
كتبت- ترياء البنا
دقت ساعة العمل، وأصبح منتخبنا على عتبة منافسات كأس آسيا، إذ سيغادر غدا إلى الدوحة، بعد معسكر داخلي قصير بدأ في الحادي عشر وحتى الخامس عشر من الشهر الماضي، ليتوجه مباشرة إلى معسكر آخر خارجي بدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث خاض خلال ما يقارب 3 أسابيع (مدة المعسكر)، وديتين أمام الصين والإمارات تواليا( 29 ديسمبر، 6 يناير).
وكالعادة اعتمد برانكو إيفانكوفيتش مدرب منتخبنا على المعسكرات للتحضير للاستحقاقات، ورغم إيمان الكثيرين بأن فكرة الاعتماد على المعسكرات قبيل انطلاق البطولات غير مجدية ولا تؤدي إلى النتيجة المرجوة( خاصة إذا طال أجلها)، إلا أن منتخبنا نجح في الفوز بالوديتين اللتين تخللتا معسكر أبوظبي، وهو بالطبع فوز معنوي فقط، يرفع من ثقة اللاعبين بأنفسهم ويزرع في قلوبهم الطمأنينة بالقدرة على الفوز وتحقيق النتائج، ويريح أيضا الجهاز الفني قبيل انطلاق البطولة القارية.
ورغم تحقيق النتيجة الإيجابية خلال الوديتين، إلا أنه يجب علينا ألا نركن إلى ذلك، ففوز الأحمر على الصين ثم الإمارات أمر بديهي عطفا على الفوارق بيننا وبينهما، ولكن المطمئن خلال المواجهتين هو أن لاعبينا نجحوا في خلق عديد الفرص للتسجيل، بينما المقلق هو أننا -كما عودنا المنتخب- لم نستغل الفرص، وهي ذات السمة التي ساهمت بشكل كبير في حرمان الأحمر من التأهل لمونديال كأس العالم بقطر، وهو الأمر الذي أجزم بأنه لو حدث في كأس آسيا فسنحرم من تحقيق إنجاز غير مسبوق.
نجح برانكو خلال اللقاءين في فرض سيطرته معظم الأوقات، والتسجيل في وقت مبكر، ولكن لم نستثمر السيطرة والاستحواذ، ورغم تحقيق النتيجة الإيجابية، وبروز معظم اللاعبين بشكل متميز ومطمئن، خاصة صلاح اليحيائي وأرشد العلوي وعبدالله فواز، إلا أننا لازلنا نعاني من سهولة خسارة الكرة والبطء في الارتداد، ما يخلق خللا في الدفاع وأخطاء في التمركز، ويشكل خطورة على المنتخب.
نمتلك ثقة كبيرة في تخطي الأحمر للدور الأول، فالمنطقي أن نفوز على قيرغيزستان وتايلاند،(لأن الخسارة أمام قيرغيزستان في مباراة التصفيات كانت هفوة بالنسبة إلينا ربما لأننا لم نحترم الخصم قبل اللقاء)، وربما ننجح في تحقيق حتى على أقل تقدير التعادل في اللقاء الأول أمام المنتخب السعودي الذي يضم عناصر جديدة في صفوفه، ولم لا نفوز وقد قدمنا أمام نجومه الذين تأهلوا إلى نهائيات كأس العالم، مباراتين قويتين، لم نستحق خلالهما الخسارة أبدا، لولا التفاصيل الصغيرة والتي أهمها عدم استغلال الفرص، ورغم ذلك فكرة القدم لا تخضع للورقة والقلم وإنما يحكمها الأداء والرغبة، وعلينا الحذر كثيرا من مواجهتين نظن أننا نضمن نقاطهما، أو نفرط في لقاء نظن أن منافسنا فيه أفضل.
في الأخير.. مرت فترة ما قبل البطولة، بكل ما فيها من سلبيات وإيجابيات واختلافات في الآراء، وعلى الجميع أن ينظر ويتحدث عن أمر واحد لا ثاني له، وهو دعم لاعبينا الذين يخوضون البطولة بهدف تحقيق إنجاز جديد للكرة العمانية، ويحتاجون إلى الشعور بثقة الجميع فيهم كخيارات هي الأفضل في كرتنا حاليا، ليكونوا في أعلى درجات التركيز، ويستطيعوا تحقيق ما نتمناه لأنه بالتأكيد لا أحد يمني النفس بخروج مبكر للأحمر من العرس القاري.