هولندية الكرة العمانية.. الموعد المنتظر

تحليل- عمر الصالحي

لازالت الأفكار تراود مشجعي الأحمر العماني وتعبث بمخليتهم، يعيشون مشاعر مختلطة من الترقب والتوجس قبيل ساعات قليلة من حزم الأمتعة إلى برلين، حيث المنتخب العماني الأول على موعد مع الظهور المنتظر تحت قيادة الهولندي اروين كومان.

وقبل أن نسأل ماذا سيقدم كومان وماهي استراتيجيته الفنية التي سينتهجها وبحر الأسئلة الذي سيترامى بعد وصول هذه التجربة لمداها، وبعيداً عن الأسماء المختارة لخوض المعسكر الأوروبي، نعرّج لإلقاء نظرة شاملة على الخطط والأساليب التي ستتاح أمام الهولندي ليُشكل ملامح الأحمر العماني.

منذ مطلع مسيرته التدريبية جانب كومان العديد من الأسماء التدريبية التي تنتهج مدارس كروية وصبغات فنية مختلفة بدءاً من البلجيكي ايرك جيرتس مع ايندهوفن مطلع الألفية الثالثة، مرورا بمجاورته لشقيقة الأصغر رونالد في موسمي 2014-2015 و 2015-2016 مع استون فيلا وايفرتون الإنجليزي، انتهاءًا مع الهولندي فيليب كوكو في السنة الماضية مع فنربخشة التركي قبل أن يتسلم المهمة كاملة.

وضح على الخمسيني تأثره بتلك الأسماء التدريبية الكبيرة من خلال انتهاج بعض الرسوم المحببة لهم أبرزها 4-2-3-1 و 4-3-3 بشقها الهجومي، ومن المؤكد أنه فضلها بعد نجاح البلجيكي وشقيقة الأصغر في قيادتهما للأندية إبان كان مساعداً لهما، حتى أبرز طابعه الخاص مع النادي التركي بنفس الرسمين.

ومن خلال الأساليب والطرق المختلفة وبعيداً عن تقدير نجاحها في مسيرته انتهج ايروين كومان كل الأساليب المتاحة التي تواترت عليه، واستوحى منها ما حمله معه إلى تجربته التركية حيث غرس بعض المفاهيم الفنية للاعبيه، كخط الضغط الأول الأمامي أمام دائرة الوسط بما يقارب 10 ياردات، وانتهاجه في الركلات الثابتة والركنيات العكسية على خليط بين الزونال ماركينغ (دفاع المنطقة)، والدفاع رجل لرجل لمحاولة تأمين الكرة بأقصى الدرجات من أي تفوق عكسي للمنافسة، بالإضافة للدفاع ب 6 إلى 8 لاعبين يرتكزون خلف خط الكرة حتى مع وصولها الثلث الدفاعي من ملعبه، واعتماده على أكبر عدد ممكن من اللاعبين لافتكاك الكرة في المناطق المنخفضة مع الأخذ بعين الاعتبار عدم تفريغ المساحات المباشرة، أما هجومياً فاعتمد على سرعة الاختراقات في ظهر وعمق خط دفاع الخصم ومحاولة استغلال أقصى الحلول الهجومية بين المهارة الفردية والسرعة.

كما مارس كومان أصنافاً أخرى من الرسوم والأساليب التكتيكية كالتحول إلى 3-5-2 حسب حاجة الفريق وقوة المنافس، مما يدل على المرونة التي بحوزته والتي عرفها من خلال التجربتين الإنجليزيتين اللتين خاضهما مع شيقيقه الأصغر، وطبقا خلالهما بعض النقاط بأفكار خاصة استهوت على ما يبدو الشقيق الأصغر ليحملها لمنتخب بلاده هولندا لاحقا.

وقبل أن نتحقق مما سيقدمه ويضيفه الهولندي من تلك التطبيقات التي انتهجها، وبعيدًا عن الحكم القطعي على ثراء ذلك المخزون الفني والتكتيكي الذي يحمله كومان بعد سنوات عديدة من العمل رفقة المدربين المميزين اللذين حققا من النجاح الشيء الكبير، هنالك مؤشرات تشي إلى أن هذه السمات التي يتمتع بها كومان من الممكن أن تجد أرضا خصبة ستلامس ما يرنو إليه مشجعو الأحمر، وستصب لمصلحة منتخبنا الوطني في نهاية المطاف أن لو تمكن من استغلال عوامل النجاح الممكنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى