ليونيل ميسي.. هل من حقه إعلان الرحيل عن برشلونة بعد كل ما حدث؟

تقرير – محمد يوسف

ربما قدّم النجم الرائع ليونيل ميسي لجماهير برشلونة أفضل لحظات كروية على مدار تاريخ النادي العريق منذ 120 عامًا. لا شك أن ليو هو أفضل لاعب يرتدي قميص البلوجرانا على الإطلاق، نعتذر ليوهان كرويف ومارادونا وريفالدو ورونالدو الظاهرة ورونالدينيو، وكل أساطير النادي على مر السنين.

لكن النجم الأرجنتيني قدم بعض أفضل العروض الفردية المذهلة، وقاد الفريق إلى العديد من الجوائز، من دوري أبطال إلى فرض السيطرة على بطولة الدوري الإسباني في السنوات الأخيرة. كان ميسي بطل الرواية الرئيسي في أكثر فترات النادي نجاحًا منذ تأسيسه. إن ولائه وحبه لألوان برشلونة أكثر مما يمكن أن يطلبه أي مشجع. كل هذا لا شك فيه، ولا يمكن أن ينكره حتى أكثر الكارهين للنجم الأرجنتيني.

ليونيل ميسي

ومع ذلك، هل تلقى ميسي نفس التفاني والمعاملة الجيدة في المقابل، خاصة من مجلس الإدارة الحالي، في السنوات الأخيرة؟

لن نتحدث عن الراتب الهائل، لأن هذا أقل ما يمكن تقديمه لأفضل لاعب في التاريخ، لكن ماذا عن آخر سنوات ميسي في الملاعب، والتي يبدو فيها أن الفائز بجائزة بالون دور ست مرات يحمل فريق متقدم في السن وأقل تنافسية على عاتقه، ويزداد الاعتماد عليه مع مرور الوقت؟

حتى خارج الملعب أيضًا، توجب على ليو ميسي أن يخوض معركةً مع مجلس إدارة يقوم بتصرفات خبيثة للحفاظ على صورته ومكاسبه مهما كلف هذا النادي والفريق من خسائر، ومهما دمر تاريخه الذي بناه على مدار عقود من الزمن!

مشاكل الفريق

في المواسم الأخيرة، كان وضع خطط الفريق يحدث بأسوأ شكل ممكن من قبل المسؤولين عن تلك المهمة. عدم وجود عمق في السكواد، التوقيع مع لاعبين ليسوا على مستوى النادي من الأساس والأسماء كثيرة للغاية، التعاقد مع صفقات تحمل أسماء نجوم لكن في الواقع ليس لهم مكان في التشكيل الحالي للفريق، خاصةً بعد رحيل نيمار بشكل مفاجئ. أصبح التخبط هو السمة الرئيسية للإدارة. ولم يعد هناك أي خطة واضحة على المدى القريب أو البعيد، سواءً بالنسبة للصفقات أو لبناء فريق شاب بجانب الاعتماد على خبرة اللاعبين القدامى.

وبجانب هذا، قد أدى نقص العمق في السكواد إلى إجهاد الفريق في نهاية الموسم، ولهذا يظهر انخفاض شديد في أداء الفريق في الأوقات الحاسمة من عمر الموسم، وهو ما ظهر بوضوح في الأدوار الإقصائية من دوري أبطال أوروبا.

ليس هناك شك في أن هناك استثمار للأموال في الفريق وبأرقام كبيرة، ولكن الطريقة التي تم بها هذا الاستثمار تظهر أن طفلًا صغيرًا يلعب لعبة فيفا ويحاول وضع واختيار أفضل لاعبي العالم معًا في نفس الفريق، أو في نفس خط الهجوم فقط.

ولكن رغم كل هذا الإخفاق، غالبًا ما يتم إخفاء الكثير من هذه الأخطاء الطفولية بسبب ليو ميسي نفسه، والذي يقدم عروضًا مذهلة بمفرده دائمًا، ويحافظ على حظوظ البارسا على الأقل في البطولات المحلية الإسبانية، وبالتالي يخرج الفريق فائزًا كل موسم ببطولة أو اثنتين!

وبالتأكيد ارتفاع معدل أعمار الفريق، وعدم تعويض اللاعبين الأكبر سنًا بشكل صحيح، وانخفاض مستوى معظم اللاعبين حاليًا، حتى الصفقات الجديدة مثل جريزمان، ولن ننسى صفقة بيع أرثور ميلو المضحكة!

أعتقد أن هذه المشاكل وحدها كافية بالنسبة لميسي ليقرر الرحيل، ولن يلومه أحد حتى وإن كان قرر الرحيل منذ ثلاث أو أربع مواسم مضت، فالعمر يمضي ولا يوجد مبرر لاحتمال مثل هذه الأخطاء، وفي النهاية يتم تحميله أعباء الخسارة على كل حال!

لكن رغم كل هذا يظل ليو ميسي مخلصًا جدًا لزملائه وللفريق، وقد أظهر من قبل أنه يدعمهم دائمًا. وضد فياريال يوم الأحد الماضي ظهر الفريق بشكل مميز، وبرغم كل الشائعات التي ظهرت، كان ميسي هو همزة الوصل في هذا الانتصار والأداء الرائع للفريق، وظهر كعادته أنه يريد حمل الفريق ومساعدة زملائه.

مشاكل الإدارة

بالتأكيد نتحدث هنا عن المشكلة الواضحة وضوح الشمس في شهر يوليو داخل النادي وهي: مجلس الإدارة الحالي. الشائعات التي ظهرت عن رغبة ليو ميسي في ترك الفريق العام المقبل كانت بسبب سخطه وغضبه تجاه التسلسل الهرمي الذي يقود النادي، والذي يأتي على قمته جوسيب ماريا بارتوميو، ومن خلفه باقي أعضاء العصابة.

هذا المجلس خلق انقسامات عديدة داخل النادي وخلق أجواءً غير سعيدة في برشلونة، مما أدى إلى استياء ليونيل ميسي في النهاية. والأحداث الأخيرة وحدها كافية، فمثلًا التعاقد مع شركة الاستشارات I3 Ventures لمهاجمة العديد من اللاعبين الحاليين وأساطير النادي وعائلاتهم وكذلك مرشحي الرئاسة المنافسين. أٌقل ما يمكن قوله إن هذا أسلوب عصابات مافيا، ولا يليق بنادٍ بحجم وعراقة برشلونة نهائيًا.

كما كان على ميسي أن يخرج ويدافع عن زملائه بعد أن حاول المدير الرياضي إيريك أبيدال تمرير إخفاقات النادي إلى لاعبي الفريق، لأن هذا المجلس غير مستعد ببساطة لقبول حقيقة أنه هو المسؤول الأول عن أي منها. وبدلًا من ذلك، فإنهم يحاولون تغيير دفة الحديث والإخفاقات إلى مكان آخر، لأنهم لا يفكرون إلا في موازنة دفاتر النادي المالية، والتي سوف تظهرهم بشكل جيد في الانتخابات المقبلة العام القادم.

كانت هناك أيضا مسألة تخفيض أجور اللاعبين بسبب الوباء العالمي الحالي، حيث طُلب من اللاعبين تخفيض أجورهم بشكل كبير في لمحاولة النادي الحد من النفقات في وقت من التدهور الاقتصادي عالميًا. لكن الغريب أن المجلس قام بتسريب خبر للصحافة أن لاعبي برشلونة غير راغبين في ذلك، وكالعادة مرة أخرى كان يقع على عاتق ميسي معالجة هذا الأمر، وتكفّل بالرد أن الفريق كان دائمًا على استعداد لتخفيض الأجور ومساعدة النادي في ظل هذه الظروف.

كان هناك عدد لا يمكن تذكره من المعلومات المضللة والأكاذيب التي نشرها المجلس في محاولة لتغطية سمعته وتبرئة نفسه من كل المصائب التي كان هو السبب بها في المقام الأول. وبعد كل ما فعله ميسي للنادي على مدار كل هذه الأعوام، فإن مجلس إدارته الحالي هو الذي يتطلع إلى تخريب سمعته. لهذا من المنصف القول إن ميسي يملك كل الحق في النظر في تحديد مستقبله، سواءً قرر المغادرة أو الاستمرار، فلا يمكن لومه بعد كل ما يحدث.

بالرغم من أن الشائعات هذه المرة قوية بسبب كل ما يحدث، إلا أنه إذا انتهى عهد بارتوميو، فربما من شبه المؤكد أن ليو ميسي سيواصل حياته في كتالونيا. ولكن إن حدث المؤسف، واستمر هذا المجلس ونجح في انتخابات العام القادم، فستكون هذه هي لحظة الوداع الحتمية مع أعظم لاعبي النادي على مر تاريخه!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى