المنتخب العماني يودع كأس آسيا بإنجاز التأهل

توووفه-  خليل التميمي

ودع المنتخب العماني منافسات كأس آسيا بعدما حقق إنجازا سطره للمرة الأولى في تاريخه وهو التأهل للدور الثاني عندما كان ضمن المنتخبات الأربعة الحاصلة على أفضل مركز ثالث.

إنجاز التأهل رسم الفرحة على وجوه الجماهير العمانية والشارع الرياضي، وقبلهم اللاعبون والجهاز الفني والإداري.

فرحة ظلت لمدة يومين فقط، وبعدها اندثرت أمام منتخب إيران الذي أخرج الأحمر العماني من البطولة.

التقرير التالي يسلط الضوء على مشاركة المنتخب العماني في البطولة الآسيوية بالمراحل الثلاث قبل وأثناء وبعد البطولة.

قبل البطولة

لعب المنتخب العماني قبل البطولة 11 مباراة ودية استعدادية بدأت من شهر سبتمبر 2018م، وانتهت مع بداية شهر يناير 2019م، فاز في أربع مباريات، وخسر مباراة واحدة، وتعادل في ست مباريات.

سجل المنتخب العماني تسعة أهداف، وتلقت شباكه تسعة أهداف (خمسة منها في مباراة واحدة).

خاض المنتخب ثلاثة معسكرات خارجية في شهر سبتمبر في الأردن، وفي شهر أكتوبر في قطر، وفي نهاية ديسمبر وبداية يناير في الإمارات، كما خاض معسكرين داخليين في مسقط، كانا في شهري نوفمبر وديسمبر.

عمل دفاعي

كان العمل الذي قام به المدرب فيربيك طوال فترة استعداداته منصبا على تقوية خط الدفاع، وكان ذلك واضحا من خلال المباريات التي أجراها المنتخب استعدادا للبطولة الآسيوية.

استبعاد

قبل انطلاق البطولة تعرض المنتخب لضربة موجعة عندما تعرض حارسه علي الحبسي لإصابة مع ناديه الهلال السعودي، وبعد الفحوصات تم إعلان استبعاد الحبسي كونه بحاجة إلى العلاج لمدة تزيد عن ثلاثة أسابيع.

وهذا سبب العديد من الأحاديث والمشاكل التي كانت بين مؤيد لصحة الأشعة التي أجراها اللاعب، وبين معارض لصحتها، ولكن في الأخير اقتنع الجميع بقرار المدرب.

ثلاث مباريات

البطولة انطلقت في الخامس من يناير الحالي، وخاض المنتخب العماني أولى مبارياته في التاسع من يناير وكانت أمام منتخب أوزباكستان وانتهت بخسارة الأحمر بهدفين مقابل هدف، المباراة شهدت سيناريو خطأ فادح في الدقائق العشر الأخيرة تسببت في هدف قاتل أطاح بالمنتخب العماني.

المباراة الثانية كانت أمام المنتخب الياباني، ودخل المنتخب العماني من أجل تحقيق مفاجأة من العيار الثقيل وهي الفوز أو التعادل على أقل تقدير، ولكن جاءت الصدمة باحتساب الحكم ركلة جزاء غير مستحقة لليابان ليسجل الهدف الوحيد في المباراة، وزادت الأمور سوءا بعدما حرم الحكم المنتخب العماني من ضربة جزاء صحيحة بعد لمسة يد على مدافع منتخب اليابان.

اللقاء الثالث كان مصيريا أمام المنتخب العماني، وبالتالي دخل المنتخب المباراة بشعار الفوز وبفارق هدفين، وكان ذلك في السابع عشر من يناير الحالي، حيث سجل المنتخب العماني هدفا، ولكن الفرحة لم تدم طويلا عندما سجل منتخب تركمانستان هدف التعادل.

واستمر الوضع إلى الدقائق الأخيرة التي شهدت تدخل المدرب بيم فيربيك في تعزيز خط الوسط والهجوم، والتقليل من الدفاع، وشهدت الدقائق الأخيرة هدفين للمنتخب العماني أنهيا المباراة وتأهل إلى الدور الثاني للمرة الأولى في تاريخه.

مواجهة إيران

للمرة الأولى في البطولات الآسيوية التي يشارك بها  المنتخب العماني يخوض أربع مباريات في بطولة واحدة، كونه تأهل للدور الثاني، ولكنه اصطدم بمنتخب إيران العنيد والصعب والقوي والمرشح الأول للبطولة.

شاءت الأقدار أن يحصل المنتخب العماني على فرصة التقدم بعدما حصل على ضربة جزاء في الدقائق الأولى من المباراة، ولكن لاعبه أحمد مبارك كانو أطاح بها في يد الحارس في أسرع ضربة جزاء ضائعة على مستوى البطولات الآسيوية.

وبعد إضاعة ضربة الجزاء بدأ حلم التأهل إلى دور الثمانية يتلاشى شيئا فشئيا مع هبوط تام للمعنويات والنفسيات، وزادت الأمور سوءا عندما سجل منتخب إيران هدفا من ضربة جزاء مشكوك في صحتها.

وأتبعها بهدف ثان قبل انتهاء الشوط الأول منهيا الحلم العماني في آسيا، الشوط الثاني شهد خروج الجماهير العمانية ووداع لمدرجات آسيا قبل وداع منتخب بلادها.

بعد البطولة

انتهت البطولة بالنسبة للمنتخب العماني، وظلت مستمرة بالنسبة للمنتخبات الأخرى التي تأهلت لدور الثمانية، وعدد كبير كان متوقعا الخسارة من إيران قبل المباراة، ولكن مع حصول ضربة الجزاء كانت الآمال موجودة، ولكن ظلت الأخطاء الفادحة ملازمة للمنتخب في كل مبارياته بالبطولة.

الشارع الرياضي بين مقتنع بمستوى مشرف للمنتخب العماني، وبين معجب بتأهل المنتخب للدور الثاني للمرة الأولى في تاريخ مشاركاته، وبين راض عن مدرب المنتخب بيم فيربيك.

عناد فيربيك

انتهت البطولة ولكن ظل فيربيك عنيدا وغريبا وعجيبا لعدة أسباب، من بينها اقتناعه بإشراك لاعبين رغم أدائهم غير المقنع إلا أن إصراره على تواجدهم كان حاضرا، ورغم أخطائهم المتكررة إلا أن الأولوية لهم.

كما أن خط الدفاع الذي عمل عليه فيربيك كثيرا في المباريات الودية الاستعدادية، سقط في آسيا وظهرت أخطاء عديدة في الدفاع وتلقى العديد من الأهداف التي كانت سهلة في علاجها، ولكن ظل الخطأ ملازما للمنتخب في البطولة بلا تدخل ولا علاج.

غيابات

غاب عن المنتخب اللاعب البديل القادر على تغيير وصنع الفارق في خط الدفاع، افتقد محمد الشيبة المصاب في خط الدفاع،  ومحمد فرج الذي سبق أن احترف في أوروبا بعدم الحصول على الفرصة من فيربيك، وأشرك خالد البريكي رغم أنه لا يملك خبرة المباريات الدولية الرسمية أبدا.

وفي خط الهجوم كان المدرب بيم فيربيك شجاعا في بادئ الأمر بعدم استدعاء عبدالعزيز المقبالي وسعيد الرزيقي (المحترفين) رغم تواجدهما مع المنتخب في فترة الإعداد للبطولة، واستدعاء محمد الغساني ومحمد خصيب بمساعدة وضغط من الجماهير العمانية، وسبقهم محمد عكعاك وسامي الحسني ولكن الإصابة هي من حرمتهما.

وضاع خط الهجوم نهائيا، حيث لم يسجل سوى هدفين من اللاعب محسن الغساني الذي جاء إشراكه بضغوطات رغم إقتناع المدرب بالمهاجم خالد الهاجري.

المرحلة القادمة

وفي استطلاعات مع الشارع الرياضي كانت الأغلبية مع قرار بقاء المدرب رغم أخطائه، والبعض طالب بضرورة التغيير والتجديد في لاعبي المنتخب، وهناك من رأى ضرورة تطوير الكرة العمانية من الجذور والبنية التحتية المتمثلة في الأندية، وهناك من طالب بتدخل الحكومة في دعم الكرة العمانية.

إحصائيات

انتهت البطولة وحقق المنتخب ثلاث نقاط من أصل 12 نقطة، وسجل أربعة اهداف سجلها كل من محسن الغساني (هدفين) وأحمد كانو والمسلمي لكل منهما هدف، وهذه هي المرة الأولى التي يسجل فيها المنتخب أربعة أهداف في مشاركة واحدة، كما تلقت شباك الأحمر ستة أهداف، اثنان منها جاءت من ضربة جزاء، وبعضها جاء من أخطاء دفاعية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى