
مسقط- توووفه
بعد مشوار في الملاعب امتد لقرابة العقدين من الزمان اختار لاعب منتخبنا الوطني أحمد مبارك “كانو” تعليق حذائه منهيا بذلك مسيرة طويلة في الملاعب بعد تجارب في السعودية وقطر والإمارات والكويت بالإضافة إلى ثلاثة أندية في السلطنة هي أندية العروبة وفنجاء والسويق.
بداية الرحلة

المدرب التشيكي المعروف ميلان ماتشالا والذي يصنفه الكثيرون بأنه الأنجح والأكثر تأثيرا في تاريخ وحاضر كرة القدم العمانية، بعد أن قاد الأحمر العماني في ثلاث فترات الأولى كانت 27 مارس -25 مايو 2001، والثانية 18 يناير 2003 – 24 ديسمبر 2004، والثالثة 16 أغسطس 2006 – 30 يناير 2007، كان له الفضل في اكتشاف موهبة أحمد مبارك المحيجري الذي كان حينها يشق طريقه مع شباب نادي العروبة في نهاية عام 2002 حيث اختير للمشاركة مع الفريق الأول في بطولة الأندية الخليجية أبطال الدوري والتي أقيمت في قطر يناير من عام 2003 بمشاركة العروبة ممثل السلطنة وقطر القطري والهلال السعودي والعربي الكويتي والمحرق البحريني؛ إذ شارك المحيجري في تلك البطولة مرتديًا قميص المارد العرباوي وهو لم يتجاوز الـ 17 ربيعا وتزامنت هذه المشاركة مع الفترة الأهم في مسيرة ماتشالا مع الكرة العمانية إذ أوكلت إليه مهمة بناء فريق للمستقبل وصوب نظراته نحو الشاب اليافع الذي أكمل عامه الـ18 مع نهاية البطولة الخليجية للأندية.
تذكرة الدخول
مع نهاية بطولة الأندية الخليجية في 7 فبراير 2003 وتسجيل العروبة فوزًا مهمًا على نادي قطر القطري بهدفي طلال السيفي ومحمد مبارك العريمي بدأ التشيكي ميلان ماتشالا اختيار اللاعبين لمباراة كمبوديا في المرحلة الأولى لتصفيات أولمبياد أثينا 2004 حيث كان أحمد مبارك والذي اختار لقب “كانو” بسبب تقارب تفاصيل وجهه آنذاك مع أسطورة كرة القدم النيجيرية نوانكو “كانو” ضمن اللاعبين، وفاز المنتخب على كمبوديا في مسقط يومي 5 و 9 إبريل 2003، 8/صفر، و9/صفر على التوالي، ثم واجه المنتخب القطري ذهابا 3 مايو في الدوحة وإيابا 7 يونيو بمسقط وعبر المنتخب حينها للمرحلة النهائية للتصفيات والتي أقيمت في الربع الأول من عام 2004 وحجز “كانو” منذ ذلك الحين مكانة في المنتخب الوطني بعد أن أقنع عيون ماتشالا بإمكانياته الهائلة.
وفي المرحلة النهائية لتصفيات أولمبياد أثينا 2004 كان عنصرًا مهمًا في ذلك الفريق الذي كان قريبًا من تحقيق تأهل تاريخي للكرة العمانية إلى أولمبياد أثينا لولا أن حسبة فارق الأهداف انحازت لصالح المنتخب العراقي بعد تساوي المنتخبين في عدد النقاط.
انشيون وقصة طويلة
الظهور الأول لـ “كانو” مع المنتخب الأول كان في تصفيات كأس أمم آسيا ”الصين 2004“ وتحديدا في مدينة إنشيون الكورية في لقاء نيبال ليكون أحد أصغر اللاعبين في التصفيات وفاز حينها المنتخب بسبعة أهداف نظيفة مواصلا سطوته على المجموعة التي كانت تضم أيضا كوريا الجنوبية وفيتنام. وتصدر المنتخب تلك التصفيات بمجموع المباريات ذهابا وإيابا في إنشيون ومسقط ليتأهل للمرة الأولى في تاريخه لنهائيات أمم آسيا.
الولادة الخليجية

تعرف العالم في منطقة الخليج العربي على موهبة أحمد مبارك “كانو” من خلال بطولة خليجي 16 بالكويت نهاية عام 2003 حيث شارك حينها في 5 مباريات متتالية أمام الكويت واليمن والإمارات والبحرين والسعودية وسجل أول أهدافه في بطولات الخليج في مرمى الإمارات في اللقاء الذي شهد الفوز العماني الأول للمنتخب على شقيقه الإماراتي 31 ديسمبر 2003، هذا الهدف كان أيضًا أول هدف لأحمد “كانو” مع المنتخبات الخليجية.
على إيقاع الاحتراف

بعد التألق في خليجي 16 بالكويت انطلق أحمد “كانو” نحو الاحتراف الخارجي، والبداية كانت مع الوحدة السعودي بعد أن خاض عدة لاعبين عمانيين آنذاك تجارب في الدوري السعودي، ثم انتقل مع بداية موسم 2004-2005 للدوري الإماراتي رفقة نادي العين الإماراتي الذي كان يشرف عليه حينها المدرب التشيكي ميلان ماتشالا.
ويعد “كانو” أصغر العمانيين مشاركة في دوري أبطال آسيا من خلال نسخـة عام 2005 بقميص العين، وسجل أول أهدافه الآسيوية في أرض سباهان الإيراني، وهو أول هدف عماني في هذه البطولة بمسماها الجديد والذي ساهم به “كانو” في تأهل العين إلى ربع نهائي البطولة.
وبعد تجربة العين طرقت أقدام القائد التاريخي للكرة العمانية الملاعب القطرية في رحلة احتراف جديدة مع أندية الريّان وتنقل بعد الريان بين عدد من الأندية القطرية في مراحل مختلفة إذ لعب للسيلية ومعيذر والمرخية ومسيمير، وهو الأمر الذي حدث في الملاعب السعودية إذ ارتدى قمصان الوحدة والاتفاق والأهلي والفتح وخاض تجربة وحيدة في الكويت مع فريق النصر أسوة بتجربته الوحيدة في الإمارات ليكون واحدًا من أكثر اللاعبين الخليجيين معرفةً بالدوريات الخليجية بعد أن خاض تجارب احترافية في أربع دوريات إلى جانب تمثيله للعروبة (فريق المنشأ) وفنجاء والسـويق في الدوري العماني.
إرث وطني عظيم

انتهت مسيرة “كانو” مع المنتخب الوطني بإرث عظيم حيث حقق بطولتين خليجيتين مع الأحمر “خليجي 19 وخليجي 23” وهو يعد ضمن اللاعبين القلائل في تاريخ دورات الخليج الذي يشارك في 9 دورات متتالية بدءا من خليجي 19 وحتى خليجـي 24 في قطر، وهو اللاعب العماني الوحيد الذي حقق جائرة أفضل لاعب في البطولة بعد أن حققها غلام خميس مناصفة مع العراقي حسين سعيد في خليجي 7 بمسقط عام 1984.
وهو اللاعب العماني الوحيد الذي شارك في 4 بطولات في كأس أمم آسيا 2004 و2007 و2015 و201،9 وأكثر من لعب دقائق من اللاعبين العمانيين في البطولة.
ويحتل أحمد “كانو” المركز الثالث ضمن هدافي المنتخب في تصفيات كأس العالم برصيد 8 أهداف، سجل هدفين في 2006 وهدفا في 2010 وفي تصفيات 2014 سجل ثلاثيـة وهدفين في التصفيات الماضيـة.
وفي المجمل العام خاض أحمد “كانو” مع المنتخب 183 مباراة دولية كأكثر لاعب عماني خوضًا للمباريات الدولية في التاريخ والثاني خليجيًا بعد بدر المطوع ويحتل حاليا المركز السادس في الترتيب العـام لأكثر اللاعبين مشاركةً مع منتخبات بلادهم.
شكرًا “كانو”

لا يسعنا بعد هذا التقرير الذي تعرضنا خلاله لأهم محطات واحد من أعظم اللاعبين الذين مروا على الكرة العمانية على مر العصور إلا أن نقول شكرًا “كانو” على كل ما قدمته للكرة العمانية.