
صلالة- توووفه
الأكاديميات الرياضية أحد الصروح المهمة في تأهيل النشء من مختلف الجوانب، وباتت تتواجد بشكل أوسع في مختلف ربوع السلطنة، حيث توجه أبناء محافظة ظفار إلى إنشاء الأكاديميات الرياضية خاصة فيما تتعلق بلعبة كرة القدم، تلك الأكاديميات واجهت العديد من الصعوبات أبرزها الدعم المادي، فهي بحاجة إلى اهتمام أكبر من قبل الجهات المعنية، حتى تستطع ان تؤدي رسالتها من حيث بناء وتأهيل جيل المستقبل على أسس صحيحة.

وقال شبيب مبروك بلال بيت أمبرك مدير فني بأكاديمية رزات الأهلي: “الاكاديمية تعمل على التهيئة والتعليم لكل من ينتسب لها من أمور (تربوية ورياضية) وأيضا كيفية الاعتماد على النفس، من أجل إقامة الأكاديمية تحتاج إلى مدربين ذوي إمكانية كبيرة (أخلاقياً وكروياً) ووضع خطة مناسبة وحيدة لتسير أمور الأكاديمية من مختلف الجوانب الإدارية والفنية وخلق أجواء إيجابية منسجمة بين الجميع”.
وأردف: “فترة الجائحة كانت صعبة على الجميع فقد أثرت كثيرا على سير عمل الأكاديمية، واتخذنا الإجراءات الاحترازية والتباعد بين الجميع خلال إقامة الاجتماعات والمحاضرات
ولبس الكمامات وقياس درجة حرارة كل منتسب للاكاديمية من قِبل مختصين في هذا الجانب”.
وأكد على ان الأكاديميات تفتقر إلى الدعم المادي: “كما يعرف الجميع بأن الاكاديمية ليس لديها مدخول شهري لتوفير المستلزمات المطلوبة (نقل اللاعبين وأدوات الحصص التدريبية والماء والتغذية) ومن هذا المنطلق نوجه رسالة للجهات المعنية لمد العون لإنجاح إقامة الأكاديمية، وذلك بما فيه من منفعة لخلق جيل مستقبل جيد لخدمة هذا الوطن الغالي، والأمر المهم اختيار الإدارة المناسبة لإدارة أمور الاكاديمية وذلك لارتياح أولياء الأمور بدفع أبنائهم للتواجد في الأكاديمية”.

فيما قال نادر بن سعيد دوربين المدير التنفيذي للأكاديمية الدوربين: “الهدف من الأكاديمية بناء أجيال لمستقبل عريق لتمثيل الوطن وخدمته ورفعة الرياضة العمانية حيث إن الأكاديمية تحتضن الكثير من المواهب من خلال الخطط والبرامج التي أعددناها هدفها الأول أن نرى هؤلاء اللاعبين الصغار في منتخباتنا الوطنية وبإذن الله بتكاتف أعضاء الجهاز الإداري والفني سنحقق ماخططنا له في المستقبل القريب”.
وأضاف: “الأكاديمية بحاجة إلى توفر الجانب المادي لتجميع العناصر الذين يملكون الرغبة لممارسة كرة القدم ومكان مناسب لمقر الاكاديمية وتوفير جهاز إداري تربوي وفني وطبي، والأدوات والمعدات التي تتناسب مع أعمار اللاعبين في الأكاديمية، إلا أن هنالك بعض المعوقات التي تواجهنا مثل استخراج قطعة أرض للأكاديمية والدعم من قبل القطاع الخاص في المحافظة ولكننا نجتهد ونعمل بحسب إمكانياتنا وكلنا ثقة في الجهات المعنية بدعم الشباب والرياضة ان تسهل الأمور في الفترة القادمة”.

وأردف: “خلال فترة الجائحة واجهنا بعض الصعوبات كوننا موقعين عقدا مع خبير فني ونلتزم معه برواتب وكذلك البرامج التي وضعت وتم تأجيلها إلى إشعار آخر خلال فترة الجائحة ولكن الأهم سلامة الجميع وحفظ الله عمان وسلطانها وشعبها من كل شر وسمعا وطاعة لأوامر اللجنة العليا”.
وأشار الدوربين إلى أن الجهات المعنية والقطاع الخاص ملقى على عاتقها الشيء الكبير إن تم تفعليه بدعم الأكاديميات ولذا على الجهات المعنية أن توفر الدعم اللازم ويستوجب أن تكون هناك شراكة ورعاية حقيقية من مختلف الجهات حتى يعود بنفع على رياضتنا وأن تفدم الأكاديميات الأهداف المنوطة بها”.

