
كتب- محمد بن عبدات
لظروف صحية اعاني منها منذ أيام ابتعدت بعض الشيء عن الكتابة مجبرا، إلا أن القضية التي فرضت نفسها في أفق رياضتنا خلال الأسبوعين الماضيين وأقصد هنا إقامة بطولة كروية خاصة لأندية عدن في وقت متزامن مع انطلاق الدوري اليمني، جعلتني أتحامل على آلامي لأكتب لكم رأيي الذي ربما يختلف عن ما ذهب إليه الكثيرون الذين صنفوا ذلك لأبعاد مناطقية أو سياسية، أو غيرها في ظل الأزمة التي تعصف بالبلاد والمتغيرات الكثيرة على الساحة.
ولكن حين تأخذ المسألة من زاوية المهتم والمتابع للمناشط الرياضية والعمل الرياضي بصورة عامة ستجد أن الموضوع مختلف تماما فأندية عدن وهي صاحبة الريادة والتاريخ، حيث عرفت عدن وأهلها الرياضة وكرة القدم على وجه الخصوص منذ أكثر من قرن ونيف من الزمن عبر المستعمر البريطاني أي قبل دول أوربية وليس عربية وبالتالي لمدينة عدن تاريخ كبير مع الرياضة، ربما لم يستغل أو يستثمر منذ عقود طوال بالصورة المطلوبة، وعند هذه النقطة يطول الشرح.
لهذا نرجع ونقول إن ما أقدمت عليه أندية عدن من خطوة تصاعدية تجاه اتحاد الكرة الذي يتربع على قيادته ثلاث شخصيات هم أقرب إلى عدن أكثر من غيرهم وأقصد ابن محافظة أبين السيد أحمد العيسى رئيس الاتحاد ونائبه ابن دوعن الحضرمي الحديدي السيد حسن باشنفر ومعهم ابن عدن نفسها الدبلوماسي والرياضي دكتور حميد شيباني الذي يشغل منصب امين عام الاتحاد وهؤلاء الثلاثة هم صناع القرار بدرجة رئيسية في دهاليز اتحاد الكرة وبيدهم من وجهة نظري الحل لهذه الأزمة التي أرى أنه لاداع لمواجتها من قبلهم غير بشيء من المرونة والحكمة فالتسرع في إقامة الدوري في ظل موقف واضح وصريح من أندية عدن أرى أنه ليس في مصلحة الرياضة، بل إن الإصرار على ذلك ربما يولد شرخا من الصعوبة بمكان في قادم الأيام أن تتلافى اتساعه.
لهذا على قيادة اتحاد الكرة اليمني ومثلما قلت في أطروحات سابقة أن يراجع خطواته القادمة بخصوص الدوري ويقايس، حتى لاتتدربك كثير من الأمور ليس في الشأن الرياضي فحسب ولكن في أمور شتى، فالرياضي والمواطن في هذا البلد بصورة عامة أصبح لا يرى في الوطنية غير شعار كاذب لايستفيد منه غير ثلة أو مجموعة من البشر لايكترثون بظروف وواقع هذا الوطن والمواطن أكثر من مصالحهم وكم سوف يزيد في أرصدتهم في البنوك في ظل شعب يموت من القهر والفقر والظيم ويصب كل يوم لعناته على هؤلاء الذين أوصلوا حال البلاد والعباد لهكذا صورة يبكي من منظرها العدو قبل الصديق.
لذلك فالرياضة هي آخر نافذة يطل منها هذا المواطن المغلوب على امره ليستمتع لبعض لحظات من الزمن بشيء يخرج به عن هموم ومشاق ومعاناة تحيط به من كل زاوية، لذلك نقول إن أندية عدن لم تكن في قارب غير شرعي فهي تقف إلى جانب أندية أخرى في المدينة طالتها بعض القرارت الاتحادية التي أرى أنه لاداع لها في مثل هكذا توقيت وبغض النظر في صواب أو خطأ تلك القرارات فإن الأجدر معالجة الأمر بشيء من العقلانية التي تنصب في الصالح العام لرياضة هذا البلد الممزق والمطحون بظروف صعبة أراد الله أن تحل به ربما من أعمال وخبث وشر البعض منا..
لهذا أرى أن تكون هناك كلمة فاصلة تعيد المياه لمجاريها بصورة صحيحة دون ضرر أو ضرار بهذا الطرف أو ذاك وفقا ولوائح وقوانين تستند إليها وزارة الشباب والرياضة في مسألة انتخاب أو تعيين الهيئات الإدارية للأندية، مع ترتيب آلية جديدة لإقامة المسابقة الكروية في وقت لاحق وليس هناك خجل أو عيب في إعلان ذلك خدمة للصالح العام، فيكفي البلاد آلام وأوجاع وتشرذم..
أخيرا .. ليس معي من قول غير للجميع محبتي واحترامي والله من وراء القصد.