البائع الفقير الذي تحول إلى ظاهرة استثنائية

توووفه – ترياء البنا

ولد الظاهرة رونالدو لويس نازاريو دي ليما في 22 سبتمبر 1976، وهو أفضل مهاجم في تاريخ كرة القدم، وأحد أعظم اللاعبين على الإطلاق، فلم يتميز مهاجم كما تميز الظاهرة في إنهاء الهجمات بسرعته ومهارته الفائقة، إن رونالدو ظاهرة كروية بكل المقاييس، فهو الذي فاز بجائزة فيفا لأفضل لاعب في العالم بسن العشرين، كأصغر لاعب يحققها، كما كان أيضا أصغر لاعب يفوز بالكرة الذهبية عام 1997، اختاره بيليه ضمن أفضل 125 لاعب كرة قدم حيا عام 2004، في احتفال فيفا بمرور 100عام على تأسيسه.

عاش رونالدو حياة أقل ما يقال عنها إنها صعبة، فلم يستطع الذهاب للمدرسة لفقر عائلته، فعمل بائعا متجولا، ثم انضم إلى إحدى شركات الهاتف في ريو دي جانيرو،استهزأ منه أصدقاؤه وكانوا ينادونه (مونيكا) وهو اسم بطلة الرسوم المتحركة التي كان لديها أسنان أمامية كبيرة تشبه أسنانه.

تم الطلاق بين والديه وهو في عمر 11 سنة بسبب إدمان والده على شرب الكحول، كانت أمّه تعتبر كرة القدم مضيعة للوقت أما والده فقد كان من أوائل المشجعين له، وقد كرم والده وأهداه طابقا كاملا في إحدى عمارات (كوباكابانا) ومطعما للبيتزا.

لعب رونالدو مع نادي كروزيرو البرازيلي موسم 1993–1994، ولفت أنظار مدرب منتخب البرازيل آنذاك كارلوس ألبرتو بيريرا فضمه إلى المنتخب المشارك في كأس العالم 1994 بالولايات المتحدة ولعب مع البرازيل 14 مباراة وسجل 12 هدفا.

في1994 قرر السير على خطى النجم البرازيلي روماريو إذ انتقل إلى نادي بي أس في آيندهوفن الهولندي بمبلغ 6 ملايين دولار، ولعب له موسمين، شارك خلالهما في 46 مباراة وسجل 42 هدفا في الدوري الهولندي، و54 هدفا في 57 مبارة رسمية مع آيندهوفن تحت قيادة الإنجليزي بوبي روبسون.

بعد تولي بوبي روبسون تدريب برشلونة الإسباني جلب معه الظاهرة رونالدو إلى النادي الكاتالوني، ولعب في برشلونة موسم 1996–1997، وشارك في 49 مباراة وسجل 47 هدفا في ذلك الموسم.

وفي موسم 1997/1998، انتقل إلى إنتر ميلان الإيطالي حيث لقّب بالظاهرة، وفي عام 1998 شارك في كأس العالم بفرنسا، وخسرت البرازيل المباراة النهائية أمام فرنسا بثلاثية نظيفة، وفي موسم 1998/1999،أصيب رونالدو بإصابة خطيرة في ركبته (الرباط الصليبي)، وغاب عن الفريق لأشهر، وعاد عام 2000 وشارك لمدة 7 دقائق في مباراة إنتر ميلان ولاتسيو في نهائي كأس إيطاليا، وبعدها أصيب مرة أخرى إصابة في الركبة (انقطاع أوتار الركبة اليمنى بالكامل) وكادت هذه الإصابة أن تقضي على مسيرته الكروية بشكل كامل، ولكن بفضل إرادته الكبيرة عاد بعد 20 شهرا من العلاج.

وفي صيف 2002 انتقل رونالدو إلى ريال مدريد، وساعد الفريق في أول موسم له على الفوز بلقب الدوري الإسباني 2002/2003، وفاز بكأس الإنتركونتيننتال 2002.

بدأت المشكلات مع رونالدو عندما جاء لوكسومبورغو ثم كابيلو الذي كان قد أحرز مع الريال الدوري الإسباني في وقت سابق ليستبعد رونالدو من الفريق نهائيا،
فانتقل رونالدو إلى إيه سي ميلان الإيطالي، إلى جانب مواطنه كاكا مع بداية 2007، وفي أول موسم له مع ميلان سجل 7 أهداف خلال 14 مباراة فقط واحتل المركز 23 بين أفضل خمسين لاعبا في العالم لهذا الموسم بالرغم من أنه لم يلعب سوى 14 مباراة فقط، وفاز بكأس العالم للأندية 2007 وكأس السوبر الأوروبي 2007.

في موسم 2007/2008، عانى من الإصابات مجدداً ولم يشارك سوى في 6 مباريات، في 13 فبراير 2008 أصيب إصابة بالغة في مباراة ليفورنو بالدوري الإيطالي، أدت إلى انقطاع أوتار الركبة اليسرى بالكامل، قدّر الجهاز الطبي عودته بعد 9 أشهر إلّا أن تحسنه السريع جعله قادراً على اللعب مجدداً في سبتمبر 2008.

وفي 9 ديسمبر 2008 وقع لكورنثيانز البرازيلي بعد أن ظل منذ انتهاء عقده مع ميلان بلا فريق، وجاء انتقاله لكي يستعيد لياقته البدنية ليعود لأوروبا وسجل أول 6 أهداف في 7 مباريات.

في فبراير 2010، وقع رونالدو على تمديد عقد مع كورينثيانز من شأنه أن يبقيه مع النادي حتى نهاية 2011، معلنا أنه سيعتزل بعد ذلك، في فبراير 2011، بعد إقصاء كورينثيانز من كوبا ليبرتادوريس 2011 أمام ديبورتيس توليما الكولومبي، أعلن رونالدو اعتزاله كرة القدم، واختتم مسيرته التي استمرت 18 عامًا، خلال مؤتمر صحفي عاطفي، موضحا ما يعانيه من آلام وخمول للغدة الدرقية، حيث اكتشف أنه مصاب بقصور الغدة الدرقية – وهي حالة تؤدي إلى إبطاء عملية التمثيل الغذائي وتسبب زيادة الوزن- وكان رونالدو صرح خلال الاختبارات مع ميلان في 2007، بأن جسده قد استسلم إلى سلسلة من الإصابات التي أفسدت حياته:” من الصعب جدًا ترك شيء جعلني سعيدًا جدًا، عقلي يريدني أن أستمر ولكن يجب أن أعترف أنني خسرت جسدي، يريد الرأس أن يستمر لكن الجسم لا يستطيع أن يتحمل المزيد، أفكر في الحركة ولكن لا يمكنني أن أفعلها بالطريقة التي أريدها. حان وقت الرحيل”.

دوليا

استُدعي رونالدو لأول مرة لتمثيل المنتخب قبل مونديال 1994 عندما كان في سن السابعة عشرة من العمر، ظفر ببطولة كأس العالم مرتين (نستخي 1994 و2002) ووصل معه لنهائي نسخة 1998 التي خسرها أمام منتخب فرنسا المستضيف، واختير هو كأفضل لاعب في البطولة، كما حظي بلقب هدّاف النسخة التالية (2002) بثمانية أهداف قاد بها السامبا لتحقيق اللقب الخامس، كما حقق بطولة كوبا أمريكا مرتين، أولها نسخة 1997 التي سجّل في مباراتها النهائية وحلّ ثانياً في قائمة الهدافين بخمسة أهداف، واختير أفضل لاعب في البطولة، فيما حقق اللقب الثاني في نسخة 1999 وسجّل أيضاً في النهائي وتصدّر ترتيب هدافي البطولة (مناصفة مع زميله ريفالدو) برصيد خمسة أهداف، وفي عام 1997 شارك أيضاً مع منتخب البرازيل في بطولة كأس القارات التي أُقيمت بالمملكة العربية السعودية وظفر مع المنتخب بلقبها، كما سجل أربعة أهداف في البطولة منها هدف في نصف النهائي وهاتريك في النهائي.

خاض رونالدو مع منتخب السامبا 98 مباراة سجل خلالها 62 هدفاً جعلته يحتلّ المركز الثاني في قائمة هدافي المنتخب التاريخيين خلف الأسطورة بيليه (77 هدفاً)، عشرة من هذه الأهداف سجّلها في مشاركتين بكوبا أمريكا (خمسة أهداف في كل نسخة) قاد بها منتخبه للقبين متتاليين(1997 و1999) في إنجاز غير مسبوق طوال تاريخ المنتخب، وسجّل أيضاً 15 هدفاً في ثلاث مشاركات فعلية له مع المنتخب في بطولة كأس العالم، بواقع 4 أهداف في مونديال فرنسا 1998 و8 أهداف في نسخة 2002 (أفضل هدّاف)، وثلاثة في مونديال 2006، ومنذ ذلك الحين وهو في صدارة الهدّافين التاريخيين للبطولة حتى حطّم الألماني ميروسلاف كلوزه رقمه في مونديال 2014.

الإنجازات

كروزيرو
بطولة مينيرو: 1994
كأس البرازيل: 1993

آيندهوفن
كأس هولندا: 1995–96
كأس السوبر الهولندي: 1996

برشلونة

كأس ملك إسبانيا: 1996–97
كأس الكؤوس الأوروبية: 1996–97
كأس السوبر الإسباني: 1996

إنتر ميلان

كأس الاتحاد الأوروبي: 1997–98

ريال مدريد
الدوري الإسباني (2): 2002–03, 2006–07
كأس الإنتركونتيننتال: 2002
كأس السوبر الإسباني: 2003

كورينثيانز
بطولة باوليستا: 2009
كأس البرازيل: 2009

المنتخب البرازيلي

كأس العالم: 1994، 2002
كأس العالم: الوصيف (المركز الثاني) 1998
كوبا أمريكا: 1997، 1999
كوبا أمريكا: الوصيف (المركز الثاني) 1995
كأس القارات: 1997
الألعاب الأولمبية الصيفية: الميدالية البرونزية (المركز الثالث) 1996

الإنجازات الفردية

أفضل لاعب في العالم حسب (تصنيف فيفا) ثلاث مرات أعوام 1996 (أصغر لاعب)، 1997 و2002.

أفضل لاعب في أوروبا (الكرة الذهبية) عامي 1997 و 2002.

أفضل لاعب في العالم حسب مجلة world soccer أعوام 1996(أصغر لاعب)، 1997 و 2002

أفضل لاعب في العالم حسب مجلة Onze d’Or عامي 1997 و2002

ثاني أفضل هداف في تاريخ كأس العالم (15 هدفا في 19 مباراة) بعد تفوقه على الألماني مولر

هداف كأس العالم لكرة القدم 2002 برصيد 8 أهداف.

أفضل هدّاف في العالم حسب تصنيف الاتحاد العالمي لتاريخ وإحصاءات كرة القدم (IFFHS) عام 1997

جائزة الاتحاد الأوروبي للأندية كأفضل لاعب موسم 1997–1998

أفضل هدّاف في أوروبا (الحذاء الذهبي) عام 1996

أفضل هدّاف في الدوري الإسباني 1996–1997

أفضل هدّاف في الدوري الهولندي موسم 1994–1995

أفضل لاعب في المسابقة القاريّة للأندية 2002

شخصية ال بي بي سي الرياضية لعام 2002

جائزة لوريوس الرياضية لعام 2003 لعودته إلى المستوى العالمي بعد الإصابة

جائزة بطل الأبطال في الدوري الإيطالي عن الأعوام العشرة الماضية وذلك عام 2008

أفضل لاعب في الدوري البرازيلي عام 2009

هداف الدوري البرازيلي لعام 2009 حيث أحرز 9 أهداف في 10 مباريات

جائزة لوريوس الرياضية لعام 2009 لعودته إلى المستوى العالمي بعد الإصابة

ثاني هدافي الدوري الإسباني برصيد 23 هدفا 2002–2003
1997 وثاني هدافي الدوري الإيطالي برصيد 25 هدفا

ثاني أفضل لاعب في العالم 1998

ثالث أفضل لاعب في العالم 2003

الحذاء الفضي (ثاني أفضل هداف في أوروبا) مرتين، 1997 و2002
حين فاز بلقب كأس الأمم الأمريكية الجنوبية للناشئين تحت 17 عاما، 1991

أفضل لاعب وهداف بطولة أمريكا الجنوبية تحت 17 سنة 1991.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى