
كتب: محمد بن عبدات*
هناك من ينظر للعرب على أنهم شعب لا يمتلك غير الحماقات والتعصب والجهل وخلق الفوضى والزوبعة، ويفتقدون بصورة كبيرة لرؤية درب المعرفة والتطور والنمو.
وطبعا هذا منظور خاطئ لا يعتمد بدرجة أساسية على دراسة شاملة للإنسان العربي وقدراته وإمكانياته، وإنما من زاوية العداوة والتعالي وعدم الاعتراف بقدرات الآخر.
لهذا حين دخلت قطر غمار التحدي الصريح في تنظيم بطولة كأس العالم لأول مرة تقام على أرض عربية جن جنون البعض وحاول بكل السبل والوسائل أن يعرقل طريق ذلك ويشوه ويقلل من إمكانيات إقامة البطولة، وكل محاولات المغرضين تلك باءت كلها بالفشل الذريع أمام تحدي وإصرار دولة قطر بقيادة أميرها وقائدها الشيخ تميم بن حمد بن خليفه آل ثاني، هذا الرجل الذي سخر كل إمكانيات بلده لتحقق ليس حلم القطريين فحسب، وإنما حلم الأمة العربيه وكل الدول والشعوب التي لاينظر إليها سوى من زاوية التقليل والتعالي عليها ..
لذلك استطاعت دولة قطر هذه الدولة الصغيرة في مساحتها والكبيرة بعقول قيادتها وشعبها أن تحقق مالم تحققه دول ترى أنها وصلت لقمة الرقي والتطور، في حين أنها لا اقدر في واقع الحال أن تفعل مثل ما أقدمت عليه قطر العي تعيش بالفعل واقع التطور والرقي في كل مجالات ومناحي الحياة بفضل حنكة وفكر قائدها سمو الأخير الشيخ تميم بن حمد الذي جعل من حلم مونديال 2022 حقيقة ماثلة أمام العين، وفرض ذلك بقوة التحضير والتميز الذي جعل الجميع يعيش لحظات الانبهار والاستمتاع بهذا العرس الكروي العالمي الذي يقام لأول مرة في التاريخ على أرض عربية، وليدحض بذلك رؤية البعض وأمراضهم وأحقادهم في عدم قدرة الشعوب العربية على تنظيم مثل هذه الأحداث الرياضية..
فتحيه لتميم المجد الذي صنع التاريخ والمجد للعروبة فى ظل ظروف وانكسارات مختلفة تعصف بواقع أمتنا العربية لاتخفى على أحد، ليضعها رغم كل ذلك في أعالي سلم المجد، ويقدم درسا للعالم أجمع أن شعوبنا قادرة على صنع المستحيل..
*كاتب وناقد رياضي
ومستشار وزارة الشباب والرياضة اليمنية