
توووفه- ترياء البنا
أزمة عابرة بالاتحاد العماني للكرة الطائرة، بإعلان خمسة من أعضاء المجلس المنتخب استقالة جماعية، وهو ما كان سيترتب عليه حل المجلس وفقا للمادة 44 من النظام الأساسي للاتحاد، ولكن بين طرفة عين وانتباهتها تراجع أحدهم عن قراره وهو ما يعني استمرار المجلس مع انتخاب 4 أعضاء فقط( وفق البند 1 من المادة 44) بدلا عن الذين تمسكوا بقرارهم، والذي بني على تفرد الرئيس الحالي للاتحاد إبراهيم المقبالي باتخاذ القرارات، وعدم توفر بيئة العمل المنظم محدد الأدوار والمسؤوليات( حسبما صرح مصدر مؤكد من داخل الاتحاد).
المشكلة انتهت، ولكنها لا يجب أن تمر مرور الكرام العابرين، لأنها تبين خللا كبيرا في العمل الرياضي الذي تأكد أنه يدار بالعلاقات الودية البعيدة عن الاحتراف الوظيفي الذي يخدم رياضة السلطنة، خاصة وأن مصدرا مقربا من الاتحاد أكد أن الصراعات داخل المجلس بدأت منذ اليوم الأول، ولن تنتهي عند ذلك الحد.
توووفه التقت الدكتور سليمان البلوشي لتوضيح الأسباب الرئيسية للخلل في القطاع الرياضي العماني وما أظهرته أزمة اتحاد الطائرة.
والذي استهل: القطاع الرياضي يعاني انحدارا واضحا للعيان، وهذا أثر بشكل مباشر على الاتحادات الرياضية التي جاءت بعد النظام الأساسي الذي وضعته الوزارة قبل انتخابات الاتحادات الأخيرة، منذ البداية تحدث الكثيرون عن تواجد إشكاليات على مستوى هذه الأنظمة لأنها لم تنجح في حل المشكلات السابقة، فلم تغير شيئا، ورغم ذلك مضت الوزارة( وهي الضابط والمنظم الأول للقطاع الرباضي) في الأمر رفقة الجمعيات العمومية والتي تتحمل المسؤولية الأساسية في كل ما يطفو على السطح.
وأضاف: أما بالنسبة للاتحادات فعملها يتأسس من الأندية فإذا كانت الأندية في وضع صحي جيد، ينعكس ذلك على الاتحادات، ولكن الملاحظ أن الأندية تعاني، وهي التابعة للوزارة عكس الاتحادات التي تتمتع بشيء من الاستقلالية، ولكن في الفترة الأخيرة تدخلت الوزارة من خلال النظام الاسترشادي وحاولت فرضه، وما يحدث الآن في قطاع الرياضة نتيجة طبيعية للتراكمات السابقة والتي مازالت تحدث، وتسببت فيها الجمعيات العمومية والوزارة.
وأردف: ما حدث في اتحاد الطائرة أمر طبيعي يؤكد عدم وضوح الأدوار والمسؤوليات، وعدم وجود ما تحدثت عنه الوزارة وهو الحوكمة، التي غابت تماما على مستوى الاتحادات الرياضية وبالتالي الخلافات أمر بديهي.
وتابع: أتمنى من الوزارة والجهات المسؤولة عن القطاع العمل على تحسين أوضاع الأندية لتكون البيئة الرياضية جيدة، لأن الوزارة هي المنظم المخول بالتأكد من أن كل فرد داخل منظومة العمل يقوم بدوره لتحقيق الأهداف المنشودة والتطور المطلوب، ولكن للأسف الوزارة لا تعرف ما تريده وهذا مكمن الخلل، ولذا أي تطور لن يحدث إلا إذا تم الاهتمام باللبنة الأولى وهي الأندية التي تذهب مخرجاتها إلى الاتحادات.
وأكمل: الانتخابات من الظواهر غير الطبيعية خلال الفترة الماضية، فاختيار الأشخاص فيها اعتمد على العلاقات الشخصية وتبادل المصالح، وهذه أخطاء متكررة للجمعيات العمومية، لذا إذا أردنا التطور لابد التأكد من أن الأندية تعمل وفق منظومة واضحة تساهم في ذلك، وهذا يمكن للوزارة تلمسه من خلال الممارسات داخل الأندية، اختيارات الجمعيات العمومية ضعيفة لأن الجمعيات نفسها ضعيفة، وهذا الضعف ينتقل إلى مجلس إدارة النادي والذي ينقله بدوره إلى الجمعيات العمومية للاتحادات حتى يصل إلى اللجنة الأولمبية، فهي منظومة متسلسلة، في ظل غياب دور الوزارة المخيب للآمال وكأنها غير معنية بالأمر.