قرار صائب..

كتب- سالم ربيع الغيلاني

1
قرار الاتحاد بإقالة الهولندي آروين كومان، والإبقاء على الفريق المعاون له، يعد عين الصواب في هذه المرحلة الحرجة؛ لأن تفريغ المنتخب من جهازيه الفني والإداري- كما يطالب البعض- ستكون له عواقب لن تحتملها الكرة العمانية وجماهيرها العريضة، فنحن وسط معمعة التصفيات الآسيوية المزدوجة، مع حظوظ كبيرة لتحقيق التأهل إلى البطولتين القارية، المتمثلة بكأس آسيا، والعالمية، المتمثلة بمونديال قطر 22، مما يجعل عملية الإحلال الكاملة التي توقعتها معظم الجماهير العمانية، عطفًا على تلميحات وتصريحات بعض أعضاء مجلس الإدارة، خطوة كبيرة للخلف، لاسيما مع عدم وجود البدائل الجاهزة لتولي المهمة، وبالتالي سد الثغرات التي يخلفها من يتم الاستغناء عنهم.

2
قلناها سابقًا ونكررها الآن، الإقالة لمجرد الإقالة أو رغبة في إطفاء نار غضب الجمهور عمل غير صائب؛ فلا يمكننا الإقدام على خطوة هائلة مثل التي كان يُردد أن الاتحاد مقبل عليها، دون التأكد من أنها الحل الأنسب والأمر الصائب، وأن نتائجها ستصب في مصلحة المنتخب الوطني، ودون التحقق من أن هناك فعلاً قصورًا، وخللاً كبيرين في عمل هؤلاء يصعب علاجهما، مما يحتم التخلي عنهم.

3
إن استقاء المعلومات من وسائل الإعلام أو المشتغلين بها أو الجمهور، حول موضوعات تخص الاتحاد، ومن ثم اتخاذ قرارات وفق ردات فعل هؤلاء، أمر يدل على وهن شخصية الاتحاد، وضعف قدراته الإدارية، فهل يعقل أن تحدد توجهات صانعي القرار فيه، أصوات كل ما تملكه من معرفة يعتمد على مشاهدات لا تتجاوز السطح، أو معارف مشكوك في دقتها، في حين أنهم -صانعي القرار- من يفترض أن يملكون المعرفة الحقة والفهم المتعمق لكل ما له علاقة بالكرة العمانية، ولاسيما قطاع المنتخبات؟
إدارة الاتحاد والعاملين فيه هم الأقرب للمنتخبات وإداراتها بشقيها الفني والإداري، وينبغي ألا يسمحوا لأي كان التأثير عليهم، وجعلهم يرون بعينهم التي ترى الأمور في الكثير من المناسبات بضبابية، ويستغنون عن وضوح الرؤية التي يمنحهم إياها وجودهم في قلب الأحداث.

4
على إدارة الاتحاد والقائمين على أموره، إدراك أهمية هذه المرحلة، وأنهم أمام سانحة تاريخية، الظروف جميعها مهيأة لاقتناصها، خاصة في ظل وجود جيل مميز من اللاعبين، كل ما يحتاجونه الآن بعد الاستغناء عن مدربهم الهولندي التعاقد مع بديل يستطيع استثمار إمكانياتهم، والتماهي مع ظروف الكرة العمانية، إلى جانب تعامل متزن من قبل إدارة الاتحاد المقبلة على انتهاء فترتها وخوض انتخابات لفترة جديدة، قد تدفعها لإهمال مصلحة المنتخب وتقديم تنازلات قد تؤثر على حظوظه، من أجل ضمان أصوات انتخابية، وهو أمر خطير ينبغي التنبه إليه، فمصلحة الكرة العمانية تأتي أولاً.

إدارة الاتحاد مطالبة الآن، دون الأوقات جميعها، بأن تتحلى بنكران الذات، وتقديم مصلحة الوطن والكرة العمانية على أي شيء آخر انطلاقًا من حقيقة أنهم جاءوا لخدمة الكرة العمانية والارتقاء بها وليس العكس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى