كتبت- ترياء البنا
أسدل الستار على النسخة الحلم لكأس العالم قطر 2022، والتي أبت إلا أن تزيد من إثارتها مع النهائي الأفضل والأكثر جنونا في مباراة لم يكن يتوقعها أحد، لتختتم البطولة برفع ميسي للكأس التي تمنى أن يختتم بها مسيرته، ليكون قد حقق كل ما يحلم به وما لا يستطبع أن يحلم به لاعب كرة قدم.
كانت البطولة متميزة في كل تفاصيلها التنظيمية، وكذلك وعلى غير توقعي، كانت جيدة فنيا، خاصة بالنسبة إلينا، حيث قدمت المنتخبات العربية نفسها بشكل يدعو للفخر، ولم لا وقد فازت السعودية كالمنتخب الوحيد، على الأرجنتين حامل اللقب، وفازت تونس على فرنسا بطل نسخة 2018، ووصيف هذه النسخة، كما خاضت المغرب ولأول مرة في تاريخ الكرة العربية مباراة تحديد المركز الثالث، لينفرد أسود الأطلس بأكبر إنجاز للكرة العربية في المونديال على مر التاريخ.
مشاهد كانت كالحلم عشناها بسعادة وفخر، وإحقاقا للحق، وبكل اعتزاز أقول إن كل تفصيلة للبطولة توحي بأن قطر درست وأبدعت وتفننت في إخراج أفضل بطولة كأس عالم، ولكن كانت هناك لقطة خيالية، لم يكن ليتوقعها أحد، وهي التي ستظل على مدار التاربخ شاهد عيان على نسخة عربية ببصمة عربية لكأس العالم، وهي ارتداء الأسطورة ميسي للباس العربي رافعا ومحتفلا بتحقيق لقب البطولة.
في مونديال المكسيك 1986، كانت هناك الحادثة الشهيرة لأسطورة كرة القدم على مر العصور مارادونا وهو يحرز هدفا بيديه في مباراة إنجلترا، لقطة عادية في مباريات كرة القدم، فهي تحدث دائما، ولكن تلك اللقطة ظلت من خلالها المكسيك محتفظة بذكر اسمها وتنظيمها للمونديال دون أن ينساها أحد، فبفضل يد مارادونا اشتهرت المكسيك وأصبح عشاق كرة القدم حول العالم يتناولون لقطته جيلا بعد جيل مرددين: مونديال المكسيك.
وهذا أيضا وربما بشكل أقوى، ما أبدعت قطر في فعله بأن يرتدي ميسي اللباس العربي، في لقطة أثارت غضب وحقد الغرب الذي لم يستطع أن يمررها، وأعلن بشكل فظ امتعاضه وحزنه لما فعله ميسي، الذي احتفظ للعرب بلقطة للتاريخ لن تمحى من ذاكرة بطولات كأس العالم.
الخلاصة.. قطر انتصرت للهوية العربية في أدق أدق التفاصيل في تنظيمها لكأس العالم، ووضعت المنطقة العربية على الخارطة، فأصبحت فخرا لكل العرب، مثبتة بشكل قاطع بأن العمل يحقق حتى المستحيل.