جنون ..!

كتب- محمد العولقي

ظهر مدرب برشلونة الهولندي رونالد كومان ليبرر جدوى الاستغناء عن المهاجم الأورجواياني لويس سواريز، قال كلام مرتبك وغير مترابط، قدم مبررات بعضها مقلي في الزيت، وبعضها مشوي على نار مستعرة.. أصدقكم القول: استعصى على معدتي هضم مبررات كومان، وإن ظلت دهشتي كما هي، لأن كومان عندما فرط في هداف غزير الإنتاج وحاد الغريزة التهديفية لم يتعاقد مع مهاجم رأس حربة صريح ينقذ برشلونة من ورطته المستعصية في اليوم الأسود..

عندما تعرض لويس سواريز لتصفية جسدية بعد مذبحة البايرن الشهيرة والتي انتهت بالتنكيل برفاق ليونيل ميسي، قلت متعجبا وعلى طريقة عميد المسرح العربي يوسف وهبي : يا للهول ..! قلت حينها: إن برشلونة أخطأ في تقييم أو تقويم (كما يصر بعض اللغويين) أهمية لويس سواريز كمهاجم فذ صعب المراس، فهو بلا جدال يأتي بعد تير شتيجن وميسي من حيث المردود العام، ومن حيث القدرة على التعاطي مع المواقف الصعبة..كان موقف كومان غريبا ولا ينسجم مع عطاء سواريز وقدراته كرأس حربة خطير لم تتوقف عنده حاسة شم الأهداف رغم معاناته أحيانا من نوبة زكام شأنه شأن أي مهاجم يمر بمرحلة بياض.. ولمن يقلل من مصاب برشلونة الجلل ما عليه سوى قراءة هذا الرقم الذي يوضح أن لويس سواريز مهاجم كبير يصعب تعويضه في زمن قلت فيه مواهب الهدافين، فسواريز سجل 360 هدفا في ستة مواسم، وهذا رقم كبير وصارخ يضع سواريز في مكانة مرموقة، ويفترض أن هذا الرقم يجعل كومان يعض أصابع الندم، لأنه باع قلب الهجوم النابض برخص التراب، وبطريقة تراجيدية لا تليق بما قدمه لويزيتو لبرشلونة ..

دخل كومان في حسبة (برما) وفقا وتصور وحيد يتعلق بإعدام المهاجم القار الثابت، والاعتماد على المهاجم الوهمي، كانت قناعة كومان تتجسد في تحويل ليونيل ميسي إلى مهاجم وهمي يتناوب مع أنطوان جريزمان في خلخلة المدافعين، لكن تصورات كومان خابت ولم تؤت ثمارها لأن جريزمان طالما اشتكى من تموضعه المخالف لطبيعة قدراته، أما ميسي فقد أصبح هدفا سهلا للمدافعين، حيث يسهل تقييده وإطباق الخناق عليه في منطقة معينة هي من اختصاص لاعب يجيد اللعب تحت الضغط العالي كما كان يفعل لويس سواريز مع برشلونة دائما.. قصر الكلام .. كومان باع قطار الليل الذي يأتي لبرشلونة بوجبة المساء، وراهن على (التروماي) المتهالك، وكما أن الغراب فشل في تقليد مشية الحمام، فكومان سيفشل في تقليد رقصة أستاذه الراحل يوهان كرويف، فما جدوى أن تبيع آلة الهجوم التي تبيض أهدافا، ثم تراهن على جسد مترهل لا يقوى على الحركة في منطقة ملتهبة تسمى منطقة الجزاء ..؟.

بالتأكيد هذا جنون لا يمت للفنون التكتيكية بأية صلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى