استاد مؤسسة قطر جوهرة الحاضر وإشراقة المستقبل

 

 

توووفه – وليـد العبـري

 

خامس الملاعب التي تم الكشف عنها من أجل استضافة نهائيات كأس العالم 2022 هو استاد مؤسسة قطر وذلك في الذكرى السنوية الرابعة لفوز قطر بشرف تنيظم هذه التظاهرة العالمية، استاد أكثر من مجرد حقل لممارسة كرة القدم حيث يعتبر أيقونة عصرية يتوسط مكان تعول عليه البلد كثيرا لصنع “قطر الجديدة” داخل حرم المركز الحيوي للمعرفة والابتكـار وستصل الطاقة الاستيعابية لهذا الملعب 40 ألف متفرج وسيستضيف مباريات دوري المجموعات وحتى الدور ربع نهائي من المونديال.

 

تحفة بصبغة إسلامية

 

تم الكشف عن تصميم هذا الملعب في الثاني من ديسمبر عام 2014 حيث أعلنت حينها اللجنة العليا للمشاريع والإرث ومؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع أنه يرسم تصميمه فصلاً من تاريخ الفن المعماري الإسلامي الغني، إذ تتميز واجهته بالمثلثات التي تشكل زخرفات هندسية متشابكة كخطوط الألماس تعكس نور الشمس، وتبدي تغيراً في ألوانها كلما تغيرت الزاوية التي تطل منها أشعة الشمس أثناء دورانها في السماء من الشروق إلى الغروب،  ولأنه مستوحى من الألماس، يمثل تصميم الاستاد الجودة، والمتانة، و المرونة.

 

وسيضمن الشكل الذي رسم عليه هذا الاستاد المتميز أن يعيش المشجعون شغفهم بكرة القدم في كل منافسة قوية تشهدها المباريات التي ستجري عليه، وسترتفع جوانب الاستاد في هيكل يلف أرضية الملعب من كل الجهات، لتساعد بذلك نظام التبريد المتطور، وتجعل المشجعين في المدرجات أقرب ما يمكن من قلب الحدث، لتتماوج هتافاتهم وأهازيجهم في أرجاء الاستاد في مشهد كروي غاية في الإثارة.

 

وقع الاختيار على موقع إنشاء استاد مؤسسة قطر داخل المدينة التعليمية بكل عناية، آخذين بالاعتبار إمكانية الوصول إليه لدى الجميع، وخاصة المشجعين من ذوي الإعاقة. مهما كانت طريقة وصولهم إلى الاستاد، ما على المشجعين بعد ذلك سوى السير في ممر قصير مظلل بالأشجار المزروعة على جانبيه للجلوس في مقاعدهم، ما يمنحهم الوقت الكافي للاستمتاع بإطلالة رائعة على المكان.

 

ومن مميزات موقع الاستاد في قلب المنطقة المحيطة به أنه سوف يبقى الوجهة الرئيسية لأبناء المجتمع لأعوام طويلة بعد انتهاء بطولة كأس العالم لكرة القدم ٢٠٢٢، حيث ستكون ملاعب التدريب، وملاعب كرة السلة وكرة التنس، وغيرها من المرافق الرياضية التي تزيد من حيوية المكان خارج الاستاد متاحة أمام المجتمع الأكاديمي المحيط، وتضم المدينة التعليمية المقر الرئيسي لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع وهي أحد الشركاء الرئيسيين للجنة العليا للمشاريع والإرث.

 

 

منشأة صديقة للبيئة

تعتبر المدينة التعليمية حيث يقع استاد مؤسسة قطر مثالاً حياً لالتزام قطر بمعايير الاستدامة، فكل شيء  يهدف لتعزيز بناء مستقبل صحي أخضر للجميع، مثل المساحات الخضراء الشاسعة، ووجود المقر الرئيسي لمجلس قطر للمباني الخضراء، والمرافق الرياضية عالمية المستوى المتاحة لاستخدام عامة الناس. هذا ما يوضح جلياً لزوار المدينة التعليمية أنها تعمل بجد لتكون رائدة في العديد من المجالات، لاسيما مجال الاستدامة، وأن العمل الجماعي لتحقيق هدف مشترك من الممكن أن يذهب بنا إلى مستقبل مشرق.

