
مدرجات خاوية تماما من الجماهير التي كانت حناجرها تدوي في أرجاء الملعب، وتمنح لاعبيها الشعور بالقوة والطاقة، وصمت كبير تسمع معه صيحات اللاعبين والمدربين من على مقاعد البدلاء، وأجواء ساكنة في أحد أكثر الملاعب اكتظاظا بالجماهير وهو (سيجنال إيدونا بارك) معقل بوروسيا دورتموند الذي استضاف شالكه في دربي “الرور”.
ورغم أنه في مناسبات سابقة، كانت الأجواء لتصبح مغايرة تماما سواء في الحانات المحيطة بالملعب، أو داخله، لاسيما مع الانتصار الكبير الذي حققه عملاق فستفاليا، إلا أن المشهد داخل المستطيل الأخضر كان مغايرا تماما، وكان “الفتور” و”الصمت” هما سيدا الموقف مع كل هدف من الأهداف الأربعة التي زار بها شباك “الأزرق الملكي”.
ولحظة المباراة، وفي منطقة قريبة من الملعب، تواجد بالكاد 11 شخصا من مشجعي دورتموند موزعين على 4 طاولات بعيدة فيما بينهم.
وعلى غير المعتاد، لم تكن زجاجات الجعة هي الرائجة لحظة مشاهدة المباراة، بل زجاجات الكحول المعقمة التي لا تفارق أي شخص في أي ركن في العالم كمحاولة للحد من تفشي وباء (كوفيد-19).
أما داخل الملعب، فلم يكن المشهد مغايرا، فلم تكن هناك أي مصافحات أو معانقات بين اللاعبين وبعضهم، سواء قبل أو بعد المباراة، وحتى لحظة الاحتفال بالأهداف، كان الأهم هو الحفاظ على مسافة التباعد الآمن بين لاعبي الفريق الواحد.
وقطعا، لن يخفق قلب مشجع الفريق الأصفر أثناء متابعة لاعبيه من المدرجات، ولن تمتلئ الحانات كعادتها بضجيج مرتاديها ابتهاجا بنصر أو بهدف، حيث سيقبى كل هذا محبوسا داخل الصالات، طالما استمر تهديد الفيروس، وسيكون هذا هو الشكل الجديد لكرة القدم ليس في ألمانيا فقط، بل في إيطاليا وإنجلترا والبرتغال وإسبانيا، عندما تدور عجلة الكرة فيها أيضا.