“الملك المصري” يواصل التربع على عرش القارة السمراء

 

 (إفي) – توووفه 

كلل المصري محمد صلاح عاما من التألق والانجازات بتتويجه بجائزة الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) لأحسن لاعب في القارة السمراء لعام 2018 بعد منافسة مع زميله في ليفربول الإنجليزي، السنغالي ساديو ماني، والجابوني بيير إيمريك أوباميانج، مهاجم أرسنال الإنجليزي، الذي لم يحضر الحفل.

وأصبح صلاح (26 عاما) اللاعب العربي الأول الذي يتوج بالجائزة رفيعة الشأن مرتين متتاليتين عبر تاريخها، ليواصل كتابة اسمه بأحرف من ذهب ليس على المستوى القاري فحسب، بل العالمي أيضا.

وكان النجم المصري على موعد مع التوهج في مسيرته الكروية العام الماضي وبشكل أكبر مع ناديه “الريدز”، حيث قاده لنهائي دوري الأبطال قبل أن يسقط أمام ريال مدريد الإسباني في المباراة التي شهدت تعرضه لإصابة قوية في الكتف إثر التدخل الشهير من قائد الميرينجي سرخيو راموس.

ولقصر الفاصل الزمني بين تلك المباراة وبداية مشوار “أحفاد الفراعنة” في مونديال روسيا الصيف الماضي، وهي العودة التي انتظرتها الجماهير المصرية على مدار 28 عاما، لم يلحق صلاح بالمواجهة الافتتاحية أمام أوروجواي، والتي خسرتها مصر في الوقت القاتل بهدف دون رد.

وعاد النجم المصري ليشارك أمام أصحاب الضيافة، ولكنه اكتفى بتسجيل هدف شرفي من ركلة جزاء لم يشفع للفريق لتجنب الخسارة، ثم واصل مسلسل هز الشباك بهدف جديد في خسارة أخرى أمام السعودية، ليرسم كعادته الابتسامة على شفاه المصريين، في خضم مشاركة مخيبة للآمال لكتيبة المدرب الأرجنتيني السابق هيكتور كوبر.

إلا أن الفضل الأكبر في تربع “فخر العرب ومصر” على عرش القارة السمراء للعام الثاني على التوالي، يعود للموسم الرائع الذي قدمه مع كتيبة الألماني يورجن كلوب، والذي كلله في النهاية بالهيمنة على جميع الجوائز الفردية في ملاعب الإنجليز.

فعلاوة على تحطيم الرقم القياسي لعدد الأهداف التي يسجلها لاعب في موسم واحد بالمسابقة في ثوبها الجديد (20 فريقا) برصيد (32 هدفا)، متفوقا على أسماء من العيار الثقيل أمثال الأوروجوياني لويس سواريز والأسطورة المعتزل آلان شيرار.

وحصد صاحب الـ26 عاما جائزة لاعب العام من قبل رابطة النقاد الرياضيين في بريطانيا، ورابطة “البريميير ليج”، وبالمثل رابطة لاعبي كرة القدم المحترفين.

وعرف عن صلاح بأنه شعلة متوهجة في الهجوم منذ بدايته بنادي المقاولون العرب المصري الذي لعب له في بداية مشواره قبل أن يشد الرحال في 2012 إلى أوروبا، حيث لعب موسمين في نادي بازل السويسري، خطف خلالهما أنظار كبار أوروبا.

وفي صيف عام 2013 انتقل إلى تشيلسي الإنجليزي، ولكنه ظل أسير مقاعد بدلاء المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، حيث شارك في 13 مباراة بالبريمييرليج فقط معظمها كبديل، ولم يسجل خلالها سوى هدفين.

ومع بداية 2015 انتقل صلاح على سبيل الإعارة إلى فيورنتينا الإيطالي، وتألق في صفوفه بشكل لافت في النصف الثاني من الموسم الذي سجل خلاله تسعة أهداف.

وخطف صلاح خلال تلك الفترة القصيرة أنظار كبار إيطاليا ليتعاقد معه روما في صيف العام نفسه على سبيل الإعارة في البداية قبل أن يضمه نهائيا.

وسجل اللاعب المصري 34 هدفا لنادي ذئاب العاصمة خلال موسم ونصف قضاها في صفوفه قبل أن يعود إلى إنجلترا، ليخوض تحديا جديدا مع ذاته في محاولته لمحو آثار تجربة فاشلة بالملاعب الإنجليزية.

وكانت محطة ليفربول بالنسبة لصلاح، الذي يتميز بانطلاقاته السريعة ومراوغاته المباغتة في الهجوم، هي الاختيار الأنسب لكي يكشف عن معدنه بعدما صار من الركائز الأساسية والجوهرية في الفريق، وأصبح على رادار أندية أخرى كبرى مثل ريال مدريد وبرشلونة الإسبانيين.

وكما فعل في العام الماضي بالفوز بجائزة “بي بي سي” كأفضل لاعب في أفريقيا، واصل ‘مو صلاح’ هيمنته على المشهد وحصد الجائزة للعام الثاني على التوالي، ليصبح أول لاعب داخل “قارة المواهب السمراء” الذي يحافظ عليها لعامين متتاليين منذ أن حقق النيجيري جي-جي أوكوشا ذلك في عامي 2003 و2004.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى