخب الروسي صاحب الأرض ونظيره البرازيلي أول المتأهلين عبر التصفيات.

وخلال مسيرته في هذه المرحلة من التصفيات، تصدر المنتخب الإيراني مجموعته أيضا على حساب منتخبات كوريا الجنوبية وسورية وأوزبكستان والصين وقطر، وحصد 22 نقطة من ستة انتصارات وأربعة تعادلات ولم يتعرض لأي هزيمة وسجل لاعبوه عشرة أهداف فيما اهتزت شباكه بهدفين فقط.

ويتصدر المنتخب الإيراني المنتخبات الأسيوية في تصنيف الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) كما يبرز الفريق دائما ضمن أقوى المرشحين للفوز بلقب البطولة وهذه الترشيحات ليست بعيدة عن الفريق هذه المرة أيضا رغم المشاكل التي تحيط بالفريق منذ سنوات.

وبينما تقتصر المشاركات الإيرانية في بطولات كأس العالم على خمس نسخ فقط في 1978 و1998 و2006 و2014 و2018 ، يحظى المنتخب الإيراني بتاريخ حافل من المشاركات في البطولة الأسيوية حيث يقتسم الفريق مع منتخب كوريا الجنوبية الرقم القياسي لعدد المشاركات في البطولة القارية ،حيث يشاركان في البطولة للمرة الرابعة عشر في تاريخ كل منهما.

وبخلاف فوز الفريق باللقب ثلاث مرات متتالية، فاز المنتخب الإيراني بالمركز الثالث أربع مرات وبالمركز الرابع مرة واحدة كما بلغ دور الثمانية في أربع نسخ ولم يخرج من الدور الأول للبطولة إلا في نسخة 1992 التي استضافتها اليابان.

ومثلما هو الحال قبل البطولات الكبيرة التي يخوضها الفريق ، مثلت استعدادات الفريق للبطولة مشكلة أيضا في ظل استمرار بعض العقوبات المفروضة على إيران .

كما ضاعف من مشكلة الاستعدادات العقوبات الدولية المفروضة على هذا البلد، ما تسبب في حرمان الاتحاد الإيراني لكرة القدم من الحصول على الدعم المالي المناسب لتمويل خطط الاستعداد التي يضعها كيروش المدير الفني السابق لريال مدريد الإسباني.

وظلت الاستعدادات للبطولة الأسيوية قاصرة على عدد من المباريات الودية، التي لا تتناسب مع حجم المنافسة التي سيواجهها الفريق في البطولة الأسيوية وإن أوقعته القرعة في المجموعة الرابعة متوسطة المستوى والتي تضم معه منتخبي العراق واليمن إضافة للمنتخب الفيتنامي.

وقد تكون فرص المنتخب الإيراني جيدة للغاية للعبور دون عناء من هذه المجموعةـ لكن الفريق سيواجه بالتأكيد اختبارات أكثر صعوبة في الأدوار الإقصائية.

ويعتمد كيروش كثيرا على الخبرة التي اكتسبها عدد من لاعبيه من تجربة احترافهم سواء في أندية أوروبية أو خليجية،مثل المهاجمين مهدي طارمي نجم الغرافة القطري وساردار أزمون (روبن كازان الروسي) وعلي رضا جهانبخش (برايتون الإنجليزي) والمدافع ماجد حسيني (طرابزون سبور التركي) .

ومن خلال خبرة الكثير من هؤلاء اللاعبين وحماسهم ، يستطيع المنتخب الإيراني التغلب على المشاكل التي يعاني منها ليقدم صورة جيدة تليق بتاريخه في البطولة الأسيوية لاسيما وأن اللاعبين اكتسبوا خبرة وثقة كبيرة من مشاركتهم في المونديال الروسي كما أضفى استمرار كيروش في تدريب الفريق مزيدا من الاستقرار على أجواء الفريق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى