كتبت- ترياء البنا
جاء اللقاء الأول للمدرب الوطني رشيد جابر مع منتخب عمان في الجولة الثالثة من المرحلة الثالثة للتصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026، بعد خسارة أول جولتين، ليضع أحد أهم المدربين الوطنيين في خانة صعبة، لأن خسارة أية نقطة بهذه المباراة تعني القضاء على طموح الجماهير لنجاحه في العبور بالأحمر إلى بر الأمان، خلال هذه المرحلة الصعبة.
ورغم أن الرجل لا يمتلك فانوسا سحريا، ويعمل في ذات المناخ ومع نفس الأدوات، إلا أننا نبني عليه آمالا في تحقيق نتيجة إيجابية( وأعني هنا الفوز بلقاء منتخب الكويت، ولا شيئ غير الفوز)، لأنه سيكون بذرة ثقة يزرعها المدرب في اللاعبين أولا ثم الجماهير، بأننا قادرون على الدخول في المنافسة على إحدى البطاقات المؤهلة، خاصة وأن الفوز في اللقاء الذي نستضيفه على أرضنا ووسط جمهورنا( وهو ما يعطينا الأفضلية)، سينتقل بالأحمر من ذيل ترتيب المجموعة، وربما تخدمنا النتائج الأخرى، فنطفو على السطح مرة أخرى.
تكمن أهمية المباراة في أنها جاءت بعد تغيير متأخر، بمعنى أنها أصبحت طوق النجاة الأخير الذي سيمنحنا فرصة ثمينة لتكون بقية مواجهات التصفيات ذات إثارة وأكثر شراسة من لاعبينا داخل المستطيل الأخضر، خاصة إذا وضعنا في الحسبان أننا لسنا في مجموعة صعبة، بل جمبع المنتخبات متقاربة المستوى، ما يعني أننا قادرون على تحقيق الفوز خارج الديار لنعيد وقتها التوازن، وغير ذلك من الأمور الفنية المهمة التي ستبنى على هذا الفوز إذا تحقق بإذن الله.
المباراة لن تكون صعبة على منتخبنا، لأننا نمتلك مقومات الفوز، وأهمها تعطش اللاعبين لتحقيق فوز يصالحون به جماهيرهم التي زحفت إلى مجمع السلطان قابوس ببوشر في مواجهة كوريا الجنوبية، ولكنها عادت رغم كل المعاناة بخفي حنين، كما أن الكابتن رشيد من المدربين الذين يجيدون اللعب على الوتر النفسي للاعبين، وهو ما يحتاجه لاعبونا هذه الفترة.
باختصار.. الكرة في ملعب المدرب واللاعبين، ليثبتوا أن أبناء عمان مدركون حجم المسؤولية الملقاة على عاتفهم لاستعادة ثقتهم بأنفسهم أولا ثم إعادة ثقة الجمهور بهم، ورغم أن الكرة مكسب وخسارة، إلا أن لقاء الكويت ليس إلا فوز فقط ولا شيئ غيره، لأن الجمهور العماني العظيم سيزحف غدا إلى مدرجات الملعب أملا في فرحة ليست صعبة المنال.