وقال سالم بن محمد عظيم البلوشي مدرب الفريق الأول بفريق وفئة 13 سنة بأكاديمية شباب طاقة الرياضي: “يتواجد في الأكاديمية مجموعة مجيدة من اللاعبين الذين يملكون الموهبة الكروية إلا أننا نفتقر إلى الدعم المادي الذي يعتبر الرافد الأساسي لسير منظومة العمل في الاتجاه الصحيح، وحيث إننا لانملك ملعبا للتدريب وعدم توفر المركز الرياضي بولاية طاقة للتدريب فإن الاتجاه إلى الملاعب التجارية وملاعب الأندية يعتبر مكلفا ومتعبا جدا ويرهق ميزانيتنا ناهيك عن عزوف الدعم من مختلف الجهات في المحافطة”.
وأشار إلى أنه يتواجد في الأكاديمية خمسة فرق ولاتوجد لدينا معدات مكتملة وخاطبنا عدة جهات معنية في المحافظة وللأسف لم نتلق الرد وأعتقد أن أكاديمية شباب طاقة ستعاني من الجانب المادي لأن البيئة الجغرافية للاعبين متعبة جدا، لدينا لاعبون من نيابة الجازر ومن نيابة حاسك ومن ولاية سدح ومرباط وولأية طاقة بالإضافة إلى لاعبين من مختلف مناطق صلالة”.
وفيما يتعلق بالاحتياجات الفعلية لإقامة الأكاديمية أكد على أن الاحتياجات كثيرة جدا، وقال: أول الاحتياجات الكادر الفني والإداري ودقة اختيار الكادر الفني وتوفير ملاعب للتدريب وتوفير معدات التدريب والأجهزة وطبعا تحتاج لتكريس كل الجهد لتوصيل المعلومة للاعب بالشكل الصحيح وعندما تتوفر كل هذه العوامل سوف نجني الفوائد والأهداف المرسومة بإذن الله تعالى”.

وأضاف: هنالك العديد من المعوقات لإنجاح أهداف الأكاديمية لدينا طاقم فني يعمل ليل نهار بدون أي مقابل مادي، وقد خاطبنا المعنيين في الولاية وكذلك خاطبنا أكثر من شركة ومؤسسة ولم نتلقى أي دعم، الجائحة كان لها تأثير كبير على سير عمل الأكاديمية كون اللاعب لايستطيع ممارسة الرياضة في الأكاديمية إلا أننا تابعنا مع بعض اللاعبين عن طريق الاتصال المرئي ومن حيث متابعة طول اللاعب ووزنه وفترة النوم وفترة النشاط الرياضي المنزلي وتغيير جدول التغذية لأن كثيرا من اللاعبين تأثروا من فترة التوقف الطويل، نمتلك فريقا للكبار الأساسي وفريق الرديف تحت 21سنة وفريق الشباب تحت 18 سنة وفريق الناشئين تحت 16 سنة وفريق الأشبال تحت 13سنة وفريق الأمل تحت 10 سنوات وحاليا نجهز فريق الرديف تحت 21سنة وفريق الناشئين تحت 26 سنة لبطولة العلوي الدولية “بطولة المواهب” ، وفي هذا الجانب خاطبنا سعادة والي ولاية طاقة وكان الرد إيجابيا وكذلك خاطبنا عددا من الشيوخ والأفراد الداعمين ونقدم لهم الشكر لاهتمامهم”.
وحول دور الجهات المعنية في دعم الأكاديمية أكد أن دعم الجهات يكاد يكون معدوما، حيث طالبنا بالمساعدة من بعض الجهات المعنية في توفير الملاعب وكذلك توفير سكن للاعبين من ولايات حاسك وسدح والجازر في الشهر 4 أيام لكي يتسنى لهم الانخراط في التدريبات والتعود على أجواء البطولات والمنافسات ولم نتلق أي رد كذلك موضوع نقل اللاعبين، ومن هذا المنطلق نناشد كل من هو مهتم بالرياضة في ولاية طاقة بدعم الفرق الأهلية بالولاية، فريق شباب طاقة الرياضي لديه بطولتان خلال أقل من أسبوعين والبطولة على مستوى المحافظة ومن ثم فريقان يتأهلان إلى محافظة مسقط والبطل يتأهل إلى تركيا وهذا حلم جميع الفريق وطموح فريقنا وسوف يكون لنا بصمة في البطولة، ونطالب بالتكاتف والتعاون ودعم الجميع”.

وأكد سالمين بن سعيد سالمين الغزال مدرب أكاديمية الجرينتاء لكرة القدم ، أن الأكاديميات لها أدوار مهمة في السلطنة والعالم بشكل عام، وقال: هدفي من خلال هذه الأكاديمية هو صقل المواهب والاهتمام بها وتطويرها كرويا وثقافيا، من أجل إقامة الأكاديمية تحتاج إلى مجلس إدارة وتوفر المادة بالإضافة إلى الدعم من قبل الأعضاء والاتحاد العماني، حيث إن رأس المال هو أحد العوامل الأساسية في نجاح أهداف الأكاديمية من حيث التعاقد مع مدربين ذوي خبرة في تأهيل وتأسيس المراحل السنية”.

وأشار إلى أن جائحة كوفيد 19 أثرت بشكل كبير وواضح على مستوى اللاعبين من مختلف الجوانب ولكن لله الحمد استطعنا اجتياز هذا الأمر من خلال وضع خطة وهي استكمال اللاعبين تمارينهم في منازلهم وكنا حريصين على ذلك وفي بعض الأوقات نجري تمرينا جماعيا وفق الإجراءات الاحترازية دون تشكيل الخطورة على اللاعبين من خلال تقسيم اللاعبين على مجموعتين”.
وحول دور الجهات المعنية في مد العون لإنجاح إقامة الأكاديمية قال: أتمنى من الجهات المعنية النظر في هذا الجانب، وأن يجدوا لنا الحلول المناسبة كونهَا تملك الخبرة والإلمام الأكبر في هذا الجانب”.
وأتم: أمنيتي تواجد ملعب للأكاديمية وهذا مطلبي كمدرب ومسؤول عن هذه الأكاديمية، حيث إن كرة القدم أصبحت تشكل جزءا من حياة ومعيشة الفرد”.