عادل الزرعي: لأكثر من 4 سنوات.. وموضوع ملعب نادي مصيرة معلقا بالمحاكم..والضحية أبناء الولاية

 

توووفه- حسن الحوسني

 

يعد نادي مصيرة المؤسس رسميا في عام 1970م من الأندية التي تأفل مشاركاتها في المسابقات الكروية والدوريات المحلية لفترات طويلة، وحتى عام 2011 كان النادي عبارة عن مكتبة وقاعة اجتماعات متعددة الأغراض ومكتب إداري وملعب ترابي لكرة القدم أقيم منذ 1967، وعند الحديث عن كرة القدم خصوصًا.. حاول النادي استئناف نشاطه بعد فترة توقف طويلة عندما شارك في دوري الدرجة الثانية في موسم 2011/2012 ليستمر حضوره خلال الموسمين اللاحقين ثم يتوقف حتى الآن، ويواجه النادي تحديات مختلفة أبرزها ضعف البنية الأساسية وعدم توفر الملاعب المخصصة وخصائص الموقع الجغرافي الذي يميز جزيرة مصيرة التي وصفها ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان بأنها “جزيرة عظيمة في بحر عمان”، وهي إحدى الولايات التابعة لمحافظة جنوب الشرقية، وتبعد عن ميناء شنة بولاية محوت بحوالي ساعتين بالعبارة، ونتيجة لهذه الظروف مجتمعة كانت الولاية بمنأى عن الاهتمام المبكر من قبل المعنيين بالشأن الرياضي والكروي على وجه الخصوص.

 

فكما أكد عادل بن خادم الزرعي الذي ترأس نادي مصيرة بداية من 2010 في حديث خاص لتوووفه بأن الواقع العملي المُحزن لنادي مصيرة يكشف عن عدم وجود ملعب بمواصفات دولية معتمدة حتى اليوم، والأسوأ من ذلك بأنه وبعد مرور أكثر من أربع سنوات ما يزال موضوع ملعب نادي مصيرة ذي العشب الصناعي معلقا بالمحاكم، بسبب أخطاء فنية أثبتت عدم أهليته بعد عام من تسلّمه في أواخر 2011م، وما نزال بانتظار تسلّم ملعبنا المعشب الذي سيكون الأول من نوعه يُقام على ولاية مصيرة منذ فجر النهضة المباركة!

 

وتساءل الزرعي كيف يُمكن لناد لا يمتلك حتى ملعب أن يفكر بمجرد التفكير في خوض غمار المنافسات والدوريات المحلية؟ مضيفًا: “لاحت لنا بارقة أمل عندما تسّلمنا ملعبًا ذي عشب صناعي بمواصفات ظننا أنها مطابقة لما هو معتمد عالميّا، وقد احتفلنا بإقامة أول مباراة عليه جمعتنا بنادي عبري في موسم 2012/2013 بدوري الدرجة الثانية، ولكن تفاجأنا بعدها بأن الملعب الذي نُفّذ من خلال وزارة الشؤون الرياضية وبعد أقل من عام على استلامه ظهرت به العديد من العيوب الفنية حالت دون اعتماده للعب مباريات النادي من قبل اتحاد الكرة، وتم رفع الأمر للوزارة مرات عديدة وبعد ضغط وإلحاح من إدارة  النادي وبعد استنفاذ كافة السبل لحل الإشكالية، تم رفع الأمر للمحاكم عن طريق الوزارة من أجل إلزام المقاول بإجراء التعديلات اللازمة ورغم مرور أكثر من أربع سنوات ما يزال موضوع الملعب معلقا بالمحاكم، وأبناء النادي هم الضحية”. وحول عدم اللجوء للعب مباريات النادي في ملعب خارج الولاية كحل مؤقت حتى يتم إنشاء ملعب خاص بالنادي، أبدى الزرعي رفض أبناء الولاية اللعب خارج الجزيرة خلال المدة الماضية بحجة أن ذلك يُحرم أهالي الولاية من تشجيع أبنائهم ومؤازرتهم، كما أن ذلك يكبّد النادي مصاريف والتزامات مالية لأسباب ليس للنادي علاقة بها على تعبيره.

 

وأكد الزرعي على أن عدم توفر الملعب المناسب له تفرعات وتداعيات كثيرة تتعلق بحجم مصاريف مشاركات النادي في مسابقات كرة القدم في حال لعب الفريق لجميع مبارياته خارج الولاية، إذ إن تكلفة المباراة الواحدة من واقع تجارب سابقة تقدر بين 1000 ـ 1200 ريال عماني كمصاريف مباريات للتنقل والإقامة والإعاشة، فالفريق سيضطر للمبيت ليلتين في كل مباراة ( ليلة قبل المباراة وليلة المباراة والعودة للجزيرة تكون صبيحة اليوم الثالث)، كما أن هذا التنقل بمعدل 72 ساعة من وإلى الجزيرة سيكون سببا رئيسيا في الإرهاق البدني والذهني والنفسي للفريق وبالتالي فمن الطبيعي أن تقل عدد الحصص التدريبية الرئيسية نتيجة هذا التنقل .لذلك ارتأى مجلس الإدارة الاعتذار عن مواصلة المشوار في مشاركات النادي الكروية لحين الانتهاء من حل جميع هذه الإشكاليات خاصة فيما يتعلق بإنشاء الملعب.

 

مشروع ملعب جديد.. وبداية أمل

 

أوضح الزرعي أن هنالك مشروعًا تعكف وزارة الشؤون الرياضية على تنفيذه يتمثل في إنشاء ملعب معشب بمواصفات عالمية من مخصصات المكرمة السامية التي تفضل بها جلالة السلطان حفظه الله ورعاه على الأندية، مشيرًا إلى أنه تأخر استلام المشروع لأن المقاول في طور الانتهاء من المراحل النهائية للمشروع ومن المتوقع استلامه قبل بداية الموسم المقبل. وقال الزرعي: “نأمل بعون الله أن يسجل الموسم الرياضي القادم عودة مشاركة النادي للمسابقات الكروية سواء من خلال الفريق الأول أو من خلال فرق المراحل السنية.

وأشار الزراعي إلى أن ولاية مصيرة تزخر بالعديد من المواهب الرياضية التي يستوجب العمل الجاد والمكثف لصقلها وتنمية قدراتها وإمكانياتها، فلدى النادي كما يقول: “خامات جيدة من اللاعبين بالولاية وبعضهم تأسس لدى نادي مصيرة، وانتقل لأندية أخرى ووصل لدوري المحترفين ومنه للمنتخبات الوطنية ومنهم اللاعب سليم الفارسي”، مضيفًا: “ما ينقصنا كان هو وجود كوادر من المدربين المؤهلين من أبناء الولاية، ربما بحكم موقع الولاية وبعدها عن المحافظات التي تشهد إقامة دورات تأهيل المدربين، وهذا عملنا عليه من خلال تكفل النادي برسوم ومصاريف المشاركة في الدورات التدريبية فقمنا بإشراك أحد منتسبي النادي للحصول على دورة (سي) الآسيوية وقريبا سنلحقه بالدورة (بي) بعد استكمال متطلبات هذه الدورة، كما أشركنا آخر في دورة معتمدة من الاتحاد الدولي لمدارس المراحل السنية، وخلال الأسابيع القادمة ستعقد لدينا دورة تدريبية لمنتسبي النادي بالتعاون مع الاتحاد العماني لكرة القدم.

كما ذكر الزرعي بأنه خلال الفترة الماضية: “كانت هنالك جهود كبيرة من الإدارات السابقة للنادي، الذين اجتهدوا واستمروا بالعمل لدفع مسيرة النادي لغاية اليوم وما زالوا قريبين من الإدارة الحالية ونعمل وإياهم سويا ليأخذ نادينا مكانته الطبيعية في خدمة المجتمع المحلي بالولاية أولا ومن ثم العمل على صقل مواهب وإمكانيات منتسبي النادي ليتمكنوا من المشاركة الفاعلة في المحافل الرياضية”.

وأشار الزرعي إلى أنه تم انتهاج آليه لاستقطاع جزء من قيمة الدعم السنوي لتوفير رأس مال مناسب ليستخدم مستقبلا في حالة البدء بعمل استثماري خاص بالنادي بينما يصرف الجزء المتبقي من الدعم على الأنشطة والفعاليات والبرامج الداخلية التي ينظمها النادي بالولاية تحقيقا لرسالته في خدمة مختلف شرائح المجتمع المحلي. مؤكدا على أن النادي يعمل حاليا بالتعاون مع الوزارة على إعداد ملف متكامل يتعلق بالبدء في إجراءات تغيير استخدام أرض النادي الحالية للاستخدام التجاري لتهيئتها مستقبلا للعمل الاستثماري. ويقول الزرعي: “سعينا في الوقت نفسه لتوفير أراضٍ بديلة لموقع النادي ومواقع استثمارية أخرى نظرا لمحدودية الأراضي بجزيرة مصيرة، وذلك لإتاحة مواقع مهيأة تخدم الأجيال القادمة وتوفر لهم بيئة مناسبة مستقبلا، وما زلنا نتابع هذا الملف وسنعمل على إنجازه قريبا بإذن الله”.

يذكر بأن نادي مصيرة بقي بدون حضور لمدة طويلة، ومنذ عام 2010 تطوع رئيس النادي الحالي عادل الزرعي الذي يحمل شهادة بكالوريوس في علم الاجتماع من جامعة بيروت ويعمل في مستشفى مصيرة العربية مع مجموعة من الشباب لإدارته، حيث بدأوا العمل وفق ما لديهم لتأسيس قاعدة للنادي تمثل منطلقًا لإعادته للحياة، وقد حقق نادي مصيرة إنجازات أبرزها على مستوى مسابقات اتحاد كرة الطائرة، فقد كان بطل دوري الدرجة الثانية لكرة الطائرة لموسم 2015/2016، ورابع دوري الدرجة الأولى لموسم 2016/2017. كما كان صاحب لقب البطولة الشاطئية لكرة الطائرة على مستوى السلطنة العام الماضي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى