استعدادات المونديال .. عام استثنائي وإشادة من الأساطير

(د ب أ)- توووفه

فيما شهد عام 2019 افتتاح الاستاد الثاني من الاستادات المضيفة لبطولة كأس العالم 2022 لكرة القدم والمقررة في قطر، كان هذا العام شاهدا على استعدادات مكثفة على طريق المونديال القطري.

أربعة استادات وثلاث بطولات وإشادة عدد من أساطير اللعبة أظهرت الخطوات الكبيرة على طريق استعدادات المنظمين في قطر لاستضافة مونديال 2022 رغم وجود ثلاث سنوات ما زالت تفصل هذا البلد الخليجي عن استضافة أول بطولة كأس عالم للكبار تقام في منطقة الشرق الأوسط.

وقبل منتصف هذا العام، افتتح المنظمون استاد “الجنوب” (الوكرة سابقا) من خلال المباراة النهائية لبطولة كأس أمير قطر ليكون ثاني استادات المونديال التي يتم افتتاحها وذلك بعد عامين كاملين من افتتاح أول استادات المونديال وهو استاد “خليفة الدولي” من خلال نهائي كأس الأمير أيضا في منتصف 2017 وذلك بعد عملية التطوير والتحديث الشاملة التي خضع لها استاد خليفة الدولي.

وجاء افتتاح الاستاد الثاني للمونديال قبل ثلاثة أعوام ونصف العام على موعد انطلاق البطولة ليؤكد أن استعدادات المونديال تسير على قدم وساق وطبقا للخطة الزمنية الموضوعة للانتهاء من الاستادات والمشروعات المرتبطة بالمونديال قبل وقت كاف من البطولة لإتاحة الفرصة أمام اختبار هذه الملاعب والمشروعات المختلفة والخدمات اللوجيستية التي يوفرها المنظمون في قطر.

وكان 2019 عاما استثنائيا بالفعل في خريطة الاستعدادات للمونديال حيث شهد أكثر من محطة مهمة على طريق الاستعداد للبطولة.

ورغم قرار المقاطعة الصادر من السعودية والإمارات ومصر والبحرين قبل نحو عامين ونصف العام، سارت الخطة الزمنية لتشييد الاستادات دون أي تأخير وهو ما كشف عنه اكتمال العمل في ثلاثة استادات أخرى هي المدينة التعليمية والبيت والريان إضافة إلى اقتراب المنظمين من استكمال العمل في استاد الثمامة ووصول العمل في كل من الاستادين الباقيين وهما “لوسيل” و”رأس أبو عبود” إلى مراحل متقدمة.

وكان استاد “المدينة التعليمية” على وشك الافتتاح الرسمي من خلال بطولة كأس العالم للأندية والتي استضافتها قطر في وقت سابق من كانون أول/ديسمبر الحالي ولكن تم تأجيل هذا الافتتاح إلى حدث لاحق لإتاحة فرصة أكبر أمام الاستاد للتجربة والاختبار والانتهاء من كل الإجراءات المتبعة قبل الافتتاح الرسمي.

وينتظر أن يتم افتتاح الاستاد رسميا في الربع الأول من 2020 كما ينتظر افتتاح استادي البيت والريان أيضا في عام 2020 واكتمال العمل في استاد الثمامة خلال الشهور المقبلة ليصبح جاهزا للافتتاح.

وكان استاد “البيت” نال إشادة بالغة من مجموعة الأساطير التي زارت الاستاد على هامش مونديال الأندية وكان في مقدمتهم حارس المرمى الإسباني الشهير إيكر كاسياس وجون بارنس نجم ليفربول الإنجليزي السابق ونجم كرة القدم الفرنسي السابق كريستيان كاريمبو وأسطورة الكرة الهولندي فرانك دي بوير إضافة للمدرب الأرجنتيني المميز ماوريسيو بوتشيتينو المدير الفني السابق لتوتنهام الإنجليزي.

وخلال الزيارة، قال دي بوير في تصريحات خاصة إلى وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) : “أعطاني هذا الاستاد انطباعا رائعا من خلال تصميمه على هيئة الخيمة العربية والمنظر الرائع في المنطقة المحيطة به. وبمجرد الدخول إلى الاستاد، تشعر بأنك في ملعب مميز لكرة القدم سيبهر اللاعبين والمشجعين على حد سواء”.

وقال المهندس هلال الكواري رئيس المكتب الفني باللجنة العليا للمشاريع والإرث: “استاد البيت، الذي تبلغ سعته الرسمية 60 ألف مشجع، يتميز بخاصية فريدة تميزه عن باقي استادات المونديال حيث بني على شكل الخيمة ويضم العديد من المساحات التي يمكن استخدامها في أنشطة مختلفة بعد تفكيك المدرجات العلوية عقب انتهاء كأس العالم”.

وأشار: “المساحات المحيطة به مفتوحة ويمكن للعامة الوصول إليها بسهولة في أي وقت. كما يتميز الملعب بسهولة الدخول والخروج منه في أيام المباريات”.

وأضاف: “فكرة تشييد الملعب على شكل الخيمة نبعت من المعاني المختلفة للخيمة فهي المكان لاستقبال الضيوف وكانت قديما تشعل النيران أمام الخيمة لدعوة الضيوف وهو ما يعطي هذا الملعب رمزية مهمة للغاية”.

وأكد الكواري: “الملعب جاهز تماما لاستضافة أي فعاليات في الفترة المقبلة كما أصبح جاهز تماما للافتتاح الرسمي … بعد المونديال وتفكيك الجزء العلوي من المدرجات، ستستخدم هذه المساحات المتاحة في خدمات مختلفة مثل جيم ومستشفى وغيرها من الخدمات التي تفيد المواطنين والمقيمين في المنطقة المحيطة بالاستاد”.

وقال نجم كرة القدم الفرنسي السابق كريستيان كاريمبو: “تصميم هذا الاستاد ساحر ويعكس الثقافة والتقاليد في هذا البلد ويكشف بعض التفاصيل الدقيقة عن قطر”.

وأعرب كاريمبو عن سعادته بزيارة مختلف الاستادات الثمانية المضيفة لمونديال قطر مشيرا إلى أن هذا الاستاد له طابع مختلف حيث يبدو على هيئة خيمة جميلة كما أن المنطقة المحيطة به تبدو رائعة وكأنها واحة مميزة. وأضاف: “أشعر بالإثارة هنا وأدعو جميع المشجعين حول العالم للمشاركة هنا في أجواء المونديال”.

وإلى جانب افتتاح استاد “الجنوب” واكتمال العمل في عدد آخر من استادات المونديال، شهد عام 2019 أكثر من خطوة مهمة على طريق الاستعداد للمونديال منها استضافة قطر لعدة أحداث وبطولات تمثل تجربة جيدة على المستوى التنظيمي واللوجيستي وكذلك على مستوى اختبار الاستادات.

ويأتي في مقدمة هذه البطولات بالتأكيد بطولة العالم لألعاب القوى في أواخر أيلول/سبتمبر وبداية تشرين أول/أكتوبر الماضيين والتي نالت إشادة بالغة بسبب مستويات المنافسة العالية فيها من ناحية وكذلك نجاحها على المستوى التنظيمي علما بأن فعالياتها أقيمت على استاد “خليفة الدولي” أحد استادات مونديال 2022.

كما استضافت قطر بطولتين متتاليتين لكرة القدم في غضون الأسابيع القليلة الماضية وهما كأس الخليج (خليجي 24) بمشاركة جميع المنتخبات الثمانية المؤهلة لخوض البطولة الخليجية وكذلك بطولة كأس العالم للأندية.

ومن بين الاستادات التي شاركت في استضافة البطولتين، كان استادا “الجنوب” و”خليفة الدولي” واللذين تعرضا لاختبار جيد من ناحية وكذلك للخدمات اللوجيستية والمتطوعين ووسائل النقل والمواصلات وغيرها من الخدمات والمرافق التي سيعتمد عليها المنظمون في كأس العالم.

وأكد حسن الذوادي أمين عام اللجنة العليا للمشاريع والإرث المسؤولة عن استعدادات قطر لاستضافة مونديال 2022 أن التحضيرات الجارية لاستضافة المونديال تسير على قدم وساق استعدادا لاستضافة البطولة.

ووصف الذوادي استضافة قطر لبطولتي خليجي 24 ومونديال الأندية بالفرصة الذهبية لاختبار استعدادات الدولة وكفاءة المنشآت الرياضية لاستضافة الكرنفال الكروي عام 2022 .

وأشار الذوادي إلى أن قطر والمنطقة يتطلعان للترحيب بالمشجعين المتوقع قدومهم إلى قطر من مختلف دول العالم لحضور مباريات المونديال الكروي الذي تستضيفه قطر لأول مرة في المنطقة عام 2022 .

وأوضح أن المشجعين والزوار القادمين من مختلف دول العالم لحضور المونديال سيحظون بتجربة لا مثيل لها نظرا لاعتدال الطقس في قطر خلال شهري تشرين ثان/نوفمبر وكانون أول/ديسمبر بالإضافة لاستمتاعهم بكرم الضيافة العربية التي يعرف بها سكان قطر والمنطقة.

وعن بطولة كأس العالم للأندية التي استضافتها قطر مؤخرا وما إذا كانت بروفة جيدة قبل ثلاث سنوات على مونديال 2022، قال الهولندي فرانك دي بوير: “أعتقد أنها كانت اختبارا رائعا لقطر من خلال استضافة بطولة كبيرة وعدد كبير من المشجعين من جنسيات مختلفة مثل إنجلترا والمكسيك والبرازيل وتونس… من المؤكد أن اكتشاف أي سلبيات أو أخطاء في مثل هذه البطولات الكبيرة يتيح للمنظمين فرصة جيدة للتعلم وتصحيح الأخطاء في البطولات المستقبلية”.

وأضاف: “أثق بأن قطر ستكون على استعداد تام لاستضافة بطولة مميزة وناجحة خلال مونديال 2022”.

والآن، وبعد عام استثنائي على طريق الاستعداد للمونديال القطري، يتأهب المنظمون لعام آخر سيشهد افتتاح أكثر من استاد إضافة لمزيد من التجارب والاختبارات لهذه الاستادات وكذلك لمختلف المشروعات والاستعدادات المرتبطة بمونديال 2022.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى