
توووفه– ترياء البنا
في حوار صريح وشامل مع المحلل الفني سيف الجابري يكشف الأخير عن تجربته الثرية التي قضاها في برنامج المجلس لتحليل جميع مباريات بطولة كأس العرب والتي أقيمت في دولة قطر قبل فترة وجيزة، كما وجه الجابري عدة رسائل للاتحاد العماني، وأيضا بين وجهة نظره من التجديد مع الكرواتي برانكـو.
س: بداية حدثنا عن البطولة العربية وتنظيم قطر لها؟ وما أهم أسباب نجاح التنظيم الذي أبهر الجميع؟
البطولة العربية واحدة من البطولات التي عاشت بين مطرقة الوقت وسندان الاعتراف بها بجانب ابتعاد الفرق العربية الكبيرة عن المشاركة بفرقها الأولى كاملة وذلك لمدة تقرب من الستين عاما.
لقد أصبحت في نظر الكثيرين بطولة ودية لا تحظى بأي اهتمام قاري أو دولي كونها لا تدخل ضمن اعترافات الفيفا، ناهيك عن عدم تأثيرها المباشر في احتساب نقاط التصنيف الدولي بجانب ضعف قيمة المشاركة بها ومحدودية مبلغ مكافآت أبطال البطولة.
هذا ما كانت عليه قبل استضافة دولة قطر للنسخة الأخيرة منها حيث عملوا على اقتلاع كل ما كان يعكر صفو إقامتها ماديا ومعنويا وجعلوا منها بطولة يتحدث عنها القريب والبعيد وأبدعوا في تنظيمها بشكل لافت للنظر كونها البطولة التجريبية لهم قبل استضافة نسخة التميز والجودة المتوقعة على أراضي دوحة الخير في نهاية العام المقبل بإذن الله.
ربطوا بها الجماهير وأتقنوا الخطاب الإعلامي الكروي فأصبحت كل البيوت العربية تتغنى بها وبما شاهدته من عمل جبار يفوق الوصف، وذلك كون دولة قطر تسابق الزمن لتكون واحدة من أهم المحطات الكروية في العالم أجمع، وهي تمتلك كل المقومات الاقتصادية المرتبطة بالمنشآت الرياضية والبشرية مع استمرار منهجية تتخطى كلمة التنمية في بلد لا يعرف المستحيل في قيادته وبين شعبه.
س: كيف تصف تجربتك في المجلس مع خالد جاسم ونخبة من الرياضيين العرب؟
تجربتي في المجلس مع راعي المجلس المتألق والأنيق خالد جاسم ليست هي الأولى فلقد كانت لي مشاركات سابقة في البطولة الأخيرة لكأس الخليج، وكذلك بطولة كأس العالم للأندية بجانب مشاركات أخرى سابقة قصيرة متنوعة حول بعض القضايا الكروية العمانية والدوري العماني، وبلا شك لقد اكتسبت ثقة أكبر وأجد أنني قدمت شكلا يليق بالناقد الرياضي الكروي.
المشاركة الأخيرة كون البطولة شهدت مشاركة الكثير من الإعلاميين المميزين من شتى الدول العربية ولظروف العدد الكبير كان واردا الظهور في فترات أقل مقارنة بالمشاركات الأخرى السابقة وهذا أمر طبيعي لبرنامج يبحث عن التجديد والتطوير مع قوة الطرح، بجانب أنه يعتبر الأول في الوطن العربي دون منازع، ويحتاج دائما النظر إلى الضيوف بحسب الحاجة والقضية، بجانب تحديد أولويات المشاركة سواء في تحليل المباريات أو مناقشة القضايا الأخرى عبر السهرات الرائعة للمجلس.
س: ما رأيك في المنتخبات العربية.. وماذا أضافت المدرسة الأفريقية للبطولة، خاصة وأنها كانت العامل الرئيسي لنجاحها والإثارة طوال منافساتها؟
المنتخبات العربية في شمال أفريقيا هي أكثر احترافية وإمكانيات بسبب قربها من القارة العجوز حيث قوة ومكانة كرة القدم بجانب رقعة المشاركين والممارسين والموهوبين فيها، وذلك أيضا نظير العدد السكاني الكبير الموجود في مصر والجزائر وتونس والمغرب .. بالطبع مشاركة تلك الفرق أضفت الشيء الكبير فنيا، وجعلت من البطولة شيئا مختلفا عما كانت عليه سابقا.
س: ما تقييمك للمشاركة العمانية بالبطولة، أهم المكتسبات والسلبيات التي ظهرت ولم تعالج، ورأيك في تجديد تعاقد برانكو إيفانكوفيتش لموسمين قادمين؟
مشاركة منتخب عمان كانت إيجابية على صعيد التنافس وإضافة عدد مباريات أكثر للاعبي المنتخب بجانب أنها فرصة لرؤية بعض اللاعبين غير الأساسيين أمثال أحمد الكعبي وأرشد العلوي والحارس إبراهيم المخيني، ولذلك هنالك فوائد كثيرة.
السلبيات أيضا موجودة واتضح لنا سلبية برانكو في قراءة بعض المباريات وضعفه في إجراء بعض التغييرات عندما يشتد الوطيس في نهايات وقت بعض المباريات،. ولعل المشاركة قد تفيد المدرب في الوقوف على التشكيل المناسب في قادم الوقت.
أما مسألة التجديد معه يجب أن ترتبط بأهداف واضحة إن كانت موجودة وملزمة للجميع فلا بأس، وإن كان التجديد بدافع أنه جيد وأعجبني فقط دون تحديد الأهداف فالأمر سيقود إلى الفشل لا شك في ذلك، طالما لم نسمع عن الأهداف الموضوعة له فلا أستطيع إلا القول بأن الصفقة غير ناجحة أبدا.
س: ما رأيك في الأولمبي العماني، وكيف يمكن إعادة ترميم الفريق بعد مرحلة إخفاق مخيفة؟
الأولمبي فقد كثيرا من قوته وهيبته بسبب أننا سلمنا رقبتنا كلها لبرانكو وقررنا أن نتعاقد مع واحد من أبناء بلده ومدرسته كما يقول البعض دون النظر إلى السيرة الذاتية لذلك المدرب والذي أعاد منتخبنا سنوات من العمل إلى الوراء .. نسأل الله أن يعين من يأتي بعده لتصحيح تلك المسائل وإعادة الشكل الذي كان عليه.
س: حدثنا عن رؤيتك للكرة العمانية خلال الفترة القادمة التي تسبق كأس آسيا وكأس العالم، وما أهم النقاط التي يجب الاشتعال عليها من الإدارة الفنية؟
منتخبنا الوطني الأول يملك المقومات من اللاعبين الموهوبين ومن عناصر الخبرة، ودون قدرة برانكو على تجهيز وصنع مهاجم قناص أمام المرمى سيضعف الفريق في قادم الوقت، ولذلك يحتاج المنتخب إلى عمل أكبر مرتبط بمباريات ودية قوية حتى نستطيع تجاوز ما قمنا به من نجاحات سابقة عبر بوابتي التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم أو بطولة أمم آسيا.
س: ما هي رسائلك لاتحاد الكرة، والمدير الفني للمنتخب، واللاعبين، والجمهور العماني؟
رسالتي للاتحاد ألا يترك الحبل على الغارب مع المدرب برانكو، وأن يقف على طلباته ومتطلباته من مبدأ الشراكة والمشاركة في اتخاذ القرارات غير المرتبطة بالتدخلات طبعا في عمله الفني وخاصة في المباريات الرسمية.
وعلى الاتحاد تكوين لجنة حقيقية تقف إلى جانب المدرب في اتخاذ القرارات الفنية حتى يظهر منتخبنا أكثر وعيا وتنظيما مما عليه الآن.
وأرجو من اللاعبين الاستبسال في الدفاع عن ألوان العلم العماني والبحث عن التميز والفوز فقط، والابتعاد عن السهر وترتيب الأولويات التدريبية، وتنظيم الغذاء الصحي المناسب.
وأتمنى من جمهورنا الصبر والمثابرة على المؤازرة دون توقف مع الفوز أو الخسارة، وخاصة أثناء المباريات الرسمية التي تقام على أرضنا.