كتبت- ترياء البنا
انهيار عم العالم في 2020 على كافة المستويات، تدهورات وخسائر بشرية ومادية، شلل أصاب الحياة بسبب اجتياح كوفيد 19، وهو الحدث الذي لا يتكرر إلا كل مائة عام، وأصبح حديث الجدل حول ماهية الفيروس والمتسبب به والهدف من ورائه إلم يكن طبيعيا، والمستفيد والخاسر من تلك الصفقة( إن اعتبر كذلك)، بشكل مبسط أصبح محور الحديث عالميا حول صحة وسلامة الإنسان من تلك الجائحة.
وسط تلك الأحداث المرعبة، كان هناك رجل واحد مثل له 2020 علامة فارقة في مشواره الكروي، وحياته عامة، حين حقق كافة الإنجازات التي قد يحلم بها لاعب على المستويين الفردي والجماعي، باختصار كان 2020 عامه الاستثنائي، إنه ماكينة الأهداف البولندي روبرت ليفاندوفيسكي نجم بايرن ميونيخ، حيث حصل على جائزة أفضل لاعب في العالم، وسبقها تحقيق لقب الدوري وكان هدافه بـ34 هدفا، وكأس ألمانيا 6 أهداف، ودوري الأبطال 15 هدفا، معادلا بذلك رقم يوهان كرويف مع أياكس أمستردام موسم 1971/1972.
كما حصد العديد من الجوائز الفردية، أفضل لاعبي بطولات أوروبا للأندية، والأفضل في استفتاء مجلتي وورلد سوكر الأمريكية وفور فور تو الإنجليزية، أفضل لاعب في ألمانيا، الأفضل في البوندسليجا، أفضل أسيست بدوري الأبطال بـ6 تمريرات حاسمة، كما عادل رقم كريستيانو رونالدو بتسجيل 9 أهداف خارج الديار في نسخة واحدة من البطولة الأوروبية، وكان ضمن التشكيلة الأفضل للموسم، كما نجح في الحصول على الماجستير في التربية الرياضية.
ولم يتوقف البولندي الخارق عند هذا الحد، فواصل التألق، فتوج بكأس العالم للأندية وكان الأفضل في البطولة، وأنهى الموسم الماضي في صدارة الهدافين للموسم الرابع تواليا، محققا اللقب ومحطما رقم الأسطورة جيرد مولر بتسجيل 41 هدفا في 29 مباراة، ورغم تعثر المنتخب البولندي الذي سيخوض ملحق التأهل لكأس العالم قطر 2022، تألق ليفا خلال التصفيات وأحرز 8 أهداف وصنع 4، كما حقق الحذاء الذهبي لأفضل هداف، وأصبح ثاني لاعب يسجل 300 هدف في البوندسليجا( بروسيا دورتموند و بايرن ميونيخ)، وحتى الآن سجل 82 هدفا بدوري الأبطال، 39 في كأس ألمانيا، و74 مع المنتخب البولندي، وتبقى له لقب واحد ليعادل مرات فوز جيرد مولر بلقب هداف الدوري ( 6 مرات مقابل 7 لمولر).
تحطيم أرقام وإنجازات قادت نجم البايرن لتسجيل عام آخر استثنائي حين تفوق للمرة الثانية تواليا، على نجوم الكرة، خاصة ليونيل ميسي ومحمد صلاح (القائمة النهائية للجائزة)، وفاز بجائزة أفضل لاعب في العالم، ولازال أمام صاحب الـ33 عاما المتسع لمواصلة التألق وتحطيم الأرقام، وهذا ما أكده هو نفسه حين قال” لم أفكر من قبل في تسجيل هذا العدد من الأهداف في البوندسليجا، ولكن مع الإدراك المتأخر يمكنني أن أفكر بها لوقت أطول”.