لعن الله الإصابات يا عثمان..

كتب – محمد مبارك

لا شك أن عثمان ديمبيلي سئم حاله تلك التي يخرج فيها من إصابة ليدخل في أخرى ومن مستشفى إلى آخر حتى مل سيرتها وبدت وكأنها لا متناهية، فالفتى الأسمر النحيل الذي قاده التمرد إلى برشلونة وهو على حق، فحب البلاوجرانا يلزم ركوب الأهوال والأخطار، آن لكرة القدم أن تنصفه.

تمرد عثمان على بروسيا دورتموند النادي الذي أظهره لعالم كرة القدم والذي خط معه بداية لقصة لاعب كان من الممكن أن تحكى سيرتها إلى ما شاءالله فهو يتميز بالسرعة ومرونة الحركة وسهولة المراوغة كما أنه يجيد اللعب بساقيه الاثنتين.

شاهدته في آخر مباراة لعبها ضد بنفيكا في دوري الأبطال تحت قيادة المايسترو تشافي هيرنانديز وقلت في نفسي لعن الله الإصابات يا عثمان قد حرمتنا الكثير، في بضع دقائق قدم سحرا يضاهي أساطير كرة القدم ولا ينقص منه شيء فما بالك لو كان ذلك في سنين الإصابات التي خلت.

وإنه لعمري أمر عجيب وغريب ذلك الذي يحول لاعبا موهوبا  إلى جسدا ارتكن للاصابات يطل على الملاعب مع كل مدرب جديد لفريق برشلونة والذي أصبح عادة في الأعوام الأخيرة.

تحدث يومها الكابتن هيثم فاروق، أي في المباراة تلك، محلل قنوات بين إن سبورت قائلا: ” إن الإصابات في عقال ديمبيلي وليست في جسده” في الحقيقة هذا أعمق تشخيصا لحالة اللاعب فالذي يحدث معه لا يستوعبه عقل خصوصا إذا اعتبرنا أن تواجده مع دورتموند  كلفه إصابة واحدة إذا لم تخني الذاكرة”.

عثمان الذي امتدحه أعظم أسطورة حية في كرة القدم الأرجنتيني ليونيل ميسي وقال عنه إنه لاعب كبير، والكثير من نجوم كرة القدم أشادو بقدراته، يتعرض باستمرار لشتى أنواع التنمر على السوشيال ميديا ولا شك أنه يتابع ذلك ليعمق من الحالة النفسية التي يعيشها مع الفريق الكتالوني.

ما يعشيه اللاعب الفرنسي من جحيم، له يد فيه، فقد عرف عنه اللامبالاة والاستهتار وعدم الالتزام بمواقيت التدريبات، حتى أنه في آخر مباراة الأبطال ضد بنفيكا، التي ذكرنا آنفا التحق بالتدريبات بعد الظهر في وقت أعلن تشافي عن عقوبات لهكذا سلوك.

الأخبار التي ترد من البيت الكتالوني تقول بأن ديمبيلي لا يريد البقاء ويرغب في الرحيل مجانا إلى الدوري الانجليزي حيث الوجهة الأقرب مانشستر يونايتد وهو أمر غير مستبعد، فالتمرد بات ملازما له أو لعله هروبا من واقع يشبه الدوامة، غير أن تشافي الذي يمسك بزمام الأمور متفائل بتجديده لسنوات أخرى.

وهذا الأخير إذا ما بقي عثمان عليه أن يضبط سلوكه ويخرجه من حالته النفسية وهو حقيق بذلك فلطالما مثل تشافي الالتزام والمثابرة في عالم كرة القدم، وياليت الإصابات تغادره غير مأسوف عليها لنستمتع بما يمتلكه الفتى فيما تبقى من سنينه الكروية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى