كتب – محمد مبارك
كثر الحديث عن مستقبل نيمار جونيور خلال الأيام الأخيرة وأين ستكون محطته المقبلة، لكن الأكيد أن هذا المستقبل لن يكون في باريس بعد الآن، فالنادي الفرنسي لا يرى للبرازيلي أي دور في مشروعه الجديد رغم السنوات المتبقية في عقده.
لم يكن نيمار عندما قدم باريس بآمال كبيرة وطموحات تعانق برج إيفل يعلم أنه سيصبح منبوذا في شوارع مدينة الأنوار كبؤساء فيكتور هيوغو وأن يتحول في نظر الجماهير “التي لم تتوقف عن مهاجمته” التفاحة الفاسدة التي تلوث البارك دي برانس.
غدر نيمار بفريق أحلامه برشلونة الذي تحمل في سبيله الكثير، فمنذ قدومه سنة 2013 دخل النادي في صراع لا نهاية له مع القضاء الإسباني، وبعد أن فتحت له أبواب المجد واللعب مع أفضل جيل أنجبته كرة القدم، ترك الفريق وهو بأمس الحاجة إليه حتى إنه دفع من جيبه ليغادر الكامب نو.
لم يتوقف غدر البرازيلي بالفريق الكتالوني بل كانت سهام غدره أول ما أصابت صديقيه ليونيل ميسي ولويس سواريز وقد حرمنا ذلك مواصلة الاستمتاع بأفضل ثلاثي هجومي عبر التاريخ.
كانت نية نيمار بناء مجد كروي خاص به بعيدا عن ميسي الذي وعده إذا بقي بالكرة الذهبية، لكن ذلك المجد لم يكن إلا أضغاث أحلام استفاق عليها البرازيلي ليجد نفسه على أبواب الخروج من أوروبا دون أي إنجاز شخصي يذكر.
تجربة نيمار مع فريق باريس سان جيرمان الفرنسي من أسوأ التجارب التي يمكن أن يعيشها أي نجم لكرة القدم فقد فشل في تحقيق البطولة التي يحلم بها الفريق دوري أبطال أوروبا كما أنه عانى من الإصابات والغيابات طوال سنوات وجوده هناك وأصبح عدو الجماهير الأول.
كثرت الشائعات عن عودة محتملة لنيمار إلى برشلونة، وهي عودة يرفضها تشافي كما يقولون فهو لا يثق في سلوك اللاعب ويخاف على بيئة البيت الكتالوني فزميله الذي قدم من سانتوس لم يعد نفسه بعد أن تعطر بعطور باريس، كما أن ظروف البلوجرانا الاقتصادية لا يمكنها استيعاب رغباته إلا بتنازلات من اللاعب والفريق الباريسي.
وبين أمل ضئيل في عودته إلى البيت الكتالوني لإصلاح ما أفسده خروجه الأليم يواصل فريق الهلال السعودي هجماته المالية لإقناعه بالالتحاق بالمشروع الجديد للكرة السعودية وسط أحاديث عن قرب وصوله الوشيك إلى العاصمة الرياض.
الغدار، سيظل هذا الوصف يلاحق نيمار جونيور بين جماهير برشلونة حول العالم للأبد لكن الأكيد أن البرازيلي موهبة ضاعت وسط نزوات الكثير ممن حوله بعد أن كان مرشحا لخلافة قدوته الأسطورة الأرجنتينية ليونيل ميسي.