كتبت- ترياء البنا
المدربون جميعهم أكفاء، ليس هناك مدرب لا يمتلك الإمكانيات الفنية، ولكنها بالطبع متفاوتة، ليس المقصود من التفاوت هنا الأفضلية وإنما في التفاصيل التي تميز كل مدرب.
أؤمن بشدة أنه يجب أن يتم اختيار المدرب وفق الاستراتيجية التي يضعها النادي وتتضمن الأهداف والآليات التي تحققها، بمعنى أنه هناك أندية هدفها الاستثمار في العنصر البشري( اللاعبين)، وربما لا يهمها الدرجة التي تتواجد بها في المسابقات المحلية، وهذه بدورها تحتاج إلى مدرب بناء، يبني لاعبا صغيرا ويثقله ليقدمه نجما لفريق آخر يبحث عن بطولات ويكون النادي قد حقق هدفه الذي سعى إليه بالاستفادة المادية.
وهذا الوضع يشير بذاته إلى ناد آخر هدفه حصد البطولات فتكون غايته توفير لاعبين نجوم يحتاجون فقط مدرب بطولات يشتغل على العناصر المتميزة التي تستطيع حصد الألقاب، فهو مدرب يعمل على أرضية ممهدة لا يشغل باله بمتابعة مباريات واختيار لاعبين يطبق عليهم فكره.
بينما هناك أندية هدفها مختلف وهو الجمع بين البقاء وسط الكبار بدوري الأضواء، والجانب الاستثماري وهي التي تستعين بمدرب يستطيع الجمع بين تحقيق النتائج الجيدة وإخراج لاعبين شباب، فيطبق الاستثمار ويظل مستقرا في منطقة دافئة تقيه مغبة الهبوط.
ولكل مدرب من هؤلاء مزيات تختلف عن الآخرين، فلكل منهم ملعبه الذي يجيد اللعب به، وإحقاقا للحق، هناك رجل واحد، مدرب متفرد يجمع كل صفات المدرب الناجح، فيبني جيدا ويخرج من بين الركام شبابا متميزين، وهو أيضا مدرب بطولات حتى لو كان العنصر المتوفر معه غير قادر على تحقيق هدفه، ولكن هذا فقط في البداية، فبالنظر إلى ظفار الموسم الماضي، نستطيع القول بأن رشيد جابر تفوق على نفسه وسط ظروف وواقع فرض عليه، لم يتحجج ولم يتكلم، بل عمل واجتهد وفق المتاح أخرج شبابا ينتظرهم مستقبل واعد، وأعاد البريق لنجوم كادت تتوارى عن الأنظار، وظل متشبثا بالمنافسة في المسابقتين المحليتين للأمتار الأخيرة، ولكن الحظ لم ينصفه، كما أنه رغم الصعوبات ظهر بشكل غير متوقع ببطولة كأس الاتحاد الآسيوي، ولولا ما شاهدناه من ظلم خلال بعض المواجهات ربما كان الزعيم تأهل بالبطولة.
في الختام… بما لا يدع مجالا للشك، رشيد جابر مدرب قدير، جميع عشاق الزعيم يدركون قيمته جيدا، فهو الوحيد القادر على قيادة دفة بيته وعشقه ظفار بأقل الإمكانيات، وإذا توفرت له الأدوات فهو قادر على حصد البطولات، فهو بلا أدنى شك أفضل المدربين الوطنيين القادر على مقارعة كبار المدربين الأجانب والفوز عليهم.