
كتب: خليل التميمي
شهدت ملاعبنا يوم الأربعاء 22 ديسمبر حدثا مؤلما بفقدان أحد اللاعبين الخلوقين (مخلد الرقادي) رحمة الله عليه الذي توفي في ملعب المباراة قبل مواجهة مسقط والسويق على استاد السيب. وهنا أكتب عن (7) محطات هامة واكبت الحدث الأليم.
المحطة الأولى
معاناة دورينا مع سيارات الإسعاف وآلية تنسيق تواجدها في ملاعب المباريات، والوقت الذي من المفترض أن تكون معه موجودة في أرضية الملاعب. هل من المعقول أن تصل سيارة الإسعاف قبل بداية المباراة بدقائق قليلة، أو يضطر الحكم في بعض الأحيان إلى انتظار وصولها وعدم البدء في المباراة؟!
المحطة الثانية
دائما نقول إن الأقدار بيد الله، ولكن الحادثة المؤلمة بوفاة لاعب نادي مسقط مخلد الرقادي في استاد السيب قبل المباراة، هو رسالة إلى الجميع بداية من رأس الهرم المسؤول عن الرياضة في عمان حتى نصل إلى اللاعبين الذين يمثلون الضحية، والملقى على عاتقهم بذل الجهد الكبير سواء من خلال التدريبات اليومية ومن خلال المباريات المضغوطة.
المحطة الثالثة
ما حدث بعد وفاة لاعب نادي مسقط مخلد الرقادي والحزن الكبير الذي غشى كافة الرياضيين، وتعاطف الجماهير سواء المتابعة للرياضة أو غير ذلك، نرى في الجانب الآخر عدم وجود ردة فعل ولو في يوم الوفاة من المعنيين بالكرة، ونرى مباراة أخرى من دوري عمانتل في نفس الملعب الذي توفي فيه اللاعب وبعد أقل من (3) ساعات، وكأنهم لا يدرون بأن عددا من لاعبي نادي عمان والسيب هم أصدقاء للمرحوم، بأي نفس يلعبون بعد هذا الموقف.
المحطة الرابعة
الكل شاهد الجمع الغفير الذي تواجد في (المقبرة) للوداع الأخير لجثمان المتوفى رحمة الله عليه، وهذا يدل على إنسانية الحاضرين وأخلاق المرحوم، وللعلم هناك برنامج إذاعي رياضي تم إلغاؤه من أجل المشاركة في مراسم الدفن، وهناك من يرى أن استمرار دورينا مهم جدا ولا مجال للتوقف، لا أدري ما السبب، ولكن أدركت لاحقا أن “الحكيم” غاب عن اتخاذ القرار الصعب رغم أن القرار جاء من مسؤول عن دورينا (حسب ما وصلني).
المحطة الخامسة
تفاعل وسائل التواصل الاجتماعي بكافة أنواعه حول الحدث المؤلم والفراق الذي شهدناه في فقدان أحد اللاعبين، تويتر وصل إلى “ترند” لأكثر من (24) ساعة، جروبات الواتساب تفاعلت بقوة مع الحدث وضجت كثيرا، وصبت جام غضبها على المعنيين في الاتحاد العماني لكرة القدم وعلى سوء التصرف الذي حدث والمقصرين في أداء الواجب، التفاعل وصل إلى كافة الصحف المحلية وعدد من الصحف الخليجية والعربية، ناهيك عن التعازي التي وصلت من مجموعة كبيرة من الأندية المعروفة على مستوى الوطن العربي أبرزها الهلال السعودي.
المحطة السادسة
تم مواراة جثمان المتوفى رحمة الله عليه، وعلينا تقديم العزاء وخالص الدعاء له، ولكن ماذا سوف نرى بعد هذا الموقف الأليم، هل سيكون هناك دروس مستفادة من هذا الموقف خوفا من تكرار مثلها، وهل سنجد تغييرا في توقيت وصول سيارة الإسعاف، وهل سوف يتواجد طاقم طبي متخصص في كل ملعب يستضيف مباراة، وهل سوف تطبق الفحوصات الخاصة للاعبين بشكل دوري للاطمئنان على سلامتهم، أم أن الحادثة ستمر مرور الكرام كسابقتها، وآخرها كورنا الذي واجهوا تفشيه بـ “مقياس الحرارة” في كل ملعب كإجراء احترازي.
المحطة الأخيرة
نرفع أيدينا إلى الباري عزوجل قائلين : (اللَّهُمَّ، اغْفِرْ له وَارْحَمْهُ، وَاعْفُ عنْه وَعَافِهِ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بمَاءٍ وَثَلْجٍ وَبَرَدٍ، وَنَقِّهِ مِنَ الخَطَايَا كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِن دَارِهِ، وَأَهْلًا خَيْرًا مِن أَهْلِهِ، وَزَوْجًا خَيْرًا مِن زَوْجِهِ، وَقِهِ فِتْنَةَ القَبْرِ وَعَذَابَ النَّارِ)، آمين يارب العالمين.