إيكر كاسياس..قديس إسبانيا محطم الأرقام

تقرير- ترياء البنا

ولد إيكر كاسياس في العشرين من مايو 1981م، أحد أعظم حراس المرمى على مر التاريخ، جاء بالمرتبة الثانية خلف بوفون في قائمة أفضل حراس العقد الماضي، لعب لريال مدريد وبورتو، تميز القديس بردود فعله السريعة وتصديه للتسديدات.

بدأ كاسياس مشواره الكروي بالمراحل السنية للريال عام 1990م، وتم تصعيده للفريق الأول عام 1999، لعب للملكي 16 موسما وحمل شارة قيادة الفريق، خاض مع الملكي 725 مباراة وهو ثاني أكثر لاعب مشاركة مع الفريق بعد راؤول جونزاليس.

فاز كاسياس مع الريال بخمسة ألقاب للدوري الإسباني ولقبين بكأس ملك إسبانيا وأربعة ألقاب لكأس السوبر وثلاثة ألقاب بدوري أبطال أوروبا ولقبين بكأس السوبر الأوروبي ولقب كأس الإنتركونتيننتال ولقب كأس العالم للأندية.

شارك كاسياس للمرة الأولى مع المنتخب الإسباني في يونيو 2000 وهو بعمر ال19عاما، وحقق رقما قياسيا في عدد مشاركاته ليصبح سابع أكثر لاعب مشاركة دوليا، وأكثر لاعب أوروبي مشاركة خلف بوفون، أصبح الحارس الأساسي للمنتخب الأول في نهائيات كأس العالم 2002م، ولعب أمم أوروبا 2004، وكأس العالم 2006م، وفي 2008م حمل شارة قيادة المنتخب وقاده لتحقيق أول بطولة أمم أوروبية منذ 44 عاما، كما قاد المنتخب أيضا لأول لقب بطولة كأس العالم في تاريخ إسبانيا 2010م، وكرر الفوز بأمم أوروبا 2012، وفي 2014م انضم كاسياس وتشافي إلى زوبيزاريتا وهييرو ليصبحوا الرباعي الذي مثل إسبانيا في أربع بطولات لكأس العالم.

تم ترشيح كاسياس لجائزة الكرة الذهبية 2008، واحتل المركز الرابع، وفي نهاية 2012 تم اختياره بالتصويت ضمن فريق يويفا للعام للمرة السادسة على التوالي، كما يحمل الرقم القياسي كاكثر حارس مرمى بتشكيلة فيفا السنوية، وفي 19 أكتوبر 2010م أصبح أكثر حارس عبر التاريخ مشاركة بدوري الأبطال، وفي نوفمبر 2011 أصبح اللاعب الأكثر مشاركة مع ناد إسباني، وفي سبتمبر 2015م أصبح أكثر لاعب مشاركة بدوري الأبطال، وفي أبريل 2018 لعب مباراته رقم 1000، مع 167 مباراة دولية أصبح كاسياس القائد الثالث في تاريخ كرة القدم الذي يرفع كأس العالم ودوري الأبطال وأمم أوروبا بعد بيكنباور وديدييه ديشان.

الريال

بدأ كاسياس مسيرته بالفئات السنية للريال موسم 1990/1991، وفي 27 نوفمبر 1997 استدعي للفريق الأول بمواجهات دوري الأبطال ولكنه ظل حبيس دكة البدلاء حتى دخل في منافسة كخيار أول لحراسة عرين الملكي في بداية مباريات دوري الأبطال 1999/2000، أمام أولمبياكوس 15 سبتمبر 1999، ليكون أصغر حارس يشارك بالمسابقة عن عمر 18عاما و177 يوما، وكان شارك قبلها بثلاثة أيام مع الريال أمام أتليتك بيلباو على ملعب أتليتك في لقاء انتهى بالتعادل الإيجابي 2/2، وفي مايو 2000 أصبح أصغر حارس في التاريخ يخوض نهائي دوري الأبطال ويفوز عندما تغلب الملكي على فالنسيا 3/0، بعد أربعة أيام فقط من عيد ميلاده الـ19.

وبعد أدائه الضعيف في موسم 2001/2002م، خسر كاسياس مكانه لسيزار سانشيز، لكنه استعاد الثقة عقب إصابة سانشيز في الدقائق الأخيرة من نهائي دوري الأبطال 2002 أمام باير ليفركوزن وتصدى حينها للعديد من تسديدات لاعبي ليفركوزن وأنقذ مرماه وحقق اللقب بعد الفوز 2/1.

كان موسم 2007/2008، جيدا لكاسياس، فقد ساهم في حصد الريال للقبه الـ‘31 بالدوري، وفاز بجائزة زامورا بعدما تلقى 32 هدفا فقط في 36 مباراة، وفي 14 فبراير 2008 حصل هو وقائد الفريق راؤول على عقدي الحياة، حيث وقع على عقد تمديد من شأنه أن يبقيه بالنادي حتى 2017، مع تمديد تلقائي إذا لعب 30 لقاء تنافسيا خلال الموسم الأخير من العقد، مع شرط جزائي بقيمة 113مليون جنيه إسترليني، وفي ذلك الموسم حجز مكانه بأدائه الرائع في تشكيلة يويفا للمرة الثانية.

في فبراير 2009 عادل كاسياس رقم فرانسيسكو بويو كأكثر لاعب مشاركة مع الريال بـ454 مباراة، وتجاوزه بعد ذلك ليصبح الأكثر مشاركة بعمر 27 عاما فقط.

خلال موسم 2009/2010، وفي لقاء إشبيلية قدم كاسياس تصديا استثنائيا حين ركض من جانب مرماه إلى الجانب الآخر وأوقف كرة بيروتي من مسافة قريبة جدا، ليحصل على الإشادة من الجميع، ويصبح ثاني أكثر الرياضيين الإسبان شعبية على الإنترنت كما ذكرت يوروبا برس.

حمل كاسياس شارة قيادة الريال موسم 2010/2011، بعد رحيل راؤول وجوتي، وفي موسم 2011/2012 فاز بجائزة أفضل حارس من الاتحاد الدولي للتأريخ والإحصاء للمرة الرابعة تواليا، وفي 22 يناير 2012 لعب كاسياس لقاءه الـ600 مع ريال مدريد في مباراة الفوز 4/1 على اتليتك بيلباو، وفي 2 مايو 2012 فاز بلقبه الخامس في الدوري والأول له كقائد للفريق.

وفي 22 ديسمبر 2012، أجلس جوزيه مورينيو كاسياس احتياطيا في مباراة مالقا بالدوري لتبدأ سلسلة الخلافات مع المدير الفني الذي اتهم الحارس بتسريب أخبار النادي للصحافة ويخسر كاسياس حب بعض مشجعي الريال، وفي موسم 2012/2013 فاز كاسياس بجائزة أفضل حارس من الاتحاد الدولي للتأريخ والإحصاء للمرة الخامسة على التوالي، متفردا بهذا الرقم القياسي.

وفي يناير 2013، أصيب كاسياس إصابة خطيرة وتعاقد مورينيو مع دييجو لوبيز حارس إشبيلية، والذي حافظ على مكانه حتى بعد عودة كاسياس من الإصابة، وعقب انتهاء الموسم رحل مورينيو، وجاء أنشيلوتي الذي لم يستعن بكاسياس في مباريات الدوري ولكنه استعان به في مرحلة المجموعات بدوري الأبطال أمام جالطة سراي، لكنه أصيب بعد ربع ساعة فقط بعد اصطدامه براموس، ورغم أنه كان الحارس الثاني بالدوري لكنه حافظ على مكانه كأساسي بدوري الأبطال وكأس ملك إسبانيا مسجلا رقما قياسيا جديدا في 962 دقيقة دون أن تتلقى شباكه هدفا.

وفي فبراير 2014 أصبح أول حارس يلعب بكل جولات كأس الملك قبل المباراة النهائية دون أن يدخل مرماه أي هدف، وفي 16 أبريل 2014، قاد الريال للفوز بالكأس أمام الخصم الأزلي برشلونة 2/1، وفي 24 مايو 2014، قاد الملكي إلى الفوز للمرة العاشرة بدوري الأبطال، للمرة الثالثة في مسيرته بعد الفوز 4/1 على أتليتكو مدريد في لشبونة، وفي موسم 2014/2015، عاد كاسياس أساسيا للريال، وفاز بكأس السوبر الأوروبي أمام إشبيلية 12 أغسطس 2014، وكأس العالم للأندية بنفس العام، وفي 20 ديسمبر 2014، خاض لقاءه الـ700 مع الريال في نهائي كأس العالم للأندية حين فاز الريال على سان لورينزو 2/0.

بورتو

في 11 يوليو 2015، وبعد الكثير من الشائعات حول مستقبله، وقع القديس عقدا لمدة موسمين مع بورتو البرتغالي، مع خيار التمديد لعام إضافي، ولعب أول لقاء له مع الفريق بالدوري 15 أغسطس أمام فيكتوريا دي غيماريش وحافظ على نظافة شباكه ليفوز بورتو 3/0، وفي 29 سبتمبر 2015، تفوق على تشافي ليصبح الأكثر ظهورا بدوري الأبطال بـ 152 مباراة، في مباراة الفوز على تشيلسي 2/1، وفي ذلك الموسم تخطى كاسياس فان دار سار كأكثر حارس حافظ على نظافة شباكه في تاريخ دوري أبطال أوروبا، حين حافظ على نظافة شباكه في 51 مباراة بالمسابقة في 20 أكتوبر 2015، في فوزه على مكابي تل أبيب، وفي يناير 2016، ألقي عليه باللوم في الهزيمة أمام فيكتوريا دي غيماريش 0/1، بسبب هفوة كبيرة منه، وفي 14 مارس 2017، شارك كاسياس في مباراته رقم 171 في مسابقات الاتحاد الأوروبي، في لقاء الهزيمة 0/1 أمام اليوفي في إياب دور الـ16 من دوري الأبطال، وتجاوز باولو مالديني كأكثر لاعب مشاركة مع الأندية الأوروبية، وفي 13سبتمبر عادل كاسياس رقم ريان جيجز في المشاركة بدوري الأبطال في 19 نسخة متتالية، حين شارك في مباراة فوز بورتو على بشكتاش 3/1.

في 2 أبريل 2018، خاض كاسياس مباراته رقم 1000، في لقاء خسره بورتو أمام بيلينيسش 0/2، وفي مايو فاز ببطولته الأولى مع النادي البرتغالي الذي لم يكن حقق لقب الدوري منذ عام 2013، وفي 17 مايو 2018، مدد عقده مع بورتو موسما آخر، وفي 11 ديسمبر أصبح ثاني لاعب في تاريخ دوري أبطال أوروبا يصل إلى مائة فوز بعد كريستيانو رونالدو، في مباراة الفوز على جالطة سراي.

وفي الأول من مايو 2019، وخلال حصة تدريبية عانى القديس من آلام في الصدر ونقل إلى المستشفى حيث خضع لجراحة في القلب وتم استبعاده لبقية الموسم، وكان متوقعا أن يتعافى بشكل كامل لكن الأطباء حذروه من الاستمرار باللعب لأنه سيستمر على الأدوية، مع احتمالية عودة الأزمة القلبية، ليعلن الحارس بعد أكثر من عام على الابتعاد عن الملاعب اعتزاله النهائي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى