
(إفي) – توووفه
كتب الدوري الألماني لكرة القدم السبت عودة الحياة مجددا لملاعب كرة القدم التي تحولت لما يشبه مدن الأشباح بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد في العالم، وسط آراء متباينة ما بين نشوة وفرح بين الأندية الألمانية، وانتقادات من داخل وخارج عالم كرة القدم بسبب العودة وسط تفشي الفيروس التاجي.
ورغم أن العودة جاءا في غياب المحرك الأول للعبة وهي الجماهير، إلا أن الأمر يعتبر “إنجازا” في حد ذاته وسط هذه الأجواء، لاسيما مع التزام المسؤولين في ألمانيا على المستويين السياسي والرياضي على حد سواء، بقواعد السلامة والحماية، حتى أنه لم تكن هناك حشود خارج الملاعب، وهو الأمر الذي كان يخشاه الجميع.
ورغم أن احتفال لاعبو هيرتا برلين بأهدافهم في شباك هوفنهايم خلال مباراة الفريقين السبت ضمن مواجهات الجولة الـ26، خلق نوعا من الجدل ما بين مؤيد ومعارض، إلا أن رابطة الدوري الألماني “البوندسليجا” أنهت الأمور تماما في بيان أعلنت خلاله أن عدم معانقة اللاعبين لبعضهم البعض احتفالا بالأهداف، ليس جزءا من خطة الوقاية، وأنه لا يعدو أكثر من كونه توصية، لاسيما وأن الاحتكاك البدني بين اللاعبين أثناء المباريات يعتبر جزءا لا يتجزأ من كرة القدم.
شكوك جماعات الأولتراس
رغم العودة، التي يراها كثيرون أنها بداية استعادة ولو جزء من الحياة الطبيعية حتى وإن كانت وسط ظروف غير معتادة، إلا أن هناك حالة من الشكوك بين جماهير الكرة إزاء العودة، لاسيما بين جماعات الأولتراس التي شددت مرارا أثناء وضع خطة العودة أن كرة القدم بدون جماهير ليست كرة قدم.
إلا أنهم استسلموا في النهاية للواقع، ولكنهم حذروا في الوقت ذاته من استخدام بعض الأصوات الاصطناعية لتقليد حضور الجماهير في الملاعب.
وقال أحد مشجعي بوروسيا دورتموند في تصريحات للتليفزيون الألماني عقب اكتساح فريقه لشالكه برباعية نظيفة في دربي “الرور” على ملعب (سيجنال إيدونا بارك) “الدربي بدون جمهور ليس دربي، كان من الأفضل عدم لعبه”.
ويبدو أن حالة الرفض أو بالأحرى عدم تقبل الوضع الجديد، ستكون بشكل أكبر بين الجماهير التي اعتادت الذهاب للملاعب، مؤازرة فريقها من المدرجات، وهم الذين انتقدوا مرارا كرة القدم التي تميل بشكل أكبر للتليفزيون، الذي سيدر الأموال في الوقت الحالي، من المشجعين المتواجدين أسبوعيا في المدرجات.
ورغم أن رسالة اللعب بدون جماهير تماشيا مع التوصيات الطبية للحد من انتشار الفيروس التاجي، كانت كافية، على الأقل، لإنقاذ الأندية من كوارث اقتصادية، إلا أنها كانت بمثابة ضربة قوية لهذه الشريحة.
انتقادات من خارج عالم كرة القدم
لم تقتصر انتقادات العودة بهذا الشكل على روابط مشجعي الأولتراس فحسب، بل امتدت لما هو خارج عالم الساحرة المستديرة، حيث تعتبر هذه الفئة أن المشروع الذي تم وضعه لعودة كرة القدم يمثل علاجا تفضيليا للكرة دون غيرها، ولكنه في المقابل لم يلتفت لقطاعات أخرى بالمجتمع.
ويرى أصحاب هذا الرأي أن ما يدعم وجهة نظرهم، هو إن إجمالي الاختبارات التي تم أجريت للاعبين وللأطقم الفنية، والطبية، وأشخاص آخرين على صلة بالفرق الرياضية والتي بلغت ألف و700 اختبارا، كان من الممكن توجيهها لأماكن أخرى.
وأقر المدير الرياضي بنادي آينتراخت فرانكفورت، فريدي بوبيتش، في تصريحات للاتحاد الألماني لكرة القدم حول استطلاع رأي أظهر أن 66% من الألمان يؤيد توقف الموسم الكروي نهائيا.
وقال في هذا الصدد “أتفهم أن هناك البعض سيقول كيف تعود كرة القدم، بينما طفلي لا يمكنه الذهاب إلى الحضانة”، إلا أنه عاد وأكد أن هناك بعض السياسيين من الصف الثاني سيستغلون هذا الموقف لكسب تأييد شعبي.
وفي النهاية، تبقى الحقيقة الوحيدة أن ألمانيا هي الدولة الأولى التي تضع خارطة طريق عودة كرة القدم، وستصبح تجربتها نبراسا لكل دول ليست القارة العجوز فحسب، بل العالم بأكمله، الراغبة في عودة عجلة كرة القدم للدوران من جديد.