 

وإذا كان كل ما يحيط بالملعب مصدر إلهام للمحافظة على البيئة، فمن الطبيعي أن ينهض الاستاد بمجال الاستدامة وأن يكون مثالاً يحتذي به مطورو الاستادات حول العالم. من خلال تقنية الخلايا الكهروضوئية المبتكرة المدمجة في السقف، سيقود الاستاد المسيرة نحو استخدام الطاقة الشمسية لإنتاج طاقة متجددة ستُستخدم في توليد الكهرباء وتسخين المياه، وتشغيل الاستاد ومركز الرياضات البحرية والمراكز الرياضية المغلقة المجاورة.

 

وإلى حين الانتهاء من بناء هذا السقف، لا تدخر اللجنة العليا للمشاريع والإرث جهداً بالإسهام في ممارسات الإنشاء الخضراء الصديقة للبيئة، حيث سيأتي ٢٠٪ على الأقل من المواد المستخدمة في مشروع الاستاد من مصادر مستدامة. إضافةً إلى ذلك، سيتم شراء ٥٠٪ من المواد الخشبية من مصادر تتبنى ممارسات إدارة الغابات المستدامة، كما سيتم شراء ٢٠٪ من مجموع المواد من مصادر إقليمية، بحيث نساهم في التقليل من انبعاثات الكربون الناتجة عن الاستاد.

 

مواصلة استكمال المشروع

 

 

تتقدم الأعمال الإنشائية في استاد مؤسسة قطر بوتيرة سريعة، حيث تحرص فرق العمل على أن تتوّج جهودهم في الحصول على صرح مبتكر حقاً، يليق ببطولة كأس العالم لكرة القدم الأولى في الشرق الأوسط، وبدأ في نهاية شهر مارس الماضي أعمال تركيب 52 عموداً من الأعمدة الفولاذية على شكل رقم 7، وقد جرى تصنيع الأعمدة في الصين من قبل مجموعة شنغهاي للإنشاءات قبل شحنها إلى قطر، وتم تصنيع الأعمدة بثلاث ارتفاعات مختلفة، إذ يبلغ طول العمود 17 متراً، ويبلغ وزن أكبرها 14 طناً تقريبا، وفي إنجاز آخر يعكس التقدم الملحوظ في أعمال بناء استاد مؤسسة قطر، جرى في الأسابيع القليلة الماضية استكمال بناء الحوض الخرساني  للاستاد.

 

إرث للمجتمع القطري

 

سيتم بعد انتهاء بطولة كأس العالم لكرة القدم ٢٠٢٢ تخفيض الطاقة الاستيعابية لاستاد مؤسسة قطر من ٤٠,٠٠٠ مقعد إلى ٢٠,٠٠٠، وستكون هذه العملية بغاية السهولة بفضل التصميم المتطور المركّب للاستاد، أما باقي المقاعد البالغ عددها ٢٠,٠٠٠ فستكون رافداً قوياً لتطوير كرة القدم حول العالم، حيث ستستخدم لبناء منشآت رياضية في دول نامية.

 

وسيصبح استاد مؤسسة قطر المقر الرسمي لمنتخب قطر لكرة القدم للسيدات، ومن المتوقع أيضاً أن تضم هذه المنشأة مكاتب لمؤسسات غير حكومية تتخذ من الرياضة أداةً للتنمية. كان تسخير كرة القدم لتحقيق مثل هذه الأهداف الدافع الرئيسي وراء تقدم قطر بملف استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم، تماشياً مع رؤية قطر الوطنية  ٢٠٣٠.

 

سيزيد موقع الاستاد في قلب المدينة التعليمية من الانتفاع به على المستوى المحلي، حيث سيصبح مجمعاً رياضياً وترفيهياً واجتماعياً متميزاً، يجد فيه الطلاب وأبناء المناطق القريبة المكان الذي يقضون به أمتع الأوقات. كل من يعيش على أرض قطر، وحتى خارجها، سيتمكن من الاستفادة من إرث استاد مؤسسة قطر الدائم، سواء من خلال المشاركة في الأنشطة الرياضية المختلفة، أو إيجاد فرص عمل جديدة، أو حضور الفعاليات الثقافية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى