
توووفه – كوالالمبور
زهير بخيت كان جزءاً من الجيل الذهبي من لاعبي المنتخب الإماراتي الذين تأهلوا إلى نهائيات كأس العالم للمرة الأولى والوحيدة في تاريخ البلاد، وخسروا بفارق ركلات الترجيح لقب كأس آسيا على أرض وطنهم.
شاهد بخيت من مقاعد الاحتياط بينما كان زملائه الدوليون يدخلون إلى أرضية الملعب لمواجهة الجارة السعودية على ستاد مدينة زايد الرياضية. في ذات الوقت كل واحد من اللاعبين الـ23 الذين يرتدون القمصان البيضاء، سواء داخل الملعب أو على مقاعد البدلاء، كانت هذه مباراة حياتهم.
وصلت مسيرة الإمارات المُذهلة في كأس آسيا عام 1996 إلى ذروتها، أمام فريق ظهر في نهائي البطولة الثلاثة السابقة، ورفع الكأس عامي 1984 و1988 قبل خسارته أمام اليابان في عام 1992.
وعلى النقيض من ذلك، لم يصل الإماراتيون من قبل إلى النهائي القاري. وقبل أربع سنوات من ذلك، احتلوا المركز الرابع في اليابان، بعد خسارتهم أمام نفس المنافس، السعودية، في قبل النهائي.
مع بقاء النتيجة 0-0، استدعى مدرب المنتخب الإماراتي توميسلاف إيفيتش بخيت من مقاعد البدلاء مع بداية الشوط الثاني.
كان تأثير التبديل السريع واضحاً منذ البداية؛ ففي غضون دقيقتين، خطف الجناح حسن سعيد الكرة من الدفاع السعودي وقدم تمريرة لبخيت القادم من الخلف، الذي تقدم نحو منطقة الجزاء وأرسل كرة متقنة نحو الزاوية البعيدة لحارس المرمى محمد الدعيع لتصل أمام النجم التاريخي لمنتخب الإمارات عدنان الطلياني الذي كان على بعد ستة ياردات أمام المرمى الفارغ.
بدأ 60 ألف مشجع في المدرجات بالاحتفال بالفعل عندما سدد الطلياني الكرة نحو المرمى قبل أن تمر بطريقة غريبة بجانب القائم الأيمن وسط دهشة المتابعين.
ومع استمرار مجريات المباراة، خسرت السعودية جهود ظهيرها الأيسر حسين عبد الغني نتيجة تلقيه البطاقة الحمراء. وشكل هذا الأمر دفعة كبيرة للمُضيفين، الذين حاولوا تحقيق الفوز وعدم الذهاب إلى الأشواط الإضافية.
وقال بخيت للموقع الرسمي للاتحاد الآسيوي لكرة القدم: لم نرد أن تصل المباراة إلى ركلات الترجيح. منتخب السعودية كان يشعر بالإحباط، وشعرنا أن لدينا الفرصة لتحقيق الفوز. لقد تدربنا على ركلات الترجيح، لكن السعوديين كانوا في العديد من النهائيات، ولديهم الخبرة. في عام 1988 فازوا بكأس آسيا بفارق ركلات الترجيح أيضاً. لذا، من الناحية النفسية كان لديهم ميزة الدخول في ركلات الترجيح.
على الرغم من الاعتراف على نطاق واسع بأن بخيت واحد من أفضل اللاعبين الإماراتيين في جيله، لم يكن اللاعب البالغ من العمر 29 عاماً آنذاك يستمتع بأفضل مستوياته على أرضهم. لم يسجل أي هدف في البطولة وتم وضعه في نهاية المطاف كبديل. ولكن دخوله في النهائي منح طاقة جديدة في هجوم المنتخب الأبيض، رغم أنه في النهاية لم تكن هناك أهداف للإمارات ولا لضيوفها مع نهاية 120 دقيقة.
وعنى ذلك اللجوء إلى خمس ركلات من مسافة 12 ياردة لكل فريق. عندما تم تسليم قائمة منفذي ركلات الترجيح للحكم، كان اسم بخيت غائباً. يوضح قائلاً: طُلب مني أن أنفذ ركلة ترجيح، لكنني رفضت. لم أكن محظوظًا أمام المرمى طوال البطولة، لذلك لم أشعر أنني في وضع يسمح لي بالذهاب للتسديد.
نجح الطرفان في تنفيذ أول ركلتين، وسجل السعوديون الركلة الثانية أيضاً. ثم تصدى الدعيع لركلة يوسف صالح، لكن سرعان ما تمت استعادة التكافؤ بعد أن أخطأ السعودي إبراهيم مطر الهدف في حين حوّل خميس سعد الكرة داخل الشباك.
إذا كان سبب عدم حصول بخيت على ركلة ترجيح هو ضعف مستواه في البطولة، فإن زميله حسن سعيد كان في حالة جيدة ، حيث سجل ثلاثة أهداف في البطولة بالفعل. ومع ذلك، بعد أن سجل خالد التيماوي، فشل الجناح الأيمن في التسجيل، مما يعني أن نجاح خالد المولد في التسجيل كان كافياً للسعودية للحصول على لقبها الثالث في كأس آسيا.
لقد كان ذلك مفجعاً بالنسبة للإماراتيين، حيث فشل الجيل الذهبي للبلاد، الذي نجح في التأهل التاريخي لكأس العالم قبل ست سنوات، في تتويج مسيرتهم الكروية بلقب البطولة القارية الهامة. لكن بخيت لا يشعر بالندم.
وقال: لعبت في ثلاث نسخ من كأس آسيا، لكن 1996 بقيت المفضلة لدي. لعبنا على أرضنا وحظينا بدعم الجميع، من أعلى المستويات الحكومية، إلى مسؤولي الاتحاد الإماراتي لكرة القدم وجميع المشجعين، كل إماراتي عبر البلاد كان وراءنا.