كتبت- ترياء البنا
بعد فوز عريض مثل قبلة الحياة للمدرب الكبير رشيد جابر في أولى مهماته الوطنية، وكذلك للفريق الذي فقد توازنه عقب خسارة الجولتين الأولى والثانية أمام العراق بالبصرة، والمنتخب الكوري الجنوبي بمسقط، توجه الأحمر إلى العاصمة الأردنية في رحلة تحديد البوصلة، عطفا على المستويات المتقاربة بين الفرق، والتي دحضت التوقعات التي سبقت انطلاق المرحلة الحاسمة.
بالطبع الفوز على الكويت سيمثل دفعة معنوية قوية من أجل مواصلة التقدم والوصول بالمنتخب إلى النقطة السادسة التي إذا تحققت ستكون كفيلة بنقل منتخبنا إلى خانة التنافس الحقيقي على إحدى بطاقتي التأهل، لأنها مباراة بست نقاط، الفوز بها يمنحك فرصة تنحية منافس شرس، خاصة وأن النتائج السابقة أثبتت أن الجميع يمتلك الحظوظ، ولكن على الجانب الآخر، علينا ألا ننسى حقيقة أننا من 3 مباريات حققنا 3 نقاط، وخسارة الأردن أمام كوريا الجنوبية ستمنحه انتفاضة محاولة الرجوع إلى الطريق، خاصة وأن وصيف كأس آسيا كان يمتلك حظا أقوى إلى جانب كوريا الجنوبية للتأهل المباشر، ولكنه ظهر ببريق خافت مع انطلاق المرحلة الثالثة، وسيحاول بكل ما أوتي من قوة، استعادة ثقة الجماهير الأردنية به والتشبث بتحقيق فوز على أرضه يدخله قلب المنافسة.
المباراة لن تكون سهلة على منتخبنا، لأن النشامى يختلف تماما عن المنتخب الكويتي، فكلنا نعلم جيدا المنعرج الصعب الذي تمر به الكرة الكويتية منذ فترة، لذلك لا يمكن بأية حال من الأحوال اعتبار هذا الفوز مقياسا للمباريات القادمة، فلكل مباراة ظروفها والمنتخبات تزداد قوة وشراسة مع كل خطوة للأمام، فقط منحنا الفوز على الكويت دفعة معنوية وتأكيدا على أننا إذا أردنا وتمسكنا بالأمل واستغلينا أسلحتنا ونقاط ضعف الخصوم، سنحقق شيئا إيجابيا، حتى ولو لم بحالفنا الحظ- لا قدر الله- بالتأهل هذه المرة، ولكن تكمن أهمية الفوز على الأردن في أنه سيكون تأكيدا على أن الفوز السابق لم يكن مجرد صحوة مؤقتة نتيجة التغيير.
أخيرا.. حققنا فوزا معنويا في أولى مباريات الأحمر تحت قيادة وطنية أثبتت أن أهل مكة أدرى بشعابها، وأن جلدك لا يحكه إلا ظفرك، ولكنه يظل في حقيقة الأمر فوزا معنويا، علينا أن نبني عليه عملا شاقا، والأهم رغبة جامحة من اللاعبين لتحقيق نتائج إيجابية في قادم المواجهات، فلربما تخدمنا الظروف والنتائج الأخرى ونجد أنفسنا على أعتاب تأهل تاريخي للعرس العالم.