كتبت- ترياء البنا
(عقدي مع الاتحاد العماني يمتد لموسمين والاتفاق على تطوير المستوى الفني وإن حالفنا الحظ التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026)، من أهم العبارات التي أطلقها التشيكي يورسلاف شيلهافي مدرب منتخبنا الوطني في حواره لبرنامج على التماس بقناة عمان الرياضية، لأنها تعني وبكل بساطة أننا ندور في نفس الفلك.
شيلهافي شرح الصورة واضحة، مثلما فعل سابقه برانكو إيفانكوفيتش، ولكن بألفاظ مغايرة، وكلمات مترادفة، حيث سبق وأكد المدرب السابق ضعف المستوى الفني للدوري المحلي، وأن الأسماء التي اختارها واعتمد عليها هي الأفضل، حينها تعرض الرجل لانتقاد شديد على مواقع التواصل الاجتماعي، وكثرت التساؤلات عما يفعله عطفا عن المقابل المادي الكبير الذي يتقاضاه، كما أن الجميع- وأنا معهم- اعترض على نهج المعسكرات الذي ننتهجه في إعداد المنتخب قبل أي استحقاق قوي، وكنا نفضل تجهيز المنتخب عن طريق مواجهات ودية( داخلية وخارجية)، أمام منتخبات قوية، ولكن دائما كان الرد بأن روزنامة المنتخبات الكبيرة توصع قبل عام من خطتها، أضف إلى ذلك البطولات القارية وغيرها من المنافسات، والآن، لم يختلف شيء، سوى الجهاز الفني للمنتخب، فمازلنا ندور في نفس الدائرة المفرغة، ذات الأسماء مع تغيير طفيف لإسكات الشارع الرياضي بإضافة الأسماء التي يطالب بها.
وهنا لا ألوم شيلهافي فيما فعله، لأنه أنجز مهمته الأولى بنجاح، حيث تصدر المجموعة وتأهل الأحمر إلى كأس آسيا 2027، والمرحلة الثالثة من تصفيات المونديال، رغم أن المنطقي هو ما حدث بالفعل، مع أسماء منتخبات المجموعة، والرجل كان صريحا وصادقا في قراءته للمشهد الكروي في سلطنة عمان، ولكنه انتقى كلماته بعناية، فلم يقل الدوري ضعيف، ولكنه قال إنه يفتقد للتنافسية، ولم يقل اللاعب العماني غير محترف، بل قال إذا زادت التنافسية يتحسن أداء اللاعبين وتزداد دافعيتهم، وأكد أن الأساس الأول لرفد المنتخب بلاعبين متميزين هو الأندية( ليضعنا أمام المحور الذي يجب إعادة النظر في التعامل معه، إذا أردنا التطوير)، فأندية قوية تعني مسابقات محلية قوية، تفرز لاعبين قادرين على منافسة المنتخبات الآسيوية، وكلمة المنتخبات الآسيوية التي كررها شيلهافي تعني ببديهية أننا أقل كثيرا من المنتخبات في القارة ليس فقط المنتخبات الكبرى ولكن أيضا المتطورة حديثا.
حديث شيلهافي يضعنا أمام البرواز بكل تفاصيله، لأن التأهل إلى المونديال سيظل حلما لفترات طويلة، مهما ازداد عدد المنتخبات المتأهلة من آسيا، إذا لم نتحرك إلى الأمام، ونطور المنظومة الكروية بشكل سليم، لإخراج لاعب محترف يمتلك العقلية والقدرة، ليس فقط على المنافسة في البطولات ولكن على تحقيقها، فالإنجازات لا تتحقق بالأحلام ونحن في الواقع نسير في نفس الدائرة المفرغة، فكيف ننتظر نتائج مغايرة بينما نقوم بنفس العمل؟