كتبت- ترياء البنا
بعد جولة أولى مخيبة للآمال وخسارة 3 نقاط مهمة( ربما نندم عليها فيما بعد أشد الندم)، يترقب الشارع الرياضي العماني المواجهة الثانية للأحمر في المرحلة الثالثة للتصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026.
ورغم الهزيمة الموجعة في مستهل مشوار المرحلة الحاسمة، إلا أن القدر منحنا فرصة أخرى لنعود إلى المنافسة، حيث جاءت نتائج المجموعة بتعادل فلسطين مع كوريا الجنوبية في مفاجأة غير متوقعة، وتعادل الكويت مع الأردن أيضا في مفاجأة غير متوقعة، لتظل الحظوظ متقاربة مع هذه المنتخبات، وليكون منتخبنا أمام فرصة ذهبية للتعويض إذا نجح في خطف فوز مهم على أرضه وبين جماهيره أمام المنتخب الكوري( الذي فقد مخالبه أمام فلسطين).
ومع نتائج الجولة الأولى، أذكّر بأنني تحدثت قبل انطلاقها بأننا أمام فرصة ثمينة وفندت ظروف ومستوى منتخبات المجموعة، حيث فقد المنتخب الكوري رونقه بعد رحيل كلينسمان، وكذلك الشقيق الأردني بعد رحيل الحسين عموتة، وأشرت إلى الوضع الذي يعيشه الشقيقان الفلسطيني والكويتي، ولكننا- للأسف- لم نستغل الفرصة التي تهيأت أمامنا وفرطنا في صدارة مبكرة للمجموعة التي أرى أن القدر وهبنا إياها بالابتعاد عن مجموعة الموت التي تضم الكبار اليابان، أستراليا، والسعودية.
وقبل انطلاق الجولة الثانية، والمواجهة المهمة والصعبة أمام الشمشون الكوري، أعتقد أنها ستكون معقدة، لأننا ضغطنا أنفسنا ولم نحصل على أية نقطة من جانب، ومن جانب آخر سنواجه بطلا جريحا سيستنفر بكل ما أوتي من قوة لاستعادة هيبته التي فقدها في الجولة الأولى، ولذلك فالتحدي هذه المرة غاية في الصعوبة، ولكن ليس أمامنا إلا تخطيه وليس بالتعادل وإنما بالفوز فقط، إذا أردنا الحفاظ على حظوظنا في المنافسة على بطاقة للتأهل، والأهم استعادة ثقة الجماهير العمانية التي تحملت الخيبات المتتالية وفقدت ثقتها في الجهاز الفني والفريق.
وبلا أدنى شك، وما ليس عليه اختلاف أبدا، فإن الفوز على كوريا الجنوبية هو الفرصة الوحيدة والتي لن تتكرر لمواصلة مشوار حلم التأهل للمونديال، خاصة وأن الجولة الثانية ستشهد ديربيا مهما بين العراق والكويت، وهي المواجهة التي سيقاتل خلالها أسود الرافدين وبكل الأسلحة لخطف ثلاث نقاط تؤكد صدارة الترتيب، ما يعني أن الخسارة أمام كوريا ستحصر المنافسة على البطاقتين بين العراق وكوريا الجنوبية، خاصة إذا لم ينجح أي من فلسطين والأردن في خطف ثلاث نقاط والفوز باللقاء، ورغم أن هذا الحديث مبكر جدا إلا أن الواقع يشير إلى ذلك، وعلى لاعبينا والجهاز الفني اعتبار لقاء كوريا الجنوبية محورا مفصليا فإما أن نكون أو لا نكون، فليس من المنطق أبدا -إذا لا قدر الله- خسرنا اللقاء، أن يخرج أحد ويؤكد تفاؤله بتواجد اي حظ أو فرصة للتعويض فيما تبقى من مباريات، لأن مثل هذه المراحل والمباريات للنقطة فيها ثمن باهظ.
أخيرا.. الأحمر أمام فرصة ذهبية للعودة إلى المنافسة رغم أنه المنتخب الوحيد الذي خرج من الجولة الأولى بلا أية نقطة، فالفوز- والفوز فقط-، على كوريا الجنوبية بملعب مجمع السلطان قابوس ببوشر وأمام الجمهور العماني، هو الفرصة الوحيدة والأخيرة لاستعادة حظوظنا في المنافسة، وعلى الجهاز الفني ألا يحترم المنافس بشكل زائد لأنه أيضا يواجهنا تحت ضغط كبير بعد خسارة نقطتين أمام فلسطين في مفاجأة الجولة الأولى، أما إذا خسرنا هذا الرهان – لا قدر الله ذلك أبدا- فإننا سنكون وقعنا شهادة فشلنا مبكرا في المنافسة على بطاقة للتأهل للمونديال، رغم أي عوائق وتحديات يواجهها الجهاز الفني والفريق.