توووفه – وليـد العبـري
في مثل هذا اليوم وقبل 20 عاما كاملا جاء إلى السلطنة مدرب قادم من شرق أوروبا يُدعى ميلان ماتشالا كان حينها قد تشبع بتجارب مختلفة في الخليج بالكويت والسعودية والإمارات، توقع الكثير أنها ستكون محطة عابرة وخصوصا أن من سبقوه لم يتركوا بصمة تدغدغ مشاعر العمانيين، حتى أن من كان سلفه قائدا للمنتخب البرازيلي في مونديال 1970 كارلوس ألبيرتو توريس غادر حينها الكرة العمانية قبيل شهر من قدومه وترك الكثير من الجدل وبدون عمل واضح على أرض الواقع.
وبتاريخ 27 مارس 2001 قرر الاتحاد العماني لكرة القدم خوض مغامرة دأب عليها من سبقوه بالتعاقد مع مدرب سبق له العمل في الخليج، ولكن لأنه ميلان ماتشالا كان وحده من يملك مفاتيح سحرية قاد بها الكرة العمانية نحو طريق لم يسكله سلفه.
جرى التعاقد مع ماتشالا في 27 مارس 2001 بنظام الإعارة حينها حيث كان يشرف على تدريب نادي النصر الإماراتي جرى الاتفاق بين الأطراف الثلاثة أن يقود ماتشالا المنتخب لمدة شهرين فقط حيث تنتظر المنتخب الوطني تصفيات مونديال 2002 في المجموعة التي ضمت سوريا ولاوس والفلبين، ماتشالا قاد المنتخب العماني لأول مرة
للمرحلة النهائية لتصفيات المونديال الآسيوي بعد أن حصد 16 نقطـة كاملة ولكن عقده كان ينتهي بعد المرحلة الأولى للتصفيات ليأتي الدور على الألماني بيرند شتانجه والأخير لم يكمل طريق بدأه العجوز الشرقي، ليعود ماتشالا مرة أخرى للكرة العمانية في 18 يناير 2003.
وقاد ماتشالا الأحمر العماني في ثلاث فترات الأولى كانت 27 مارس -25 مايو 2001، والثانية 18 يناير 2003 – 24 ديسمبر 2004، والثالثة 16 أغسطس 2006 – 30 يناير 2007، ولعب المنتخب تحت قيادته 62 مباراة حيث فاز في 40 مباراة وتعادل 10 مرات مقابل 12 خسارة فقط.
ومن أبرز نجاحاته القارية قيادة المنتخب للمرحلة النهائية من تصفيات المونديال (2002) والمرحلة النهائية من أولمبياد أثينا 2004 والوصول لأمم آسيا لأول مرة 2004.
وحصد ماتشالا جائزة الدكتور فاكلاف جيرا لعام 2019 بسبب إسهاماته في الكرة التشيكية وتأثيره في كرة القدم العالمية بتدريبه 6 منتخبات دوليـة.
وتعد هذه الجائزة الرياضية الأكبر في جمهورية التشيك، وتمنح سنويا لأفضل لاعب ومدرب في التشيك ولكن هذه المرة تحصل ماتشالا على التكريم بعد عودته للبلد إثر نهاية مهمته مع الأهلي القطري حيث أمضى أكثر من 20 عاما متنقلا بين العديد من دول الخليج.
وفي مقابلة حصرية مع صحيفة “سبورت تشيك” تطرق ماتشالا للعديد من المحطات في مشواره الكروي حيث درب منتخب تشيكوسلوفاكيا في الفترة من 1990-1993 وحقق نجاحات كبيرة قبل أن ينتقل للخليج ويخوض عدة تحديات كانت ناجحة في معظمها.
ماتشالا يتذكر كل ما قدمه للكرة العمانية وذلك في حواره مع صحيفة “سبورت تشيك” قبل عام حيث قال: “في البداية حينما قدمت للتدريب في عمان عام 2001 كانت السلطنة المنتخب الأضعف في الخليج، ولا يختلف كثيرا عن اليمن، ولكن بعد عمل 4 سنوات فقط أصبحوا الأفضل في الخليج وكان ينقصهم هدف واحد من أجل التأهل لأولمبياد أثينا 2004، ووصلنا معا لنهائي كأس الخليج نسختي 17 و18 على التوالي، ولو كان لديهم الخبرة لحققوا اللقب آنذاك، وأنا سعيد بتلك التجربة، وحصولي على وسام استحقاق من الراحل السلطان قابوس من الدرجة الثانية كأول مدرب يتحصل عليه آنذاك شهادة بالعمل الذي قدمته.