المجموعة 6: ألمانيا وفرنسا تهددان عرش البرتغال في المجموعة “الحديدية”

(إفي)-توووفه

مع بدء العد التنازلي لانطلاق الحدث الأكبر داخل القارة الأوروبية بطولة الأمم (يورو 2020) التي تأخرت لعام كامل بسبب تفشي جائحة كورونا، بدأت التكهنات سريعا حول ماهية المنتخبات التي ستتمكن من تخطي دور المجموعات أولا، ومن ثم المرور نحو الأدوار الحاسمة.

ومن بين هذه المجموعات الست، ستكون الأنظار مصوبة بشكل أكبر على المجموعة السادسة والأخيرة التي تضم 3 منتخبات سبق وأن جلست على عرش اللعبة داخل القارة العجوز سواء منتخب البرتغال الذي لن يكون في مهمة سهلة للحفاظ على لقبه، أو منتخبي ألمانيا وفرنسا اللذين سبق لهما تذوق طعم الفوز بالبطولة.

البرتغال.. حلم مواصلة التربع على عرش أوروبا ومعادلة إنجاز إسبانيا:

يدخل حامل اللقب، منتخب البرتغال، البطولة وعينه على الحفاظ على اللقب لمعادله إنجاز إسبانيا في البطولة، عندما تمكنت من التتويج بنسخة 2008 في سويسرا والنمسا، ثم نجحت في الدفاع عن اللقب في بولندا وأوكرانيا 2012.

إلا أن مهمة كتيبة المدرب المخضرم فرناندو سانتوس لن تكون سهلة لأكثر من سبب أبرزها قوة المجموعة التي تضم فرنسا وألمانيا، بالإضافة إلى المجر، فضلا عن التراجع الواضح في مستوى القائد والنجم الأبرز في صفوف البرتغال، كريستيانو رونالدو، وهو ما تجلى في موسمه الصعب مع ناديه يوفنتوس الإيطالي والفشل في حصد لقب الدوري “الإسكوديتو” الذي ذهب لإنتر ميلانو.

إلا أن منتخب البرتغال يضم بين صفوفه عددا من اللاعبين من أصحاب الإمكانيات الكبيرة أمثال جواو فيليكس وبرونو فرنانديز، وبرناردو سيلفا، ولكن كما جرت العادة سيقع العاتق الأكبر على كاهل “الدون” رونالدو.

فكما هو الحال في جميع البطولات تقريبا التي يشارك فيها، يضع “CR7” عددا من الأرقام القياسية نصب عينيه في هذه البطولة، أولها هو أن يصبح هداف البطولة على الإطلاق (لديه الآن 9 أهداف يعادل بها الأسطورة الفرنسية ميشيل بلاتيني).

كما أن رونالدو قادر على أن يكون أول لاعب يسجل في خمس نسخ مختلفة من ثاني أقوى بطولات المنتخبات بعد كأس العالم، وأيضا، هذا فضلا عن تحطيم رقم النجم الإيراني السابق على دائي المتربع على عرش هدافي المنتخبات عبر التاريخ، وسيكون قطعا أحد نجوم البطولة.

ومن خارج الخطوط تستمر القيادة الحكيمة للمخضرم فرناندو سانتوس الذي حفر اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ الكرة البرتغالية.

فتحت قيادة صاحب الـ66 عاما، عرفت البرتغال طريق التتويج بالألقاب، وتمكنت أولا من حصد لقبها القاري والدولي الأول في (يورو 2016) بفرنسا، ثم بطولة دوري الأمم الأوروبية في 2019.

ولاشك بأنه يحظى بثقة الجميع في البرتغال بداية من مسؤولي الاتحاد، مرورا باللاعبين، ونهاية بالجماهير، وسيكون هذا الأمر بمثابة حافز كبير لصاحب المسيرة التدريبية الكبيرة لمزيد من الإنجازات مع المنتخب الوطني.

وفيما يتعلق بالطريقة التي يلعب بها سانتوس، فالأرجح أنها لن تتغير عن تلك التي قاد بها منتخب بلاده لحصد لقبي اليورو ودوري الأمم وهي 4-3-3 بتواجد الأسماء التالية:

روي باتريسيو وجواو كانسيلو وجوزيه فونتي وروبن دياز ونونو منديش وسرجيو أوليفيرا وبرونو فرنانديز ورافائيل جيريرو وبرناردو سيلفا وديوجو جوتا وكريستيانو رونالدو.

فرنسا تبحث عن تتويج قاري بعد لقب المونديال:

بعد أن خالف توقعات الجميع في مونديال روسيا قبل 3 سنوات، وخطا رويدا رويدا نحو اللقب الثاني في تاريخه بعد نسخة 1998 التي استضافها، يأمل المنتخب الفرنسي في تكرار نفس الأمر في اليورو، من أجل استعادة الهيبة قاريا كما فعلها عالميا بلقب المونديال الأخير.

وكانت المرة الأخيرة التي دوى فيها صياح “الديوك” من فوق منصات التتويج في البطولة الأوروبية مع بداية الألفية الثانية على حساب إيطاليا بهدف ديفيد تريزيجيه “الذهبي” الشهير.

ورغم المشوار الرائع للمنتخب الفرنسي خلال التصفيات المؤهلة لليورو، بالفوز في 8 مباريات مقابل هزيمة وتعادل، وتصدر المجموعة بفارق نقطتين أمام منتخب تركيا، إلا أن الطريق لن يكون مفروشا بالورود لرفاق النجم المتألق كيليان مبابي، نحو “النجمة” الأوروبية الثالثة.

ولعل الحدث الأبرز داخل صفوف “لو بلو” خلال الآونة الأخيرة هو ظهور اسم نجم وهداف ريال مدريد الإسباني، كريم بنزيمة، ضمن القائمة النهائية للبطولة بعد غياب 5 سنوات ونصف عن ارتداء قميص فرنسا بسبب قضية الابتزاز الشهيرة ضد زميله السابق في المنتخب، ماتيو فالبوينا.

ورغم الحراك الكبير الذي سببه خبر عودة بنزيمة للمنتخب من جديد وكيف ستكون العلاقة بينه وبين مدربه ديشامب الذي طالما اعتاد الهجوم عليه خلال السنوات الأخيرة بسبب استبعاده، ولكن سيكون الرهان الأكبر على نجم باريس سان جيرمان، كيليان مبابي، الذي رغم سنه الصغير (22 عاما)، إلا أنه سرعان من خطف أنظار الجميع بموهبته “الاستثنائية” وسرعته الكبيرة لدرجه جعلت الكثيرين يلقبونه بـ”الغزال” تيمنا بالنجم الفرنسي السابق تييري هنري، نظرا للتشابه بينها في أسلوب اللعب “الرشيق”، وكذلك البشرة السمراء.

ورغم أن موسم مبابي لم يكن كبيرا مع الـ”بي إس جي” على مستوى الألقاب بعد أن فقد الفريق لقب “الليج آ” لصالح ليل، كما أنه ودع دوري الأبطال من نصف النهائي على يد مانشستر سيتي الإنجليزي، واكتفى بلقبي كأس السوبر والكأس في فرنسا، إلا أن الآمال ستكون منعقدة على هذا اللاعب من أجل قيادة كتيبة ديدييه ديشامب لاستعادة “الهيبة” الأوروبية بعد غياب 21 عاما من أجل لقب ثالث بعد نسختي 1984 و2000.

ومن على مقعد المدير الفني، سيكون ديدييه ديشامب على موعد جديد مع طموح قيادة فرنسا نحو منصات التتويج، بعد أن نجح في ذلك في مونديال 2018 بروسيا رغم أن الجميع لم يكن يضع الفرنسيين ضمن المرشحين للقب مع وجود منتخبات بحجم البرازيل وإسبانيا وألمانيا.

ومنذ تولي صاحب الـ52 عاما مهمة تدريب “الديوك” في 2012، استطاع في غضون 6 سنوات فقط أن يعيد فرنسا للمشهد الكروي والجلوس على عرش الكرة العالمية، بعد إنجاز الجيل الذهبي الذي كان هو أحد أفراده كلاعب إلى جانب أسماء من العيار الثقيل أبرزها زين الدين زيدان وفابيان بارتيز وإيمانيول بيتي وليليان توران.

ويأمل ديشامب في حصد الثنائية، كأس العالم واليورو، كما حدث في 1998 بلقب كأس العالم تحت قيادة إيميه جاكيه، وبلقب اليورو بعدها بعامين مع روجيه لومير، إلا أن ديشامب سيدخل التاريخ من الباب الكبير في حالة التتويج بلقب اليورو، حيث سيكون الأول في تاريخ فرنسا الذي ينجح في حصد هذه الثنائية.

ولن يتغير الشكل الخططي لفرنسا في اليورو بالاعتماد على طريقة: 4-2-3-1، لاسيما مع عودة بنزيمة مجددا لقيادة الهجوم.

وعلى الأرجح سيكون التشكيل الأساسي لبطل العالم كالتالي: هوجو لوريس وبافارد ورافائيل فاران وبريسنيل كيمبيمبي ولوكاس هرنانديز وبول بوجبا ونجولو كانتي وأنطوان جريزمان وكيليان مبابي وأدريان رابيو وكريم بنزيمة.

ألمانيا.. اللقب الرابع لأفضل وداع للوف:

بعد ارتباط دام نحو 15 عاما، قرر الاتحاد الألماني وضع كلمة النهاية لحقبة يواخيم لوف مع “المانشافت”، والتطلع لحقبة جديدة ودوافع مختلفة مع مدرب بايرن ميونخ السابق هانز فليك، حيث ستكون البطولة الأوروبية المقبلة هي الفرصة الأخيرة للوف لحصد لقب جديد لبلاده بعد مونديال 2014 بالبرازيل.

ولن يكون ابتعاد المنتخب الألماني عن منصات التتويج في اليورو منذ 25 عاما تقريبا هو الدافع الوحيد لحصد لقب النسخة الحالية فحسب، بل أيضا استعادة الريادة والانفراد بصدارة المتوجين باللقب وفض الشراكة مع إسبانيا، فضلا عن الرغبة في أن يكون الظهور الأخير للوف في القيادة الفنية ببطولة.

وعلى مدار السنوات الأخيرة، لم تتوقف “الماكينات” الألمانية عن إفراز العديد من الأسماء الشابة التي يُنتظر منها الكثير.

ولعل أبرز الأسماء التي أفرزتها سياسة لوف، هما ثنائي تشيلسي الإنجليزي تيمو فيرنر وكاي هافيرتز، اللذين كان لهما دور كبير مع الفريق اللندني على مدار الموسم الذي انتهى بطريقة ولا أروع للكتيبة اللندنية بلقب دوري الأبطال بعد غياب 9 سنوات.

إلا أن قائد “المانشافت” وبايرن ميونخ، الحارس مانويل نوير، يبقى الاسم الأبرز في كتيبة الألمان، وصمام الأمان لسنوات بشخصيته القيادية داخل وخارج الملعب، وقدرته الكبيرة على اللعب بكلتا قدميه وقراءة الملعب بشكل رائع.

ولعل المنافسة الكبيرة في عرين ألمانيا مع حارس برشلونة الإسباني، تير شتيجن، كانت سببا مباشرا وحافزا له على الصعود خطوة أخرى في أدائه وتعزيز مكانته كحارس أول في ألمانيا، وأحد أفضل حراس العالم.

و لولا التصديات الحاسمة والرائعة لنوير خلال مشوار ألمانيا في التصفيات المؤهلة لليورو، لواجه “المانشافت” صعوبة في قطع تذكرة العبور إلى البطولة.

وعن التشكيل المتوقع لألمانيا في البطولة، فعلى الأرجح سيكون: مانويل نوير وماثياس جينتر وأنطونيو روديجر وماتس هوميلز وإيمري تشان وجوشوا كيميتش وتوني كروس وإلكاي جوندوجان وسيرجي جنابري وتوماس مولر وكاي هافيرتز.

المجر والبحث عن الذات وسط الكبار:

بعد أن ظل لسنوات متواريا عن الأنظار، اعتاد المنتخب المجري على الظهور وسط الكبار، حيث أن هذه هي المشاركة الثانية له على التوالي في اليورو، الرابعة عبر تاريخه.

ولعل أبرز ما يتطلع إليه المنتخب الذي حقق الإنجاز الأفضل له في البطولة في نسخة 1964 بإسبانيا عندما حل ثالثا، هو اكتساب خبرة وثقة المواعيد الكبرى، لاسيما وأن القدر أوقعه في مجموعة واحدة رفقة 3 منتخبات سبق لها وأن تذوقت طعم التتويج بالبطولة.

واستطاعت المجر أن تحجز بطاقة التأهل لليورو، بعد تفوقها في الملحق على آيسلندا.

وكان المنتخب المجري تاريخيا أحد أقوى الفرق في الساحرة المستديرة، لاسيما في الخمسينيات، بقيادة الأسطورة بوشكاش.

وقدم ما يسمى بـ”الفريق الذهبي” عروضا متميزة ميزت حقبة ذهبية في كرة القدم المجرية. ويعد الإنجاز الأفضل للمجر في البطولة الأوروبية هو المركز الثالث في النسخة التي نظمتها إسبانيا في 1964، هذا بالطبع بالإضافة إلى إنجازها الأبرز في تاريخ البلاد باحتلال المركز الثاني في كأس العالم مرتين في 138 و1954.

رغم سنه الصغير، إلا أن دومينيك سوبوسلاي يعد أبرز أسماء المنتخب المجري، حيث لفت الأنظار بموهبته الكبيرة وقدمه اليسرى التي لا تخطئ الشباك.

وقدم صاحب الـ20 عاما مستوى متميزا مع ريد بول سالزبورج النمساوي، وهو ما دفع لايبزيج الألماني للتعاقد معه في ديسمبر/كانون ثان 2020، في صفقة هي الأغلى في تاريخ المجر.

وكان الظهور الأول لسوبولاي بقميص المنتخب الأول في تصفيات البطولة الأوروبية، وتحديدا في 21 مارس/آذار أمام سلوفاكيا، وهو نفس المنتخب الذي كان شاهدا على هدفه الدولي الأول في نفس التصفيات.

ويدين المنتخب المجري بالفضل الكبير في التأهل للبطولة إلى لاعب الوسط الشاب الذي سجل هدف التأهل القاتل على آيسلندا في الملحق.

وستدخل المجر بطولة تحت قيادة فنية إيطالية للمدرب ماركو روسي الذي تولى المهمة منذ يونيو/حزيران 2018 خلفا للبلجيكي جورج ليكنز.

وتحت قيادة صاحب الـ56 عاما، حقق المنتخب المجري 10 انتصارات وتعادلين و9 هزائم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى