كتب: محمد بن عبدات*
حين عبر المنتخب المغربي إلى الدور الثاني من نهائيات كأس العالم 86 في المكسيك، كان عقب ملحمة كروية رائعة قدمها أسود الأطلس أمام المنتخب البرتغالي، وخرج منها بنتيجة كبيرة قوامها ثلاثة أهداف لهدف وحيد.
وأظهرت هذه المواجهة تفوق وإبداع جل لاعبي الكتيبة المغربية بقيادة الحارس العملاق بادو الزاكي وزملائه التيمومي وبودرباله والحمداني والظلمي وكريمو وخيري وغيرهم، كان الجميع لا يضع إشارة واحدة للمنتخب العربي في أن يتأهل للدور الثاني في ظل تواجده في مجموعة قوية ضمت إنجلترا وبولندا والبرتغال.
إلا أن المغاربة قلبوا الطاولة على الجميع وتصدروا مجموعتهم إثر تلك المواجهة المثيرة التي ستظل خالدة في ذاكرة نجوم ذلك المنتخب وكل جماهير الكرة العربية والعالمية التي تابعت مونديال المكسيك.
فلن ينسى الجميع هدفي النجم عبدالرزاق خيري الذين وضعهما بفن في الشباك البرتغالية قبل أن يضيف كريمو الهدف الثالث الذي بدد تماما أحلام البرتغاليين وصعد بالمغاربة للدور الثاني كأول منتخب عربي يحقق ذلك الإنجاز، وكاد أن يذهب إلى أبعد من ذلك لولا أن اصطدم بالمنتخب الألماني الذي فاز بصعوبة بالغة وبهدف من لوثر ماتيوس وضعه في الزاويه البعيدة لبادو الزاكي الذي قدم مستوى خرافيا في ذلك المونديال.
اليوم منتخب الأسود يذهب لدور الثمانية في مونديال قطر 2022 ليكرر السبق كأول منتخب عربي يصعد لهذا الدور والمصادفة أن مواجهته في هذا الدور ستكون أمام المنتخب البرتغالي، فهل يفعلها رفاق زياش وحكيمي كما فعلها رفاق الزاكي والتيمومي في المكسيك ويعبرون شواطئ البرتغال ويصنعون إنجازًا آخر ويذهبون بعده ربما لتحقيق انتصار ومجد كبير سيظل عالقا في ذاكرة عشاق ومحبي الساحرة المستديرة والبشرية جمعاء في شتى بقاع المعمورة..
عن نفسي لا أستبعد أن يكتب المغاربة
تاريخا كرويا بماء الذهب فالمعطيات والمؤشرات التي أظهرتها كتيبة الخبير الفارس الركراكي تعطيها القدرة على أن تمتطي ظهر حصان عربي تتجاوز به الجميع في نسخة مونديالية تقام على أرض عربية يكون ختامها إن شاء الله مصبوغ بلون العروبة، وإن كان يراه البعض حلما إلا إنني أرى ذلك ليس ببعيد.
فلتكن قطر العروبة هي من تعلن عن فارس عربي يمتطي صهوة جواد يخطف به التاج والصولجان ويعلن عن أفراح وليال ملاح تدخل البهجة والسعادة لقلوب الأمة العربية والإسلامية جمعاء.
- كاتب وناقد رياضي عربي
ومستشار وزارة الشباب والرياضه اليمنيه
