كتبت- ترياء البنا
مع انطلاق كل تصفيات لنهائيات كأس العالم، نتحدث دائما عن طي الصفحات القديمة، ونتطلع إلى صفحة ناصعة البياض نستطيع أن نسجل عليها خاتم التأهل التاريخي المنتظر، أسوة بالأشقاء، الكويت، العراق، الإمارات، والسعودية التي أضحت أحد الضيوف الدائمين على العرس العالمي.
والآن نحن على أعتاب نقطة البداية للمرحلة الثالثة والهامة من مشوار تحقيق الطموح المنتظر، والذي أصبح قريبا أكثر من أي وقت مضى، خاصة إذا ما تقصينا أحوال منتخبات مجموعتنا، حيث تعاني جمبع المنتخبات المنافسة على معظم المستويات، وبما أن البداية خارج الديار أمام الشقيق العراقي تعتبر مباراة بست نقاط، حيث إن الفائز سيضع نفسه بقوة في دائرة المنافسة، وبالنظر إلى المنافس نجد أن أسود الرافدين ليس في افضل حال، وكما همس إلي مصدر مقرب من المنتخب العراقي، فإن الفريق لم يخض مرحلة إعداد مناسبة، حيث انتهى الموسم الرياضي متأخرا في العراق، وحصل اللاعبون على راحة سلبية طيلة الفترة الفائتة، ما يعني أنهم بدنيا خارج الفورمة، وأن الإسباني يعول على المحترفين في أوروبا الذين خاضوا فترة تحضير رفقة أنديتهم، وأنه يرى أن الأحمر أكثر جاهزية بعد معسكر إسبانيا وثلاث جولات من الدوري المحلي.
بلا شك هذه كلها نقاط قوة تمنح منتخبنا الأفضلية على الورق، خاصة وأن المحترفين رغم استعدادهم إلا أنهم كانوا بحاجة إلى التجمع لمدة لتحقيق الانسجام وفهم فلسفة المدرب، عكس منتخبنا الذي لم يطرأ على تشكيلته تغيير كبير ويتميز بالانسجام بين العناصر، كما أن تواجد شيلهافي منذ نهاية مشوار الأحمر بكأس آسيا يعني التأقلم مع خطط وتكتيك المدرب، الأمر الذي يرجح كفة الأحمر رغم أن اللقاء خارج أرضه.
وعلى الجانب الآخر، هناك الشقيق الأردني وصيف كأس آسيا، والذي فقد عنصرا مهما ساهم بشكل كبير في الطفرة التي ظهر عليها قي البطولة القارية، المدرب المغربي الحسين عموتة، الذي قاد الدفة الفنية باقتدار وأحسن استغلال قدرات لاعبيه، وخاض كل مواجهة بكأس آسيا بشكل مختلف تبعا لنقاط قوة وضعف المنافس، ونجح في إقصاء كوريا الجنوبية( خصمنا الأقوى على الورق في المجموعة، والتي نمني النفس بتحقيق الفوز عليها أسوة باليابان في التصفيات الفائتة، فلا شيء مستحيل في كرة القدم )، من البطولة، وكان قاب قوسين أو أدنى من تحقيق لقب تاريخي، فبرحيله أعتقد أن الأردن خسر الورقة الرابحة، رغم ما يتمتع به لاعبوه من إمكانيات فنية وبدنية.
أما عن الشقيق الكويتي، فحدث ولا حرج عن الفترة العصيبة التي تمر بها الكرة الكويتية، والتي كانت سباقة في الظهور العالمي، خاصة وأن الجميع ينظر للأزرق على أنه الضلع الأضعف في المجموعة، عطفا على الوضع الظاهر، كذلك الشقيق الفلسطيني والذي يمر بظروف صعبة حتمها الوضع المأساوي للعزيزة فلسطين.
والآن، علينا أن نضع الجميع أمام مسؤولياتهم، من اتحاد كرة، وأجهزة فنية وإدارية وطبية، ولاعبين جبلوا منذ زمن على أنهم غير مسؤولين عن أي إخفاق، وهذا غير صحيح لأن الطموح دائما معلق بأقدامهم، فعليهم أن يوقنوا أن الإنجاز إذا تحقق سيرجع إليهم، وبذلك يكونون قد سجلوا أسماءهم بحروف من نور في تاربخ الكرة العمانية، وإلم يتحقق- لا قدر الله- فستشير أصابع الاتهام إليهم، وعليهم أن يقرروا فردا- فردا، إذا ما كانوا قادرين على حمل طموح الجماهير على عاتقهم أم لا قبل الدخول في خضم المنافسات، لأننا وببساطة، لم نعد نتحمل لاعبا يمثل عبئا على الفريق لا فائدة منه، فمن يجد في نفسه القدرة فأهلا به، أما من تعود التخاذل فعليه التفكير مرات ومرات قبل قبول مزية ارتداء قميص المنتخب واللعب باسم سلطنة عمان.
أخيرا.. رغم ما يقوم به الجهاز الفني من عمل، إلا أنني لدي وجهة نظر شخصية، بأن التأهل للعرس العالمي يحتاج مدربا بمواصفات خاصة، لم نستطع حتى الآن اصطياده، ولنا في هيرفي رينارد مثالا مع المنتخب السعودي، ورغم أي تحفظات( لم يعد الوقت وقتها)، فنحن خلف الأحمر بكل ما لدينا من أسلحة، وتتبقى كلمة لاعبينا في المستطيل الأخضر.