
تحليل- أحمد مختار
خسارة النهائي ضد ليفربول كانت السبب وراء تدهور حالة توتنهام؟ ”لا أعلم، لم يسبق لي وأن خسرت نهائي دوري أيطال”، مورينيو لم يتغير على مستوى التصريحات وحروب المايند جيم بالتأكيد، لكنه يحتاج إلى بعض التعديل على مستوى الخطط والتكتيكيات، من أجل تجربة أكثر نجاحا مع توتنهام، بعد فترة سيئة مع اليونايتد، ونهاية حزينة رفقة تشيلسي في ولايته الثانية.
الحقيقة أن مورينيو واحد من المدربين الذين صنعوا شيئا كبيرا في عالم التكتيك، لذلك سيتذكره الجميع حتماً، الآن وسابقا ومستقبلا، حتى إذا توقفت مسيرته التدريبية عند هذا الحد، لكنه يملك فرصة جديدة هذه المرة مع توتنهام.

توتنهام خطوة للخلف بالنسبة للبرتغالي، ناد أقل جماهيرية وشعبية وتاريخا وحتى اقتصادا من اليونايتد وتشيلسي وريال مدريد، تجارب مورينيو السابقة، لكن البرتغالي يحب العمل والتدريب، ولا يطيق البعد عنهما، لذلك كان قراره منطقيا وصائبا بالموافقة على عرض ليفي، مالك السبيرز.
الفريق اللندني وصل إلى النهاية مع بوتشيتينو، كان واضحا للجميع من بعد نهائي الشامبيونزليج، أن هذه التجربة انتهت بلا رجعة، وهذا ما تحقق بالموسم الجاري محليا وأوروبياً.
خطوة مورينيو هي نجاح لتوتنهام على المستوى الترويجي والإعلامي بالتأكيد، يبقى فقط ترجمة ذلك داخل الملعب، وأعتقد أن جوزيه تعلم الدرس جيدا في تجاربه الماضية، التي دخل خلالها في صراعات لا تنتهي مع اللاعبين والصحفيين وكل شخص داخل غرف الملابس، مما جعله حبيس نظرية المؤامرة، حتى فشله وخروجه.
خاض جوزيه مورينيو أولى مبارياته مع توتنهام أمام وست هام، ليفوز الفريق بنتيجة 3-2، مع تقديمه أداء مثاليا، خاصة خلال أول 60 دقيقة، ليتفوق على منافسه على مستوى الفرص، الأهداف، التحولات، والمرونة الحركية، أكثر من 3-4 خطط لجوزيه مورينيو في أولى مبارياته مع السبيرز.
من دون الكرة، لعب توتنهام بضغط متوسط، مع تقارب الخطوط بين لاعبي الدفاع والوسط، رباعي خلفي أمامه رباعي وسط، مع الاكتفاء بكين وآلي بالأمام، في رسم قريب من 4-4-2. ثنائي هجومي يضغط، واحد على اليمين والآخر على اليسار، وخلفهما لاعبان آخران على الخط الجانبي، وثنائي آخر بالعمق، مما يجعل هناك ازدحاما في المنتصف بالنسبة لهجوم وست هام.
وجود عدد كبير من لاعبي توتنهام بالعمق، لإجبار وست هام على لعب الكرة تجاه الأطراف، ومن ثم الانقضاض على الأظهرة، لإجبارهم على رمي الكرات الطولية بعيدا، فيما يعرف بمصيدة الضغط الطرفي أو الـ Wide pressing trap.
في الشكل الهجومي العادي، رسم 4-2-3-1 مع ثنائي من لاعبي الارتكاز في منطقة المحور، وينكس وداير، لوضع ديلي آلي في المركز المفضل له، رقم 10 صريح على مقربة من كين، وبين الجناحين سون ولوكاس مورا، أمام وست هام، مرر كين لديلي آلي 7 كرات، رقم أعلى بوضوح من أرقام الثنائي معا أمام ليفربول، آرسنال، واتفورد هذا الموسم. “مصدر: سكاي سبورتس”.
“أنا سعيد به، لقد تحدثنا لدقائق داخل وخارج التدريبات وقلنا إنه على أفضل صورة لديلي آلي أن تعود من جديد، إنه جيد جدًا ولا يصح ألا يكون ضمن أفضل اللاعبين في العالم أو لا يلعب مع منتخب إنجلترا”، بهذه الكلمات علق مورينيو على مستوى لاعبه في اللقاء الأول تحت قيادته.
ديلي آلي لأول مرة هذا الموسم يتسلم أكثر من 75% من لمساته في نصف ملعب الخصم، لا نصف ملعبه، مع حصوله على حرية الحركة بالثلث الأخير، للاستفادة القصوى من نقطة قوته الرئيسية وربما الوحيدة، ألا وهي التحرك من دون الكرة، واستغلال الفراغات المتاحة بالثلث الأخير.
أثناء التحولات، كان الشكل الهجومي أقرب إلى 3-2-5، دافيز مدافع ثالث على مقربة من ألدرفيريلد، وسانشيز، أورييه وسون على الطرفين كـ Wing backs، وينكس وداير ثنائي محوري Double Pivot، أمامهما آلي، مورا في وبين الخطوط، على مقربة من رأس الحربة كين.
أورييه لاعب سريع وقوي بدنيا، يفتح الملعب عرضياً بالتبادل مع سون، الغرض من ذلك حصول مورا وآلي على المساحة المطلوبة لاستلام الكرات الطولية مباشرة من المدافعين أو الأظهرة المتقدمة، من أجل الربط المباشر مع كين هجومياً.
الفكرة في خلق التفوق النوعي والعددي أسفل الأطراف أو في أنصاف المسافات، سون وآلي على اليسار، مورا وأورييه باليمين، وكين هو اللاعب الثالث لأية تركيبة هجومية بين الجانبين، مع تغطية كل ذلك بثنائي محوري صريح، وخلفه ثلاثي في الخط الخلفي، من أجل ضبط التحولات والتحكم في المرتدات العكسية.
هذه المرة، أتوقع أن الأمر سيكون مختلفا، والبداية استعانته بعنصر الشباب في تشكيل جهازه المعاون، جواو ساكرامينتو، مساعد مورينيو الجديد، اسم شاب في مجال التدريب، نجح بشدة في ليل الفرنسي، ولديه شخصية متفردة وإمكانيات فنية ممتازة، لذلك تبدو هذه الخطوة دفعة للأمام، بالنسبة لطريقة تفكير مورينيو نفسه، واقتناعه بأنه لا بد من التحديث والتطوير، وعمل ما يسمى بالـ”آبديت”، حتى ينافس أباطرة التدريب الجدد في السنوات الأخيرة.