الأزمة في فنزويلا تلقي بظلالها على كرة القدم 

(د ب أ)-توووفه

تحولت مباراة كاراكاس وزوليا في الدوري الفنزويلي لكرة القدم الأحد الماضي، إلى مادة للاعتراض من جانب اللاعبين والجماهير على الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تشهدها البلاد، وكذلك تكرار انقطاع الكهرباء.

ولم تسلم كرة القدم من الأزمة السياسية والاقتصادية للبلاد، حيث أصبحت المدرجات شاغرة والملاعب تنهار، بينما لا يتمكن المسؤولون من الوفاء بأجور لاعبيهم من أجل مواجهة تلك الأزمات.

وستكون عيون العالم مسلطة على المنتخب الفنزويلي الذي سيواجه منتخب الأرجنتين بقيادة نجم برشلونة الإسباني ليونيل ميسي، وذلك في مباراة ودية بمدريد، قبل أن يلعب المنتخب الشهير بلقب “النبيذ الأحمر” مع منتخب كاتالونيا في جيرونا بعد ثلاثة أيام.

ومن المفترض أن تمنح الجولة الإسبانية الراحة للاعبي المنتخب الفنزويلي، وذلك في الوقت الذي يشتعل فيه الصراع بالبلاد بين الرئيس نيكولاس مادورو ورئيس الجمعية الوطنية خوان جوايدو على السلطة.

وتعيش فنزويلا مؤخرا أزمة اقتصادية عميقة بسبب نقص العملة الأجنبية، حيث تكافح البلاد لجلب ما يكفي من الغذاء والدواء والسلع اللازمة للحياة اليومية.

ويتوقع صندوق النقد الدولي أن يصل معدل التضخم لدى فنزويلا إلى 10 ملايين بالمئة في العام الحالي، وانكماش الاقتصاد بنسبة 5 %.

وغادر أكثر من ثلاثة ملايين فنزويلي بلدهم في أعقاب الأزمة التي تحيط بالبلاد.

وقال المهاجم أنطوني أوريبي لاعب بيلجريني الأرجنتيني في تصريحات لصحيفة”إنتر سينتي” الأرجنتينية،:” إن العديد من لاعبي كرة القدم في فنزويلا يتقاضون رواتب ضئيلة، وذلك غير كاف لسد احتياجاتهم”.

وأضاف: “بصفتك رياضيا، فأنت لا تشارك بالسياسة، لكن الوضع الحالي يؤثر على الرياضة والمجتمع والاقتصاد”.

وذكر الكولومبي ويلسون جوتيريز مدرب نادي كارابوبو أن اللاعبين الذين يتمتعون بخبرة احترافية تتراوح من سنتين إلى ثلاث سنوات، يتقاضون ما يتراوح بين 300 و 400 دولار في العام، بينما يتقاضى آخرون ما بين 80 إلى 100 دولار فقط، وأحيانًا يتقاضون رواتبهم بالعملة الفنزويلية “بوليفار” التي لا قيمة لها من الناحية العملية.

ولاتزال كرة القدم رياضة هامشية في فنزويلا، في ظل الاهتمام الكبير برياضة البيسبول، كما أن منتخب البلاد هو الوحيد من بين منتخبات قارة أمريكا الجنوبية، الذي أخفق في التأهل لنهائيات كأس العالم.

وعلى الرغم من الأزمة التي تحاصر البلاد، فإن المنتخب الفنزويلي ارتفع تصنيفه إلى الرقم 32 على العالم في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، بينما وصل منتخب الشباب إلى نهائي كأس العالم تحت 20 عامًا في 2017.

ومع ذلك، فإن الصراع السياسي في فنزويلا، ربما يستقطب كرة القدم إليه، وذلك على الرغم من تحذيرات اتحاد الكرة بالابتعاد عن السياسة.

وكان مدرب منتخب فنزويلا رافائيل دوديل وكذلك توماس رينكون بطل الدوري الإيطالي سابقًا مع يوفنتوس، وسولومون روندون نجم الدوري الإنجليزي، انتقدوا سياسات حكومة مادورو الاشتراكية.

وقال إريكسون جالاردوا مهاجم نادي زامورا لمحطة الإذاعة التشيلية “بيو بيو”: “الأزمة في فنزويلا لها تأُثير على كرة القدم بسبب انقطاع الكهرباء، ليس لدينا ماء للاستحمام أو إذابة الجليد”.

وأضاف:”من الصعب التعايش مع هذه الأوضاع، كلاعب كرة قدم، أنت لا تريد أن تأخذ كل ذلك إلى الملعب، لكنه ذو تأثير عليك لأنك تفكر في عائلتك وطعامهم، إنه أمر يشتت الانتباه”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى