
(د ب أ)- توووفه
لا لكرة القدم بدون المشجعين.. هكذا كشفت مجموعات المشجعين في أنحاء أوروبا عن معارضتها فكرة استئناف المسابقات في غياب الجماهير عن المدرجات وذلك قبل استئناف الدوري الألماني (بوندسليجا) لفعالياته مطلع الأسبوع المقبل.
ويشهد بعد غد السبت ضربة البداية الجديدة لاستئناف موسم البوندسليجا الذي توقف منذ شهرين بسبب أزمة تفشي الإصابات بفيروس “كورونا” المستجد. وبهذا، سيصبح البوندسليجا أول دوري يستأنف نشاطه بعد التوقف بسبب جائحة كورونا.
وبالنسبة لمشجعي كرة القدم الحقيقيين، لا يتعلق استئناف البوندسليجا مطلع الأسبوع المقبل بأي شيء بكرة القدم الحقيقية.
إن الجلوس كقطع هادئة أو اللافتات أو الاحتفالات الخافتة في المنزل أمام التلفزيون يبدو بمثابة كابوسا لمشجعي فرق البوندسليجا وأنصار فرق دوري الدرجة الثانية بألمانيا.
وقال سيجي زيلت، المتحدث باسم مجموعة بروفانز” للمشجعين: “الأمر أشبه بدعوتك إلى حفل زفاف حيث تحب أن تتزوج العروس”.
وفيما يرى البعض ضرورة اقتصادية لاستئناف فعاليات الموسم بألمانيا وفي أماكن أخرى لأن عدم استئنافه يعني أن الأندية قد تعاني من الإفلاس، يوجه آخرون الانتقادات إلى هذه التبعية الاقتصادية للأندية والإنفاق ببذخ بشكل عام. ويضاعف من هذا أن الحرص على اجتياز الأزمة المالية يفوق الحرص على الناحية الصحية.
وأصدرت مئات من روابط ومجموعات المشجعين في أوروبا، تحت اسم “المشجعون المتحدون في أوروبا”، بيانا مشتركا تنتقد فيه استئناف مسابقات الدوري.
وذكر البيان: “طالبنا بقوة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) والاتحادات الوطنية للعبة باستمرار إيقاف المسابقات الكروية لحين يصبح بإمكان المشجعين الذهاب إلى الاستادات دون وجود أي خطورة عليهم”.
وأضاف البيان أن الاعتقاد بأن المصالح الاقتصادية هي التي تستحوذ على الاهتمام كله أمر يفوق المنطق، وأوضح: “مرة أخرى ستتجاوز التدابير المالية قيمة الحياة البشرية”.
وأوضح البيان: “يجب على الأندية الرياضية أن تتفهم تماما العاطفة التي تجمع الآلاف من الأشخاص معا، وألا تستمع فقط إلى ذئاب الأعمال؛ ويجب أن يتذكروا أن هذا الشغف حول كرة القدم ليس فلكلورا، ولكنه جوهر اللعبة ذاته: الجمهور والأنصار هم العامل الأساسي في (الرياضة الشعبية) بحكم التعريف”.
ويتطلع خبير المشجعين هارالد لانج من جامعة فورتسبرج لمعرفة ما سيحدث للبوندسليجا بدون مشجعين، وقال إن الأجواء – المتوترة بالفعل بسبب النزاعات المختلفة – تدهورت بشكل ملحوظ.
وقال لانج، في تصريحات لصحيفة “هيلبرونر ستيمه”: “تلف الصورة ضخم وهناك خطر حقيقي بأن تفقد كرة القدم قاعدة المشجعين”.
ودعت مجموعات المشجعين بقوة إلى تغيير القيم في اللعبة. وفي الوقت نفسه، تقوم بالكثير من العمل المجتمعي في منطقتهم خلال الوباء.
ويخشى السياسيون ورجال الشرطة من أن يتجمع المشجعون أمام الملاعب أثناء المباريات دون الالتفات إلى قواعد التباعد الاجتماعي.
وربما تؤدي مثل هذه الانتهاكات لمنع إقامة مباراة أو تدفع بها إلى الإلغاء. ولكن حتى الآن، لم يكن هناك إعلان عام بأن المشجعين يخططون لمثل هذه الإجراءات.
وقال كريستيان سيفيرت المدير الإداري لرابطة الدوري الألماني بأنه ليس لديه انطباع بأن هذا قد يشكل خطرا. كما أكد مشجعو دورتموند أنهم لا يعتزمون التجمع أمام استاد الفريق على هامش مباراة الديربي المقررة بعد غد السبت بين بوروسيا دورتموند وشالكه في افتتاح مباريات المرحلة الـ26 من البوندسليجا.
كما يحظر توفير أجواء الاستاد خلال المباريات عبر نظام السماعات في الملاعب، ولكن شبكة “سكاي” التلفزيونية ذكرت أمس الأربعاء أنها تعتزم اللجوء لهذا الخيار الصوتي خلال بث مبارياتها.