أبوظبي- توووفه
تصوير – عمار المسافر وهاني القاسمي وسلطان مالان وعبدالرحمن الكندي
تمكن المنتخب القطري من كتابة التاريخ بعد فوزه على المنتخب الياباني بثلاثة أهداف مقابل هدف في المباراة النهائية التي احتضنها استاد مدينة زايد الرياضية في العاصمة الإماراتية أبوظبي.
ليعلن بذلك المنتخب القطري عن جدارة واستحقاق نفسه بطلا لبطولة كأس آسيا الإمارات 2019.
الشوط الأول
منذ بداية المباراة التي أطلق الحكم الأوزبكي رافشان آيرماتوف صافرتها، حاول المنتخب الياباني مباغتة المنتخب القطري حيث كثف الضغط على مرمى سعد الشيب، إلا أن دفاع الأخير أظهر تنظيما مميزا بقيادة خوخي بوعلام الذي تمكن من إخراج الكرة من المناطق الدفاعية بيقظة كبيرة.
بعد مرور الدقائق العشر الأولى تمكن المنتخب القطري من الاستحواذ على منطقة وسط الملعب عبر ثنائيات لخط الوسط القطري، وفي الهجمة الأولى أتى الخبر الأول بالنهائي عبر كرة منظمة بدأت من القائد حسن الهيدوس من الجهة اليمنى.
ثم للاعب أكرم عفيف في الجهة اليسرى الذي قدم تمريرة ذهبية في منطقة جزاء المنتخب الياباني لزميله المعز علي الذي تمكن من تسجيل الهدف الأول بالدقيقة 11 عبر مقصية رائعة.
ليدخل المعز التاريخ من الباب الواسع بهدف مثالي تواجد بسببه كأفضل هداف تاريخي عربي رفقة الإماراتي علي مبخوت.
بعد الهدف القطري اتضح الارتباك والتوتر على خط دفاع المنتخب الياباني إثر تمريرات وثنائيات المنتخب القطري، وبعد مرور دقيقتين فقط تمكن المعز علي من الانسلال مرة أخرى بفضل تمريرات اللاعب أكرم عفيف ليواجه الحارس الياباني غوندا إلا أن تدخل القائد مايا يوشيدا أنقذ مرمى منتخب بلاده من هدف ثان محقق.
بعد مرور عشرين دقيقة تلقى لاعب الوسط شيباساكي البطاقة الصفراء الأولى في المباراة لتنتقل ملامح التوتر لملامح وجه مدرب المنتخب الياباني بعد مستوى منتخب بلاده في المباراة خصوصا بالجانب الدفاعي واعتماده على خطة لعبه المعتادة في البطولة بخطة 4/4/2 بغياب مؤثر في خط وسط الملعب واتارو أيندو الذي تواجد على دكة البدلاء بسبب الإصابة.
بعد أفضلية المنتخب القطري حاول المنتخب الياباني العودة للمباراة إلا أن خسارته لمعركة الوسط وعدم قدرة لاعبي وسط اليابان تسوكاسا شيوتاني وغاكو شيباساكي على التعامل مع مهارة أكرم عفيف كانت فاصلة في المباراة، حيث وضع الأخير زميله عبدالعزيز حاتم في وضع مثالي للتسديد ليركن الكرة بقدمه اليسرى في شباك المرمى الياباني معلنا الهدف الثاني لمنتخب بلاده في الدقيقة 27 مضاعفا بذلك مصاعب المنتخب الياباني في المباراة، ودخل بذلك في الوقت ذاته أكرم عفيف التاريخ لصناعته الهدف العاشر له كأكثر لاعب صناعة للأهداف في نسخة واحدة في تاريخ كأس آسيا.
لتزيد ملامح الرضى والارتياح على وجه المدرب الإسباني فيليكس سانشيز حيث قدم لاعبوه منظومة نموذجية ومثالية على أرضية الملعب بعدما دخل المباراة النهائية بخطته المعتادة 5/3/2، تمكن فيها التعامل مع الهجوم الياباني بقوة دفاعية والتحول من الدفاع للهجوم بتسجيل هدفين متتاليين.
بعد مرور نصف ساعة لعب، وجد لاعبو المنتخب الياباني أنفسهم متأخرين بهدفين في المباراة النهائية، ليقدم المدرب الياباني هاجيمي مورياسو تعليماته بالتقدم باتجاه مرمى المنتخب القطري، من أجل الخروج من الشوط الأول بأقل الخسائر وتقليص الفارق.
إلا أن ذلك لم يحدث حيث تمكن المنتخب القطري من التعامل مع خطورة المنتخب الياباني الهجومية والاعتماد على المرتدات السريعة لتنتهي بذلك أبرز أحداث الشوط الأول في المباراة النهائية بتقدم منتخب قطر بهدفين دون رد.
الشوط الثاني
في شوط المباراة الثاني، تواصلت تعليمات المدرب الياباني بالبحث عن الهدف الذي يعيدهم للمباراة مرة أخرى، حيث اعتمد المنتخب الياباني على الكرات العرضية إذ كثف الظهير الأيمن هيروكي ساكاي والظهير الأيسر يوتو ناغاتومو عرضياتهما الساقطة في منطقة جزاء المنتخب القطري.
إلا أن خوخي بوعلام كان ساترا دفاعيا واضحا وأبعد برأسه خمس عرضيات متتالية في غضون الربع الأول من الشوط الثاني ليخرج بعد ذلك على النقالة بسبب التحامه بالرأس مع المدافع الياباني مايا يوشيدا، ليحل المدافع سالم الهاجري بديلا له.
بعد خروج قائد الدفاع القطري دخلت المباراة منعرجا هاما حيث دفع المدرب الياباني بأولى أوراقه الهجومية عندما أدخل المهاجم يوشينوري موتو بديلا للاعب الوسط جينكي هاراغوتشي لتتحول خطة اللعب إلى 4/3/3.
ليواصل بذلك المنتخب الياباني أفضليته حيث تمكن من تهديد حارس المنتخب القطري سعد الشيب في عدد من الكرات العرضية إلا أن النتيجة بقت كما هي عليه حتى الدقيقة 69 عندما تمكن اللاعب تاكومي مينامينو من تسجيل الهدف الأول بعد هروبه من الرقابة الدفاعية التي فرضها عليه المدافع بسام الراوي مقلصا بذلك النتيجة عبر إنهاء مميز.
بعد الهدف تواصل ضغط المنتخب الياباني ليتدخل المدرب الإسباني فيليكس سانشيز عبر تغيير فني بخروج لاعب الوسط الهجومي حسن الهيدوس ودخول لاعب وسط الارتكاز كريم بوضياف، الأمر الذي مكن المنتخب القطري من التقدم للهجوم ليتحصل المنتخب القطري على ضربة جزاء بالدقيقة 81 احتسبها الحكم الأوزبكي رافشان آيرماتوف بعد العودة لنظام الكاميرا المساعد VAR إثر لمسة يد على قائد المنتخب الياباني مايا يوشيدا.
ليتقدم لها اللاعب أكرم عفيف بنجاح معلنا هدف منتخب قطر الثالث وسط فرحة لاعبي المنتخب القطري وحسرة مضاعفة للاعبي المنتخب الياباني.
لتمضي الدقائق العشر الأخيرة بأفضلية لمنتخب قطر بفضل الروح المعنوية نتيجة التقدم بثلاثة أهداف مقابل هدف، في المقابل لم يتمكن المنتخب الياباني من العودة للمباراة ليعلن الحكم الأوزبكي رافشان آيرماتوف صافرة نهاية مباريات بطولة كأس آسيا الإمارات2019.
ليدخل المنتخب القطري التاريخ بتحقيقه لبطولة كأس آسيا للمرة الأولى في تاريخه وسط فرحة كبيرة للجهاز الفني واللاعبين.
